هذه أول مدينة عرضت مسرحية في الجزيرة العربية.. مشروع لتوثيق تاريخ المسرح الخليجي

هذه أول مدينة عرضت مسرحية في الجزيرة العربية.. مشروع لتوثيق تاريخ المسرح الخليجي


28/04/2022

يتبنى الباحث المصري سيد علي إسماعيل، أستاذ المسرح في كلية الآداب بجامعة حلوان، مشروعاً مهماً لإعادة كتابة تاريخ المسرح في البلدان العربية؛ حيث تدور معظم كتاباته حول الاكتشافات التاريخية لهذا المسرح.

وأرّخ سيد علي، والذي لقبه المسرحيون بـ"جبرتي" المسرح العربي، لبدايات المسرح في: مصر، والكويت، ولبنان، وسوريا، والأردن، وفلسطين، والسودان، وتونس، وسيستمر في مشروعه حتى يؤرخ لبدايات المسرح في بقية البلدان العربية.

وألقى سيد علي إسماعيل، مؤخراً، محاضرة بعنوان "توثيق تاريخ المسرح الخليجي بين التنظير والتطبيق... سلطنة عمان والسعودية نموذجين"، وهي محاضرة موجهة إلى الباحثين في السعودية وعُمان، يقول إنّ الهدف منها يتمثل في هذه العبارة: "لكل شيء بداية، وأصعب شيء في تاريخ المسرح اكتشاف بداياته، لا سيما بدايات المسرح الخليجي".

الباحث المصري سيد علي إسماعيل، أستاذ المسرح في كلية الآداب بجامعة حلوان

هناك صعوبة بالفعل في اكتشاف بدايات المسرح في منطقة الخليج العربي. وعن هذه الصعوبة يقول سيد علي في حوار مع "اندبندنت عربية": "لو أردنا الحديث عن بدايات المسرح العُماني، سنُصدم أمام نتائج الدراسات السابقة التي تؤكد جميعها غياب المسرح قديماً في عُمان، مثل غيابه في منطقة الخليج والجزيرة العربية، وذلك بسبب العادات والتقاليد".

ويضيف، "سارع الباحثون العُمانيون إلى كبار السن يسجلون لهم أقوالهم وذكرياتهم بعد مرور عشرات السنين على تخرجهم في هذه المدارس. وللأسف الشديد أصبحت هذه الروايات هي المستند الوحيد لحقيقة تاريخية مسرحية، لا نملك الدليل على صدقها أو صدق تفاصيلها أو تحديد تاريخها".

أصدر سيد علي عام 1999 كتاب "تاريخ المعهد المسرحي في دولة الكويت"، وكتاب "قراءة في تاريخ المسرح الكويتي من خلال وثائق غير منشورة" عام 2015

ويتابع: "وهذا الأمر ينطبق على كثير من دول الخليج العربي، وتحديداً السعودية، لكونها تتشابه مع السلطنة في أمور كثيرة رسمت في عقولنا صورة ذهنية باستحالة وجود أي نشاط مسرحي في السعودية قديماً، كما هو الحال في السلطنة".

لكنه رفض هذا التصور، وراح يبحث عن بدايات المسرح في الكويت، وأصدر عام 1999 كتاب "تاريخ المعهد المسرحي في دولة الكويت"، وفي عام 2015 أصدر كتاب "قراءة في تاريخ المسرح الكويتي من خلال وثائق غير منشورة"، وفي عام 2017 أصدر كتاب "وثائق مركز الدراسات المسرحية الكويتية"، ومن خلال هذه الكتب استطاع أن يوثق كثيراً من الأمور التاريخية المسرحية الكويتية.

وعن مراحل مشروع توثيق بدايات المسرح في سلطنة عمان والسعودية، يقول: "مشروعي في التأريخ المسرحي قائم على عاملين الأول "الوثائق"، والآخر "الدوريات"، حيث يقوم الباحثون العُمانيون والسعوديون بتوثيق أو تأريخ مسرحهما من خلال الاطلاع على الوثائق، وتفريغ الدوريات من الأخبار المسرحية وإعلاناتها".

وتمكن سيد علي، من رصد منشور في جريدة "المؤيد" المصرية عام 1910، أثبت من خلاله أن "المدينة المنورة" هي أول مدينة في الجزيرة العربية عرضت مسرحية جماهيرية داخل المدرسة الصناعية عام 1910، وقام بتمثيلها بعض الهُواة من السعوديين والسعوديات، وتم العرض بصورة احترافية لأنه كان بتذاكر مدفوعة، والعرض اسمه "فتاة الدستور"، تأليف نجيب كنعان".

"المدينة المنورة" هي أول مدينة في الجزيرة العربية عرضت مسرحية جماهيرية داخل المدرسة الصناعية عام 1910

هذا الاكتشاف كتب سيد إسماعيل عنه مقالاً عام 2015، ثم أعاد نشره مع نص المسرحية السعودية في كتاب صدر عام 2017 في القاهرة.

كما ووجد منشور في مجلة "الفكاهة" المصرية عام 1927، جاء فيه حرفياً: "قررت حكومة ابن سعود أن تنشئ تياترو في الرياض، عاصمة نجد، وأن تدعو لإدارته الممثل المصري حسين رياض".

ويشير إلى أهم اكتشاف توصل إليه، وهو "جمعية الشبان الحجازيين" التي تكونت عام 1932، وكان لها دور مهم في مجال المسرح. والمثال على ذلك مقالة منشورة في جريدة "الوادي" المصرية، كتبها مؤسس الجمعية تحت عنوان "التمثيل وأثره في الحركة العلمية"، وفيها أعلن عن تكوين "فرقة الأدب والتمثيل لجمعية الشبان الحجازيين". 

ويلفت في حديثه، إلى "فرقة الكشافة السعودية" التي قدمت عرضاً مسرحياً في فلسطين عام 1935، بعنوان "السمسرة وباعة الأراضي" وتدور حول ظاهرة بيع الأراضي لليهود في فلسطين في تلك الفترة. وفي العام التالي مثلت الفرقة مسرحية "إلى المجد". 

ويتحدث الباحث المصري عن الشيخ عبد العزيز الكحيمي، القنصل العام للسعودية في فلسطين، وكان له نشاط مسرحي، بحيث كان الراعي الأول لبعض العروض المسرحية هناك عام 1944، وقام بنشر إعلانات تحمل اسمه وصفته من أجل دعم العروض المسرحية مثل مسرحية "الشهيدة"، ومسرحية "اليتيم"، وسواهما".

ويعرج على خبر منشور عام 1956 يقول نصّاً: "يزور المسرح العسكري الأراضي الحجازية لإحياء بعض الحفلات التمثيلية هناك، وستتخلف ممثلات الفرقة عن هذه الرحلة".

وهناك أيضاً خبر منشور في جريدة "القاهرة" المصرية عام 1959 عنوانه "أول ممثلة سعودية"، والخبر يذكر اسمها، وأنها كانت تعمل في الدعاية للسعودية، وعادت إلى القاهرة، ومثلت في بعض الأفلام المصرية.

ويؤكد سيد علي، على أنّ هذه الاكتشافات مهمة جداً، وتحتاج إلى جهد كبير في تتبعها وتوثيقها ودعمها من خلال الوثائق والدوريات.

مواضيع ذات صلة:

"أناركيا".. مسرحية كويتية تحصد 10 جوائز في أيام المسرح للشباب

في تجربة هي الأولى من نوعها.. موسم الرياض يقدم مسرحية استعراضية

مدينة الموصل تنفض غبار "داعش" بعودة حراكها المسرحي



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية