هل يمهّد إغلاق قناة "مكملين" في تركيا للتقارب السياسي مع مصر؟

هل يمهّد إغلاق قناة "مكملين" في تركيا للتقارب السياسي مع مصر؟


01/05/2022

أعلنت قناة "مكملين" الفضائية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين مساء الجمعة وقف بثها نهائيا من تركيا وإغلاق أستديوهاتها بعد 8 سنوات من التحريض على النظام المصري.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن طالبت السلطات التركية إدارة القناة الإخوانية وقف برامجها المنتقدة لمصر أو التوقف نهائيا عن البث من الأراضي التركية، وذلك ضمن مساعي أنقرة إرسال إشارات إلى مصر توحي بحرصها على استمرار عملية التقارب السياسي.

وذكرت القناة في بيان على تويتر مساء الجمعة، أن الهدف من هذه الخطوة "هو الحفاظ على طبيعة التغطية الإعلامية، وحرصا من إدارة القناة على استمرارية رسالتها الإعلامية".

وتابعت "ستغلق القناة أستوديوهاتها ومقرها بالكامل في تركيا، وتنطلق من عواصم عالمية مختلفة خلال المرحلة المقبلة". دون أن تُحدد مقر عملها الجديد لكن يرجح أن يكون في بريطانيا.

ويأتي هذا، بعد أيام من مطالبة السلطات التركية أحد العناصر الإخوانية مغادرة أراضيها بعد مخالفته لتعليماتها وبثه لفيديوهات منتقدة لمصر.

وأعلن ياسر العمدة الناشط الإخواني مغادرته الأراضي التركية بعد طلب السلطات منه ذلك، على إثر فيديوهات بثها على صفحته على مواقع التواصل ينتقد فيها مصر، ويحرض المصريين على الخروج إلى الشارع.

وفرضت تركيا منذ حوالي عام قيودا على فضائيات الإخوان التي تبث من أراضيها، وطلبت من القائمين عليها عدم توجيه انتقادات للنظام المصري، في إطار خطتها لتحسين العلاقات معه، وأوقفت أنشطة إعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن أبرز هؤلاء محمد ناصر وحمزة زوبع والفنان هشام عبدالله، وهيثم أبوخليل وحسام الغمري، بجانب معتز مطر الذي انتقل إلى بريطانيا مؤخرا ويمارس دوره السابق في انتقاد النظام المصري من لندن عبر قناته على يوتيوب.

ولئن اتخذت أنقرة خطوات لاستئناف علاقاتها الطبيعية مع عدد من دول المنطقة ومنها السعودية والإمارات، فإن تحسن العلاقات مع مصر يشهد تباطؤا وحذرا لاسيما وأن أنقرة لم تتخذ موقفا حاسما من نشطاء الإخوان كما تريد القاهرة.

ويستبعد مراقبون أن يكون ترحيل بعض نشطاء الإخوان أو إغلاق قنواتهم مقدمة لترحيل قيادات إخوانية أخرى، لأن تركيا لا تزال تقبض على ورقة الجماعة وتناور بها، وهذا أمر تتحفظ عليه مصر.

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن مصر كانت واضحة في مطالبها، حيث طلبت منذ فترة وقف التحريض عموما وتسليم الكثير من القيادات التي صدرت بحقهم أحكام قضائية أو تورطوا في أعمال عنف، من باب تأكيد حسن النوايا.

 لكن أنقرة لم تنفذ كل ذلك، باستثناء حالات نادرة، وما جعل محاولات التقارب تتعثر أن تركيا تبدو مصممة على استخدام ورقة الإخوان حتى النهاية في مناوراتها السياسية، وتتحايل على ذاك.

عن "العرب" اللندنية

الصفحة الرئيسية