ميليشيات الإخوان في اليمن تتحول إلى عصابات مسلحة تمارس التهريب والخطف

ميليشيات الإخوان في اليمن تتحول إلى عصابات مسلحة تمارس التهريب والخطف

ميليشيات الإخوان في اليمن تتحول إلى عصابات مسلحة تمارس التهريب والخطف


21/12/2023

حالة من الفوضى تثيرها أبواق الإعلام التابعة لحزب الإصلاح الإخواني في اليمن، وعلى رأسها قناة (بلقيس) الفضائية، التي تمارس حالة من الدعاية للإخوان، بتوظيف القضية الفلسطينية، وإطلاق مجموعة من الشائعات، التي تصب في صالح الحوثيين، تحت زعم أنّ المقاومة العربية الشاملة قادرة على النيل من إسرائيل.

في المقابل، تطلق القناة الإخوانية باستمرار وابلاً من الشائعات الموجهة ضدّ الانتقالي الجنوبي، في محاولة للتشكيك في مواقف الجنوب قيادة وشعباً، واتهام الرئيس عيدروس الزبيدي بخيانة قضية فلسطين، وموالاة إسرائيل، وكلها أكاذيب مرسلة، تتجاهل مواقف الجنوب المنددة بالعدوان الإسرائيلي.

الدعاية الإخوانية تجاهلت البيان الحاد الذي أصدرته الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والذي عبرت فيه عن استنكار المجلس الانتقالي الجنوبي صمت المجتمع الدولي على الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وانتهاك قوات الاحتلال الإسرائيلية للقوانين الدولية، بارتكابها جريمة حرب من خلال استخدام إسرائيل للقوة العسكرية بحق المدنيين ومنع سُبل الحياة عنهم.

تهريب السلاح لصالح الحوثيين

من جهة أخرى، كشف تقرير أممي وآخر أمني تورط جماعة الإخوان في تعز بالقيام بعمليات تهريب الأسلحة والمواد المستخدمة في صناعة المتفجرات والصواريخ لصالح ميليشيات الحوثي.

وسلط التقرير الأخير الصادر عن فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي الضوء على عدد من حوادث ضبط شحنات أسلحة وذخائر ومُسيّرات، ومواد كيماوية تستخدم في صناعة المتفجرات والصواريخ، والتي تمّ ضبطها من قبل القوات الحكومة والقوات الجنوبية خلال الأشهر الماضية.

 كشف تقرير أممي وآخر أمني تورط جماعة الإخوان في تعز بالقيام بعمليات تهريب الأسلحة

أبرز هذه الحوادث على الإطلاق، التي سلّط التقرير الضوء عليها، حادثة ضبط قوات الحزام الأمني بالعاصمة عدن في شهر شباط (فبراير) الماضي شحنة (5) من المنتجات الكيميائية، وخاصّة مادة الألومنيوم، بالإضافة إلى مسحوق أكسيد الحديد، وقطع غيار رشاشات، وطائرات مُسـيّرة، ومكونات أجهزة بصرية وآلات أخرى؛ يشتبه بأنّها تستخدم في إنتاج الأسـلحة، وهي كلها مستوردة من شركة صينية دخلت عبر منفذ ميناء عدن بهدف شحنها برياً بعد ذلك إلى ميليشيات الحوثي في صنعاء.

التقرير الأممي كشف أنّ هذه الشحنة الضخمة من مسحوق الألومنيوم كانت في طريقها إلى الداخل، بزعم أنّها "علكة زهور"، ممّا يعني أنّ الهدف من وراء جلبها بشكل سرّي، هو استخدامها في تصنيع السلاح. و"يمكن استخدام مسحوق الألمنيوم الناعم (كسـليفة) للمتفجرات المحلية الصنع". ومن المعروف أنّ الحوثيين استخدموا متفجرات نترات الأمونيوم مع مسحوق الألومنيوم، ومتفجرات مركبات الكلورات مع مسحوق الألومنيوم.

 

تطلق قناة (بلقيس) الإخوانية باستمرار وابلاً من الشائعات الموجهة ضدّ الانتقالي الجنوبي، في محاولة للتشكيك في مواقف الجنوب قيادة وشعباً.

 

ويضيف التقرير أنّه "يمكن خلط مسحوق الألومنيوم مع فوق كلورات الأمونيوم؛ لإنتاج وقود صاروخي قوي. ولفت إلى أنّ "فريق الخبراء سبق أن وثق محاولة لتهريب فوق كلورات الأمونيوم إلى اليمن، تم اعتراضها في خليج عُمان في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.

وكشف التقرير تورط الإخوان في جلب الصفقة، من خلال اعترافات (3) من المضبوطين، وهم المسؤول عن شحن المواد من الصين، والمخلص الجمركي للشحنة، ومالك مكتب النقل الذي كان يستعد لنقلها إلى صنعاء.

وأشار التقرير إلى أنّ المراسلات بين المتورطين في عملية التهريب تكشف أنّهم اعتادوا على إدخال المواد الممنوعة، ونقلها للحوثيين. كما استخدم المتهمون أوراقاً باسم المؤسسة العسكرية للإفراج عن الشحنات الممنوعة.

تحولت ميليشيا الإصلاح المهيمنة على محور تعز إلى كيان إجرامي

التقرير كشف عن هوية الجهة الإخوانية التي قامت بالعملية، وهي لواء الصعاليك بجنوبي تعز، عن طريق صفوان حاجب الشيباني، والملقب بصفوان مناع، وهو تاجر سلاح، بالإضافة الى شقيقه سلطان، وهو وسيط الشحنة في الصين، بينما قام شقيقه الآخر محمد باستلامها.

ولواء الصعاليك، بحسب مصادر محلية، هو تشكيل إخواني مسلح، يعمل في تعز ضمن قوام محور تعز الخاضع لسيطرة حزب الإصلاح، ويقوده عزام نجل مستشار قائد المحور، والقائد العسكري للميليشيات الإخوانية بتعز عبده فرحان سالم.

جرائم محور تعز الإخواني لا تنتهي

مع الوقت، تحولت ميليشيا الإصلاح المهيمنة على محور تعز إلى كيان إجرامي، وبحسب تقرير موثق نشره موقع المنتصف اليمني، فإنّ جرائم وانتهاكات المحور وصلت إلى مرحلة متقدمة، حيث تم اختطاف قاضيين خلال اليومين الماضيين، من قِبل تنظيم يتبع أحد قادة الألوية التابعة لمحور تعز الإخواني.

وأشار الموقع، وفقاً لمصادر ميدانية، إلى أنّ عملية الاختطاف جاءت على خلفية رفض القاضيين ممارسة مهامهما الوظيفية، احتجاجاً منهما على تقاعس الجهات الأمنية الإخوانية عن ممارسة مهامها في حفظ الأمن وتطبيق القانون.

 

المراسلات بين المتورطين في عملية التهريب تكشف أنّهم اعتادوا على إدخال المواد الممنوعة ونقلها للحوثيين

 

وكشف التقرير أنّ عصابة اللواء (179) دفاع جوي، التابعة لمحور تعز الإخواني، قامت بإطلاق سراح القاضي عبد الرحمن الحميري، أحد القضاة المختطفين، بعد ساعات من اختطافه واقتياده تحت تهديد السلاح إلى أحد أوكارها في حي الروضة بشمال المدينة.

القاضي الحميري قدّم شكوى لوكيل الجزائية المتخصصة في تعز، وقال إنّه تعرّض للاختطاف من وسط مدينة تعز من قِبل عصابة مسلحة يتزعمها القيادي الإخواني أسامه القردعي، قبل أن يتم اقتياده إلى جهة مجهولة، وتهديده بالقتل، وممارسة الضغوط عليه، من أجل أن يقوم بتوقيع إيصال بدفع مبلغ (85) مليون ريال، أو التنازل عن قضية يرجح صدور حكم فيها، وتمسّ أحد قيادات المحور الإخواني العسكرية.

انتهى الأمر بالإفراج عن القاضي المختطف إثر وساطة قبلية، لكنّه أكد أنّه لن يترك حقه، وسوف يواجه الجرم الإخواني، الرامي إلى تطويق القضاء وتوظيفه، ونشر المزيد من الفوضى في تعز وما حولها، ممّا ينذر بمواجهة مرتقبة بين المؤسسة القضائية، وبين الميليشيات الإخوانية التي باتت تختطف تعز ومناطق المثلث.

مواضيع ذات صلة:

اليمن: خطة الإخوان للهيمنة على المكون الجنوبي

باحث يمني لـ"حفريات": السلام لا يروق لجماعة الإخوان

كيف يتحالف الإخوان والحوثيون على تدمير الاقتصاد باليمن؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية