
قال الكاتب الصحفي أحمد الصراف: إنّ ما فعلته الحكومة الكويتية أخيراً بإغلاق كل مواقع جمع التبرعات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وهي بالعشرات، بزعم تنفيذ آلاف المشاريع، الوهمية غالباً، وتحويل ما يتم جمعه إلى جمعيات أو أحزاب تابعة للجماعة، لتنتهي إلى حسابات الإخوان السرّية، إنّ ما فعلته الحكومة كان خيرًا، وخطوة كان يجب اتخاذها منذ زمن.
وأضاف الصراف في مقالة نشرها عبر صحيفة (القبس) الكويتية تحت عنوان: "هل سقوط إخوان الأردن هو البداية؟": إنّ الأردن ومصر والإمارات والسعودية لم يخطئوا في اجتثاث جماعة الإخوان المسلمين من مجتمعاتهم، وشهادات كبار مسؤوليها ماثلة أمامنا، تشهد بغدر الإخوان وسوء مآربهم وضرورة منع أنشطتهم، فقد كشف العديد من التقارير الاستخباراتية أنّ الجماعة تستخدم المنظمات الخيرية والجمعيات واجهةً لتمويل عملياتها، ونشر إيديولوجيتها في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في الدول العربية والإسلامية.
وتابع الصراف: "الغريب أنّ حزبي الإخوان في مصر والأردن كانا يعتاشان غالبًا على أموال الخليج، وعلى رأسها الكويت، ومع هذا، كان حزب الإخوان أول من خانها يوم احتل صدام الكويت".
الأردن ومصر والإمارات والسعودية لم يخطئوا في اجتثاث جماعة الإخوان المسلمين من مجتمعاتهم، وشهادات كبار مسؤوليها تشهد بغدر الإخوان وسوء مآربهم.
واستعرض الكاتب الصحفي الكويتي مراحل تأسيس الجماعة في الكويت، مؤكدًا أنّها تأسست على يد المرحوم عبد العزيز العلي المطوع، خلال عام 1945، تحت اسم "جمعية الإرشاد"، والتي بدأت كغيرها جمعية خيرية مسالمة، تهدف لنشر الأخلاق الحميدة والدين دون التدخل في السياسة، لكنّ تورطها في أوحالها دفع بعض مؤسسيها الأوائل، ومنهم عبد العزيز المطوع، إلى التخلي عنها وتركها للأكثر تمثيلًا لفكر البنّا الراديكالي، لتنهار الجمعية بعدها، ويُعاد بعثها بحلة جديدة ووجه متشدد مختلف مع بداية الستينيات، لتتسلل بقوة في الحياة السياسية، وبدعم من جهات حكومية فاعلة آنذاك، وتقوى شوكتها، وشوكة أفرع الإخوان الأخرى.
وختم الصراف مقالته بالقول: "حركة الإخوان، وفي أيّ مكان كانت خارج مصر، هي نبت غريب، والدليل أنّ المجلس الأعلى، الذي يقود التنظيم الدولي منذ سبعين عامًا، لا يضم أيّ عضو من خارج مصر إلا كقطعة ديكور، ولكسب مزيد من المال. وعُرف عن الجماعة تقلبها وبراغماتيتها، فيومًا مع السلطة وشهراً ضدها، لتعود وتنام في أحضانها لسنوات، حسبما يتم تمريره من قوانين تصبّ في مصلحتها، ووفق الوزارات التي تُعطى لها.
ويبقى قبول الإخوان بالتمويل الخارجي الملياري أحد أقوى الأدلة ضدهم وضد ما يدّعونه من استقلالية، وهدفهم الأول والأخير هو الوصول إلى السلطة من أجل إقامة الخلافة، كما يدّعون، وطبعًا سيكون الخليفة مرشدهم متى ما سيطروا على نظام الحكم في أيّ دولة، ليبقى حاكمًا للأبد.