هل زادت فرص نشوب صراع عسكري بين إيران وأمريكا؟

هل زادت فرص نشوب صراع عسكري بين إيران وأمريكا؟


12/05/2019

أرسلت الولايات المتحدة سفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ "باتريوت" إلى الشرق الأوسط، لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي- 52"، وكانت قد أُرسلت سابقاً إلى منطقة الخليج، ما يفاقم الضغوط على إيران.

أحد احتمالات ردود واشنطن على طهران تكثيف تطبيق العقوبات الحالية ومحاولة تأخير تطوير البرنامج النووي الإيراني باستخدام النشاط السيبراني.

ويربك الانتشار الأمريكي النظام الإيراني؛ حيث ينذر بأنّ التهديدات الأمريكية تخطت مرحلة التخويف إلى مرحلة المواجهة العسكرية أمام إصرار إيران على تقويض استقرار وأمن المنطقة. ورداً على التهديدات المفترضة من إيران؛ تمّ إرسال حاملة الطائرات ووحدة قاذفات "بي- 52" إلى الخليج؛ حيث أكدت واشنطن تلقيها تقارير استخباراتية تشير إلى أنّ إيران تخطط لتنفيذ هجوم من نوع ما في المنطقة.

وبحسب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون؛ فإنّ الهدف من عملية نشر القوات توجيه تحذير "واضح ولا لبس فيه" لإيران، من أيّ هجوم يستهدف الولايات المتحدة، أو أيّ من حلفائها في المنطقة.

هل يتطور التصعيد إلى مواجهة عسكرية؟

ولا يستبعد مراقبون أن تتطور مرحلة التصعيد إلى مرحلة المواجهة العسكرية.

وأوضح موقع "ستراتفور" الأمريكي؛ أنّ فرص نشوب صراع عسكري بين إيران وأمريكا ارتفعت، ومن المرجح أن تنظر واشنطن على نحو متزايد إلى أيّ نشاط للقوات المسلحة المدعومة، من قبل إيران ضدّ أمريكا أو حلفائها بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كمبرر لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية محدودة محتملة ضدّ طهران وحلفائها.

وحذرت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية، وفق "العرب" اللندنية، من أنّ إيران قد تستهدف سفناً تجارية أميركية، بما يشمل ناقلات النفط، أثناء إبحارها عبر الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي قال فيه رجل دين إيراني بارز: إنّ أسطولاً أمريكياً يمكن "تدميره بصاروخ واحد".

وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، نقلاً عن رجل دين إيراني كبير، في خطبة الجمعة؛ أنّ الأسطول البحري الأمريكي "يمكن تدميره بصاروخ واحد"، وذلك تعليقاً على توجه حاملة طائرات أمريكية إلى الخليج.

وقالت الوكالة، نقلاً عن رجل الدين، آية الله يوسف طبطبائي نجاد، من مدينة أصفهان في وسط البلاد: "أسطولهم ذو المليار (دولار) يمكن تدميره بصاروخ واحد".

وفي أحدث تراشق بين طهران وواشنطن، قال الحرس الثوري الإيراني: إنّ طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة، واستبعد وقوع أيّ هجوم أمريكي، وذلك بعد يوم من حثّ الرئيس دونالد ترامب على إجراء محادثات، وتصريحه بأنه لا يستطيع استبعاد مواجهة عسكرية.

هكذا ارتفع منسوب التوتر

وتزامن ارتفاع منسوب التوتر مع إعلان طهران، الأربعاء، أنّها توقفت عن الالتزام بالقيود المفروضة على أنشطتها النووية، المتفق عليها في اتفاق عام 2015، الذي أبرمته مع الدول الكبرى.

نُقل عن رجل الدين الإيراني، آية الله يوسف طبطبائي نجاد: أسطول الأمريكيين ذو المليار دولار يمكن تدميره بصاروخ واحد

وقدم ترامب العرض في الوقت الذي زاد فيه الضغوط الاقتصادية والعسكرية على إيران؛ حيث عمل هذا الشهر على وقف كلّ صادرات النفط الإيرانية، بينما عزز وجود القوات البحرية والجوية الأمريكية في الخليج.

وانتقدت إيران الانتشار الأمريكي الجديد، الذي قالت إدارة ترامب؛ إنّه يأتي بعد أن أشارت معلومات للمخابرات الأمريكية إلى استعدادات إيرانية محتملة لمهاجمة القوات أو المصالح الأمريكية.

وصرّح مسؤول أمريكي، لـ "رويترز"، الجمعة؛ بأنّ "وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة، باتريك شاناهان، وافق على نشر صواريخ باتريوت إضافية في الشرق الأوسط، في أحدث ردّ من جانب الولايات المتحدة على ما تراه تهديداً متنامياً من قبل إيران"، وبيّنت القيادة المركزية الأمريكية؛ أنّ حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، التي أرسلتها إدارة ترامب إلى الشرق الأوسط تعدّ تحذيراً لإيران، عبرت قناة السويس، الخميس، كما وصلت قاذفات أمريكية من الطراز "بي- 52" إلى قاعدة أمريكية في قطر.

تحذيرات من تجاوز الخط الأحمر

وحذّر موقع "ستراتفور" من أنّ التحركات الإيرانية قد لا تتجاوز الخطوط الحمراء التي من شأنها أن تدفع الاتحاد الأوروبي لفرض العقوبات مجدداً وعلى الفور، أو الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية محدودة على المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، قد تصبح هذه الخطوات الأوروبية والأمريكية حقيقة بعد ستين يوماً من الآن، في حال نفّذت إيران تهديداتها بشأن تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل.

وفي مذكرة نشرت الخميس؛ أوضحت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية: أنّ احتمالات اتخاذ إيران أو وكلائها في المنطقة إجراءات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها تزايدت، منذ بداية أيار (مايو) الجاري.

وأضافت: "تلك المصالح تشمل البنية التحتية لإنتاج النفط، بعد أن هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمرّ منه نحو ثلث الخام المنقول بحراً في العالم"، وقالت إدارة الملاحة البحرية: "إيران ووكلاؤها قد يردون باستهداف السفن التجارية، بما يشمل ناقلات النفط، أو السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أو الخليج"، وتابعت: "التقارير تشير إلى استعداد إيراني متزايد لتنفيذ عمليات هجومية ضد القوات والمصالح الأمريكية".

ويرجح تقرير "ستراتفور" أن يكون ردّ فعل واشنطن على تهديدات طهران على ثلاثة أصعدة: أولاً، ستواصل توسيع رقعة قوتها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة حلفاء إيران الإقليميين. ثانياً: ستزيد واشنطن العقوبات الاقتصادية على إيران وحلفائها الإقليميين، فضلاً عن تكثيف تطبيق العقوبات الحالية، وقد تحاول تأخير تطوير البرنامج النووي الإيراني باستخدام النشاط السيبراني.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية