هل يتجرع خامئني "كأس السم" لإنقاذ طهران؟

هل يتجرع خامئني "كأس السم" لإنقاذ طهران؟


01/10/2020

أشاد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامئني بقرار سلفه بتجرّع "كأس السم"، في إشارة إلى قرار وقف الحرب الإيرانية ـ العراقية، وذلك خلال إحياء الذكرى الأربعين للحرب قبل أيام، في وقت اعتبرت فيه صحيفة "واشنطن إكزامينر"، الإشادة تمهيداً لاستسلام طهران أمام العقوبات الأمريكية.

ورأت الصحيفة الأمريكية، بحسب ما أورده موقع الحرّة، أنّ كأس السمّ الحالي قد يتمثل في تفكيك النظام النووي الإيراني، والرضوخ للعقوبات الأمريكية، التي تسببت في انهيار النظام الاقتصادي في طهران بعد عودتها منذ عامين.

تهدد الولايات المتحدة الأمريكية بفرض مزيد من العقوبات على طهران مع موعد رفع حظر تصدير الأسلحة من وإلى إيران خلال تشرين الأول الجاري

وقد انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني في أيار (مايو) 2018، بعد اتهام الرئيس الأمريكي لطهران بعدم الالتزام بالاتفاق، فيما استمرّت الدول الأوروبية وروسيا  في الاتفاق.

وتهدد الولايات المتحدة الأمريكية بفرض مزيد من العقوبات على طهران، مع موعد رفع حظر تصدير الأسلحة من وإلى إيران خلال تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بموجب الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، وذلك بعدما فشلت واشنطن في تمرير مشروعها لتمديده داخل مجلس الأمن.

وعلى الرغم من مكابرة طهران، وتقليلها من شأن العقوبات الأمريكية، فإنّ "واشنطن إكزامينر" رأت في تصريحات خامئني في ذكرى الحرب الإيرانية دليلاً على الضعف والتفكير في الاستسلام.

وبحسب الصحيفة، فإنّ "تصريحات خامنئي قد تكون تلميحاً إلى أنه ربما يستعدّ للشرب من الكأس المسمومة مرّة أخرى، من أجل إنقاذ النظام من الانهيار مع اقتراب اقتصاده مرّة أخرى من حافة الهاوية.

وهذه المرّة، سيكون السمّ هو تفكيك البرنامج النووي للبلاد والتنازلات الأخرى اللازمة لوضع حد للعقوبات، تحت حملة الضغط القصوى لإدارة الرئيس دونالد ترامب في إلحاق أضرار فادحة بالاقتصاد الإيراني ومالية النظام.

وهذه هي السنة الثالثة على التوالي من الركود في البلاد، مع انكماش بنسبة 3.3%  في الربع الأول، ومعدل تضخم سنوي بلغ نسبة 34.4٪، كما أنّ الريال الإيراني آخذ في الانهيار، بينما عائدات النفط تتبخّر، وسوق الأسهم تهوي في طريق سريع، وكلّ ذلك في غمرة استمرار وباء كورونا.

تراجع قيمة العملة

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تسجيل الريال أدنى مستوى له على الإطلاق الإثنين في الأسواق غير المنظمة، حيث تم تداوله عند 294.800 للدولار، وفقدت العملة الإيرانية أكثر من 70٪ من قيمتها منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

ويتحسن أداء العملة قليلاً في سوق خاص يُسمّى NIMA للمستوردين والمصدرين، حيث يتمّ تداولها عند 235.000 مقابل الدولار، ومع ذلك، فقد الريال نصف قيمته خلال العام الماضي، لكن ما يزال لدى النظام احتياطيات من العملة الصعبة يمكنه استخدامها لسداد قيمة الواردات، بيد أنها تتقلص بسرعة.

بالإضافة إلى ذلك، يواصل البنك المركزي توزيع العملة الصعبة بخصم كبير على النخبة الموالية لاستيراد السلع الأساسية، ممّا يمكنهم من الاستفادة من يأس الآخرين.

وفي حين أنّ النظام كان يمكن أن يعتمد على صادرات النفط لزيادة عشرات المليارات من الدولارات من الدخل سنوياً، إلا أنّ العقوبات قد خفضت ذلك بشدة.

وبالنظر إلى أنّ صادرات إيران غير مشروعة الآن، هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن كمية النفط الخام التي تبيعها طهران.

ويلفت التقرير إلى أنّ تحليل تقارير الموازنة العامة يوضح أنّ 6٪ فقط من الإيرادات المتوقعة من النفط قد تحققت في الربع الأول من السنة المالية الإيرانية الحالية، كما تراجعت الصادرات غير النفطية بشكل حاد أيضاً، ممّا أدى إلى اقتطاع مصدر رئيسي آخر للعملة الصعبة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية