هكذا انحازت الكاتبة الأيرلندية سالي روني للفلسطينيين

هكذا انحازت الكاتبة الأيرلندية سالي روني للفلسطينيين


13/10/2021

فجّرت الكاتبة والأديبة الأيرلندية سالي روني، مفاجأة من العيار الثقيل، بعد رفضها ترجمة روايتها "أيها العالم الجميل، أين أنت"، التي تصدرت قائمة أكثر الكتب مبيعاً على موقع "أمازون"، من قبل دار نشر إسرائيلية تسمى "مودان".

روني بررت رفضها في بيان، يوم أمس الثلاثاء، قالت فيه إنّ التقارير الأخيرة التي نشرتها "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية "أكدت ما تقوله جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية منذ فترة طويلة: إنّ نظام إسرائيل للسيطرة العنصرية والفصل العنصري ضد الفلسطينيين يتوافق مع تعريف نظام الفصل العنصري، بموجب القانون الدولي".

اقرأ أيضاً: فلسطيني يصنع مجسماً لقرية الشيخ مونس التي أزالها الاحتلال

وكان الفصل العنصري سياسة للتفرقة والتمييز طُبقت على أيدي الأقلية البيضاء الحاكمة ضد الأغلبية السوداء في دولة جنوب أفريقيا خلال الفترة من عام 1948 وحتى 1991.

تم نشر أول روايتين لروني "المحادثات مع الأصدقاء" عام 2017 و"أشخاص عاديون" عام 2018 بالعبرية من قبل دار مودان للنشر

وأضافت الكاتبة، في حين أنها كانت "فخورة جداً" بترجمة رواياتها السابقة إلى العبرية، فقد "اختارت الآن عدم بيع حقوق الترجمة هذه لدار نشر مقرها إسرائيل".

وتم نشر أول روايتين لروني "المحادثات مع الأصدقاء" عام 2017 و"أشخاص عاديون" عام 2018 بالعبرية من قبل دار مودان للنشر. وتم تحويل شخصيات رواية "أشخاص عاديون" إلى سلسلة بثتها "بي بي سي" (BBC) العام الماضي.

قالت الكاتبة الأيرلندية أنها لا تستطيع التعاون مع شركة إسرائيلية لا تنأى بنفسها علانية عن الفصل العنصري، ولا تدعم حقوق الشعب الفلسطيني

وقال متحدث باسم دار مودان الإسرائيلية لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، إنّ الدار "لن تنشر رواية روني الثالثة، لكنه امتنع عن الإفصاح عما إذا كان ذلك بسبب مقاطعة ثقافية لإسرائيل.

وأشارت الكاتبة إلى أنّ بعض الأشخاص لن يوافقوا على قرارها، لكنها لا تستطيع التعاون مع شركة إسرائيلية "لا تنأى بنفسها علانية عن الفصل العنصري، ولا تدعم حقوق الشعب الفلسطيني التي نصت عليها الأمم المتحدة".

اقرأ أيضاً: فيلم "واجب": الفلسطيني خارج إطار الأسطورة

وقالت "لا تزال حقوق الترجمة العبرية لروايتي الجديدة متاحة، وإذا تمكنت من العثور على طريقة لبيع هذه الحقوق التي تتوافق مع إرشادات المقاطعة المؤسسية لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها" (BDS)، فسأكون سعيدة جداً".

وتابعت "في غضون ذلك، أود أن أعبر مرة أخرى عن تضامني مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة والمساواة".

اقرأ أيضاً: الترويدة الفلسطينية: أغانٍ تحدّت قضبان المعتقلات

ورحبت "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" (PACBI)، بموقف روني، وقالت في بيان الثلاثاء، "تنضم روني إلى عدد لا يحصى من المؤلفين الدوليين في دعم المقاطعة الثقافية المؤسسية لقطاع النشر المتواطئ في إسرائيل، تماماً كما دعم الفنانون التقدميون ذات مرة مقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا".

وقعت الكاتبة الشابة مؤخراً على خطاب مفتوح ضد الفصل العنصري، والذي دعا إلى وقف فوري وغير مشروط للعنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين

من جانبه، قال وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عبر موقع تويتر بالعبرية إنّ "المقاطعة الثقافية لإسرائيل هي معاداة للسامية في صورة جديدة، وهي شهادة بسوء السلوك لها ولمن ينحو نحوها".

وحصلت روني على 4 جوائز أدبية في المملكة المتحدة، بما في ذلك جائزة الكاتب الشاب السنوية التي قدمتها صحيفة "صنداي تايمز" عام 2017، وجائزة "كوستا" للكتاب عام 2018.

وتعرف الروائية، التي كتبت أيضاً قصصاً وأشعاراً ومقالات، بموقفها المناهض لصعود اليمين المحافظ وسياسات رأسمالية السوق، ويمكن التعرف على ملامح تلك المواقف داخل حوارات شخصيات رواياتها الشابة.

غلاف كتاب: أيها العالم الجميل أين أنت

وليست هذه المرة الأولى التي تساند فيها سالي القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، إذ وقعت الكاتبة الشابة مؤخراً على خطاب مفتوح ضد الفصل العنصري، والذي دعا إلى "وقف فوري وغير مشروط للعنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين"، ودعا أيضاً إلى "وقف الدعم الذي تقدمه القوى العالمية لإسرائيل وجيشها، خاصة الولايات المتحدة"، كما حثت الحكومات على "قطع العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية" مع إسرائيل، وفق ما أورد موقع "بي بي سي".

اقرأ أيضاً: احتفى بها "غوغل".. ماذا تعرف عن الفنانة الفلسطينية مليحة أفنان؟

وفي الشهر ذاته، كان روجر ووترز، المؤسس المشارك لـ"بينك فلويد"، من بين 600 موسيقي وقعوا رسالة مفتوحة يطلبون فيها من زملائهم الفنانين مقاطعة العروض في إسرائيل حتى تكون هناك "فلسطين حرة".

قال متحدث باسم دار مودان الإسرائيلية لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، إن الدار لن تنشر رواية روني الثالثة، لكنه امتنع عن الإفصاح عما إذا كان ذلك بسبب مقاطعة ثقافية لإسرائيل

وقالت مجموعة "موسيقيون من أجل فلسطين" في رسالة "بصفتنا موسيقيين، لا يمكننا أن نصمت اليوم، من الضروري أن نقف مع فلسطين وندعو زملاءنا للتأكيد علانية على تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، فالتواطؤ مع جرائم الحرب الإسرائيلية يتحقق بمجرد الصمت، واليوم الصمت ليس خياراً"

وأضافت المجموعة في بيان: "ندعوكم للانضمام إلينا باسمكم في رفض أداء الأعمال الفنية في المؤسسات الثقافية الإسرائيلية المتواطئة، والوقوف بحزم في دعمكم للشعب الفلسطيني وحقه الإنساني في السيادة والحرية".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية