باحث يمني لـ"حفريات": السلام لا يروق لجماعة الإخوان

باحث يمني لـ"حفريات": السلام لا يروق لجماعة الإخوان

باحث يمني لـ"حفريات": السلام لا يروق لجماعة الإخوان


08/07/2023

فيما يبدو أنه سجال إخواني حوثي حول صفقة أسرى من المفترض أنّ تكون شاملة، في إطار المفاوضات التي  رعتها العاصمة الأردنية عمّان، قال الباحث والإعلامي اليمني، إياد الهمامي، إنّ جماعة الإخوان المسلمين في اليمن لها اليد الطولى في إخفاق وعرقلة نجاح المباحثات، التي كانت تعول عليها عمّان برعاية الأمم المتحدة، لجمع أطراف النزاع في اليمن عبر لقاء كان يتمحور حول عدد من القضايا والملفات، من أهمها صفقات تبادل الأسرى. وأضاف لـ"حفريات": "انتهت هذه الجهود دون التوصل لأي اتفاق يذكر".

وفي سياق متصل، انتهت جولة المفاوضات بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثيين (أنصار الله) في صنعاء، دون التوصل إلى اتفاق حول عدم العمل بآلية تبادل الزيارات في السجون، وإتمام مرحلة ثانية من الإفراج المتبادل عن الأسرى.

وعقب ذلك تبادل الحوثيون وحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) الاتهامات، كوّن قضية الإفراج عن القيادي الإصلاحي محمد قحطان، كان سبب الخلافات بين وفدي الشرعية والحوثيين.

كان إتمام المرحلة الثانية من صفقة الإفراج عن الأسرى، في المباحثات الأخيرة في عمّان، كفيلاً بإدخال جزء من بهجة العيد المفقودة إلى حياة اليمنيين.

في آذار (مارس) الماضي توصل الحوثيون والحكومة إلى اتفاق خلال مفاوضات في مدينة برن في سويسرا، نصّ على تبادل الإفراج عن نحو 900 أسير، بعد أيام على إعلان السعودية وإيران نيتهما استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبعة أعوام من القطيعة. وفي صفقة آذار (مارس) الماضي، أُفرج عن 706 معتقلين من جماعة الحوثيين، مقابل 181 معتقلاً من الحكومة والتحالف العربي. ورغم أنّ غالبية المحتجزين هم من المواطنين اليمنيين، شملت الصفقة كذلك إطلاق سراح 16 سعودياً و 3 جنود سودانيين، كما أفرجت السعودية عن 104 أسير لديها، ما رفع حجم الصفقة إلى 973 محتجزاً، ما يجعلها أكبر صفقة لتبادل الأسرى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2020، بحسب تقرير منشور في مركز "صنعاء للدراسات الإستراتيجية". وكان من المخطط أن تشمل الصفقة الجديدة الإفراج عن نحو 1400 أسير، لدى الجانبين.

اتهامات حوثية للإخوان بعرقلة التفاوض

لكنّ تلك الأجواء الإيجابية لم تكتمل بعد إخفاق طرفي التفاوض المباشرين في عمان، حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يملك السيطرة على مدينة مأرب، حيث شهدت المنطقة أشد جولات القتال بين الشرعية والحوثيين، وحيث يقبع المئات من الحوثيين أسرى. ومن الجانب الآخر اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بقيادة عبد المالك المرتضى، ممثلة عن الحوثيين.

وما أن انتهت جولة التفاوض في عمان، حتى بادر الطرفان الإصلاح والحوثيون إلى كيل الاتهامات لبعضهما، وتبادل تحميل المسؤولية عن إخفاق المفاوضات.

ربط الحوثيون بين الكشف عن مصير محمد قحطان والكشف عن مصير المئات من الأسرى في السجون في مدينة مأرب حيث معقل جماعة الإخوان

وكتب الإعلامي اليمني القريب من جماعة الحوثيين، إسماعيل السراجي، عبر "تويتر" أنّ حزب الإصلاح "حاول المغالطة وتزييف الحقيقة كعادته، فبعد أن أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى رفض الحزب للعرض بشأن قحطان، وجه اتهامات لصنعاء مبتذلة بالعرقلة". وأضاف "لذلك نتحدى مرتزقة الإصلاح أن يعلنوا موافقتهم علنا، وتكون لعنة الله على الكاذبين".

إعلامي آخر محسوب على الحوثيين، كتب في تغريدة على "تويتر" بأنّ حزب الإصلاح في كل المفاوضات "يهتم بالأسرى ذوي الانتماء الإخواني فقط، ويرفض أغلب الأسرى المنتمين له ولكنّ توجهاتهم سياسية وغير عقائدية، حتى ممن أسروا في جبهات مأرب ونهم والجوف". وأضاف "لذلك لم يكن غريباً عليه حين أسقط قميص قحطان مقابل الكشف عن مصير أسرانا".

الأسير محمد قحطان

يقول الإعلامي اليمني فهد الحميري، حول قضية الأسير لدى الحوثيين "محمد قحطان"، بأنّ قحطان هو عضو مجلس النواب، المتحدث باسم اللقاء المشترك الذي ضمّ عدداً من الاحزاب اليمنية، منها؛ الإصلاح والاشتراكي والناصري، وهو سياسي بارع ومحنك، وكان أحد المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني ممثلاً عن حزب الإصلاح.

واُعتقل قحطان من بيته في العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2015، بعد دخول الحوثيين إلى العاصمة، ووُضع تحت الإقامة الجبرية،  ثم انقطعت أخباره تماماً. وتابع الإعلامي الحميري لـ"حفريات" بأنّ الحوثيين لم يفصحوا عن مكان اعتقال محمد قحطان، ولا مصيره، سواء أكان حياً أم ميتاً، خصوصاً أنّ هناك أنباء وصلتنا عن موته في غارة للتحالف العربي استهدفت مقراً للحوثيين.

وهناك عدة تفاصيل حول قضية قحطان تبرز الاستغلال الحوثي لملف السجناء، منها أنّ الرجل لم يُقبض عليه في جبهة قتال، ولهذا فهو ليس بأسير حرب، بل معتقل بشكلٍ غير قانوني من جهة غير شرعية.

فهد الحميري: تخوفات كبيرة من أنّ يتسلم الوفد الحكومي جثة قحطان

أما حول تسبب قضية قحطان في إخفاق المفاوضات في عمّان، فقال الإعلامي فهد الحميري، بأنّ الحوثيين أعلنوا موافقتهم الإفراج عن محمد قحطان مقابل المئات من أسراهم، لكنّ وفد الإصلاح طلب الكشف عن مصير قحطان قبل إتمام الصفقة؛ حيث هناك تخوفات كبيرة من أنّ يتسلم الوفد الحكومي جثة قحطان.

من جانب آخر، ربط الحوثيون بين الكشف عن مصير محمد قحطان والكشف عن مصير المئات من الأسرى في السجون في مدينة مأرب، حيث معقل جماعة الإخوان المسلمين.

الإعلامي اليمني إياد الهمامي لـ"حفريات": الإخوان في اليمن يتخوفون من أنّ نجاح صفقات تبادل الأسرى سيكون لها أثر إيجابي على العملية السياسية

وكان الاتفاق السابق لتبادل الأسرى، نصّ على السماح بتبادل الزيارات في السجون، للاطمئنان على الأسرى، لكنّ ذلك البند لم ير النور، بسبب الخلافات حول مصير المعتقل محمد القحطاني. ومن جانب آخر، لدى الحوثيين شخصية قيادية أخرى يطالبون بالكشف عن مصيرها، وهو القيادي مصطفى المتوكل.

يوضح الإعلامي فهد الحميري، بأنّ كلاً من الإصلاح والحوثيين تلكأوا في الإفصاح عن مكان ومصير قحطان والمتوكل. وتابع بأنّه في عمّان سادت أجواء إيجابية، لكنّ الحوثيين طلبوا الإفراج عن أكثر من 120 أسيراً مقابل  الإفصاح عن مكان قحطان.

عقبات الإخوان والحوثيين

ويرى الهمامي بأنّ الإخوان في اليمن يتخوفون من أنّ نجاح صفقات تبادل الأسرى سيكون لها أثر إيجابي على العملية السياسية والمضي قدماً في حلحلة الكثير من القضايا والملفات التي تفضي في نهاية المطاف إلى وقف الحرب، وتحقيق السلام في المنطقة برمتها. ولفت إلى أنّ هذا الأمر لا يروق لجماعة الإخوان في اليمن لأنها تعتقد أنّ "جهود السلام التي تُفضي إلى التقارب وبناء الثقة ووقف الحرب في اليمن، ستجعلهم أمام واقع سياسي جديد يهدد مستقبلهم وواقعهم السياسي".

بدوره قال الإعلامي فهد الحميري، بأنّ أنصار الله في صنعاء لديهم خلافات كبيرة مع حزب الإصلاح، وهناك قضايا سابقة وخلافات وعداوات. وأوضح بأنّ الحوثيين يوجهون التهم للإصلاح بأنهم يقفون خلف إفشال أية مفاوضات سلام. ولفت إلى أنّ اتفاقية ستوكهولم نصت على إطلاق سراح الكل مقابل الكل وتصفير السجون، لكن إلى الآن لا تطبيق لهذا البند. وأرجع الإعلامي اليمني ذلك إلى أنّ كل طرف يفاوض على أشخاص محددين، سواء قيادات وأعضاء من حزبه أو جماعته، دون النظر الى بقية الأسرى والموقوفين.

إياد الهمامي: واقع سياسي جديد يهدد مستقبلهم وواقعهم السياسي

يُذكر أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة تقدمان التسهيلات للمفاوضات في ملف الأسرى بين الشرعية والحوثيين. وكانت آخر عملية إفراج كبيرة قبل العام 2023، حدثت في نهاية العام 2020 وتضمنت الإفراج عن 1050 أسيراً.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية