هل يقلب شيوخ "النهضة" الطاولة على شبابها؟

هل يقلب شيوخ "النهضة" الطاولة على شبابها؟


11/06/2019

تشهد حركة النهضة الإسلامية في تونس انشقاقات واسعة، وحراكاً داخل هياكلها، وصراعاً حادّاً بين جيل جديد يرغب في التموقع، وجيل قديم محافظ متمسك بالبقاء، وذلك قبل أشهر قليلة من الاستحقاق الانتخابي المرتقب بالبلاد.

ويرى مراقبون؛ أنّ قواعد حركة النهضة تعيش تململاً، وعدم رضا عن التوجهات العامة للحركة، ويظهر هذا التململ كلّما تعلّق الأمر بخيار سياسي يتعلق بعقد تحالفات أو مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.

الانشقاقات تضرب صفوف إخوان تونس قبل أشهر قليلة من الاستحقاق الانتخابي المرتقب بالبلاد

وتمرّ حركة النهضة الإسلامية، وفق تصريح للمحلل السياسي التونسي، حامد بن يونس، لوكالات أنباء محلية، "في محطّات هي عبارة عن اختبارات لمدى تماسكها من الداخل، ومنها تجربة الحكم، وما رافقها من خلافات داخل الحركة بين شقّ يتمسّك بالجانب الدعوي وشقّ يدعو إلى الفصل بين السياسة والدين، وكذلك تجربة التحالف مع حركة "نداء تونس"، عقب انتخابات 2014، وما خلفته من تداعيات وانتقادات داخل الحركة لهذا التوجه".

وتواجه الحركة اليوم صراعاً بين مكوناتها حول مستقبلها، خصوصاً حول مصيرها بعد رئيسها الحالي، راشد الغنوشي، الذي يمثل الرجل القوي في الحركة والعقل المدبر لسياساتها.

وقبل أشهر من الانتخابات، يعدّ الموقف من الحكومة الحالية وطبيعة العلاقة الممكنة مع الحزب الناشئ، الذي أسسه رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد (تحيا تونس)، من النقاط الخلافية داخل الحركة؛ حيث إنّ هناك جيلاً جديداً من الشباب داخل الحركة يُبدي تحمّساً للتقارب مع حركة "تحيا تونس"، لاعتبارين اثنين: أولهما أنّ هذا الجيل الشاب يميل إلى توجهات رئيس الحكومة الحالي، وهو شاب، ويرى أنّه نموذج للسياسي الذي يمكن أن يصنع تغييراً في المشهد.

النهضة تواجه صراعاً بين شبابها وشيوخها بما يتعلق برئيسها الحالي الغنوشي وتحالفها مع الشاهد

 والثاني: أنّ التقارب مع "تحيا تونس" يبعث رسائل طمأنة إلى خصوم الحركة السياسيين؛ بأنّها سائرة نحو ترسيخ مبدأ المدنية، وإبعاد صفة "الحزب الديني" عنها، وهي الصفة التي أضرّت بصورتها كثيراً"، وفق تعبيره.

كما أشار إلى الخلافات التي رافقت إصدار موقف الحركة من حكومة يوسف الشاهد، معتبراً أنّ الشقّ المؤيد للإبقاء على الحكومة ورئيسها والتقارب معها، هو الذي انتصر حتى الآن، غير أنّ اقتراب موعد الانتخابات التشريعية قد يغيّر المعادلة، كما أنّ إقدام الحركة على عقد مؤتمرها بعد أشهر قد يعيد خلط الأوراق، ليقلب "الشيوخ" الطاولة على الشباب.

ومنذ ثورة كانون الثاني (يناير) عام 2011؛ عقدت الحركة في تونس مؤتمريْن لم تشهد قيادتها من بعدهما تغييراً كبيراً؛ حيث يحتفظ الغنوشي برئاسة الحركة منذ أعوام طويلة.

 

 

الصفحة الرئيسية