هل يرتبط التصعيد العسكري في غزة بصفقة الرهائن؟

محمد طارق

رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن إسرائيل مقتنعة بأن الضغط العسكري هو الذي دفع يحيى السنوار زعيم حماس في غزة للموافقة على الخطوط العريضة الحالية للصفقة المتبلورة، بالإضافة إلى رسائل الاستغاثة التي أرسلها المسلحون والتي عززت هذا التقييم، مشيرة إلى أن موجة الغارات على أحياء شمال قطاع غزة كانت محاولة إسرائيلية متعمدة للضغط على حماس في المفاوضات، وليس لأسباب عسكرية بحتة.

ووفقاً لـ"يديعوت أحرونوت"، جاء في اجتماع مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، أن الضغط العسكري خلق الظروف التي تجعل من الممكن المضي قدماً في الصفقة مع حماس، كما أن الجهاز الأمني سيعرف جيداً كيفية التوقف والعودة إلى القتال في أي مكان بقطاع غزة كلما كان الأمر ضرورياً، وأنه من الضروري الضغط العسكري لتحريك الاتفاق وعدم تفويته.

تصعيد إسرائيلي

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس الأول، أن سلاح الجو كثف هجماته في شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى المعارك التي تخوضها الفرقة 98 في حي الشجاعية منذ عدة أسابيع، ووفقاً لما نقلته الصحيفة، يستهدف الجيش الإسرائيلي مداهمة مواقع إضافية في عدة أحياء شمال قطاع غزة.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بعد ظهر أمس، المواطنين في أحياء الصبرة والرمال والدرج إلى الخروج إلى المنطقة الإنسانية. وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن الجيش الإسرائيلي قد تواجد في جميع هذه الأحياء منذ حوالي 4 أشهر ثم غادرها بعد أن حلت كتائب حماس والجهاد فيها.

عودة حماس

وذكرت الصحيفة أنه في الفترة الأخيرة، ظهرت علامات أولية لوجود عناصر حماس والجهاد في تلك الأحياء، إلا أن الجيش الإسرائيلي يهاجمها بشكل رئيسي لوضع حماس تحت ضغط من أجل التفاوض على صفقة لإطلاق سراح الرهائن أولاً، ثم لأسباب عسكرية ثانياً.

وأوضحت الصحيفة أن الأحياء التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي تُعد مراكز مهمة لحماس إذا أرادت إعادة تأهيل نفسها، وأن الغارات هناك تسبب صعوبات ومعاناة كبيرة لأعضاء حماس.

محادثات قادة حماس

وسلطت الصحيفة الضوء على ما نشرته وكالة "أسوشيتد برس" ووسائل إعلام أخرى من معلومات حول محادثات بين كبار مسؤولي حماس في قطاع غزة وكبار الحركة في الخارج، روى فيها كبار المسلحين  محنتهم المتزايدة بسب الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل عليهم، ولذلك طالبت قيادة حماس في الخارج بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإنهاء الضغط العسكري على قطاع غزة.

وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن كبار مسؤولي حماس قالوا في رسائلهم إلى قيادة الحركة في الخارج، إن المسلحين في حالة فرار مستمرة، وطالبوا بوقف إطلاق النار، مستطردة: "كان الضغط على حماس واضحاً أيضا في سلسلة الإعلانات غير العادية التي نشرتها الحركة بعد ظهر أمس، والتي حذرت فيها من  أن الضغط العسكري الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة سيعيد العملية إلى الصفر".

أداة للضغط

واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: "على المستوى الأمني ​​وكذلك على المستوى السياسي، أصبح من الواضح الآن أن النشاط الهجومي المتزايد، خصوصاً في رفح وشمال قطاع غزة، هو أداة الضغط الرئيسية في أيدي إسرائيل فيما يتعلق بالرهائن، وأن هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل السنوار يوافق على الخطوط العريضة، لذلك، يمكن التقييم بشكل مؤكد أن الضغط المتزايد والنشاط الهجومي الذي قامت به إسرائيل هو تعبير مباشر وعملي بشأن هذا التقييم".

عن موقع "24"