يحاول رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي توظيف كافة الأزمات المحلية على الصعيد المجتمعي لتحقيق مصالحه السياسية، والوصول إلى الشرائح المختلفة للاستفادة منها عبر الانتخابات المقبلة.
وأثار إعلان الغنوشي انفراج أزمة المعلمين استغراب التونسيين، الذين عدّوه محاولة منه للظهور في صورة المخلّص، سيما أنّ هذه الأزمة تؤرق جميع التونسيين، الذين تخوفوا من فشل العام الدراسي الحالي، بسبب رفض المدرسين إجراء الامتحانات، كما أثار الكثير من التساؤلات حول علاقته مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وفق صحيفة "العرب" اللندنية.
إعلان الغنوشي انفراج أزمة المعلمين أثار استغراب التونسيين وعدّوه محاولة منه للظهور في صورة المخلّص
واستبق الغنوشي اجتماعاً بين نقابة التعليم ووزارة التربية، بلقاء مع الشاهد، وقال فيه إنه يهدف لتهيئة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لإجراء الانتخابات، وعقب اللقاء وبينما كانت المفاوضات تجري بين وفدي النقابة ووزارة التربية أعلن الغنوشي توصل الطرفين لاتفاق واستئناف الدروس.
وتابع الغنوشي "تمّ التوصل إلى اتفاق حول ملف التعليم الثانوي، وأنّه سيتم استئناف الدروس، معتبراً أنّ "البلاد على خطّ صحيح وماضية نحو الانتخابات لتتويج المسار الديمقراطي".
وشدّد كثيرون على أنّ إعلان الغنوشي في قضية ليس له أي يد فيها سعيٌ منه لركوب الأحداث، في إطار حملة انتخابية مبكرة لكسب أصوات الناخبين، وإيهامهم بأنّه من أوجد الحلّ، والتأكيد على أنّ الشاهد لا يتحرك بعيداً عن توجيهاته.
وساءت علاقة الشاهد، منتصف العام الماضي، بحزبه "نداء تونس"؛ الذي طالب برحيله وحكومته، ما دفعه للجوء إلى حركة النهضة التي يبدو أنها اختارته لكي يكون حليفاً لها بديلاً عن الرئيس الباجي قائد السبسي.
تونسيون شددوا على أن الغنوشي يسعى لركوب الأحداث في إطار حملة انتخابية مبكرة لكسب أصوات الناخبين
ورفضت حركة النهضة إقالة حكومة الشاهد وساندته بأصواتها داخل البرلمان أثناء جلسة لتجديد الثقة، طالب بها الرئيس قائد السبسي كحلّ لإنهاء الأزمة السياسية.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد توصّل، الأسبوع الماضي، إلى اتفاق مع الحكومة حول أزمة أساتذة التعليم الثانوي، بعد أكثر من شهر من مقاطعة الامتحانات احتجاجاً على عدم زيادة أجورهم.