من هو محمود فتحي القيادي الإخواني الذي ظهر إلى جوار الجولاني؟

من هو محمود فتحي القيادي الإخواني الذي ظهر إلى جوار الجولاني؟

من هو محمود فتحي القيادي الإخواني الذي ظهر إلى جوار الجولاني؟


19/12/2024

أثار ظهور القيادي الإخواني محمود فتحي، رئيس حزب "الفضيلة" الهارب إلى تركيا، في صورة حديثة تجمعه مع الجولاني، زعيم "هيئة تحرير الشام"، وياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثار جدلاً واسعاً حول أدواره الخفية وعلاقاته المشبوهة. 

هذا الظهور العلني، الذي يربط بين تنظيم الإخوان الإرهابي وفصائل متطرفة مثل "هيئة تحرير الشام"، يكشف عن شبكة متشابكة من التحالفات التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، ويدل على تحول سوريا إلى منصة جديدة لإعادة ترتيب صفوف الجماعات الإرهابية

محمود فتحي، الذي يُعتبر أحد تلاميذ حازم صلاح أبو إسماعيل وذراعاً لنائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، لطالما لعب دوراً محورياً في تنفيذ أجندة جماعة الإخوان الإرهابية، سواء من خلال تأسيس حركات مسلحة في مصر عقب سقوط حكم الجماعة، أو عبر توثيق علاقاته مع الأجهزة الأمنية التركية بعد هروبه إلى هناك. 

فتحي لم يكتفِ بالعمل التنظيمي داخل مصر، بل تجاوز ذلك إلى دعم العمليات العسكرية التركية في سوريا، والإشراف على تهريب عناصر جهادية إلى مناطق النزاع.  

القيادي الإخواني: محمود فتحي

الصورة الأخيرة التي ظهر فيها فتحي بجانب الجولاني وأقطاي تسلط الضوء على دوره كمحور للتنسيق بين الإخوان والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، هذا التحالف يؤكد ارتباط الجماعة بمخططات أوسع تهدف لإضعاف الدول العربية وإعادة إحياء مشاريع سياسية عابرة للحدود، تحت شعارات دينية تخدم المصالح التركية في المنطقة.  

من هو محمود فتحي؟

محمود فتحي، رئيس حزب "الفضيلة" الهارب إلى تركيا، هو أحد أبرز القيادات التي برزت ضمن شبكة معقدة من الشخصيات والجماعات المتطرفة التي تعمل لصالح تنظيم الإخوان المسلمين، وتستهدف زعزعة استقرار الدولة المصرية

بدأ فتحي حياته السياسية كأحد تلاميذ الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، واستطاع لاحقاً أن يصبح ذراعاً لخيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين. وقد لعب دوراً محورياً في الهيمنة على التيار السلفي عبر ما يُعرف بـ "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، التي أنشأها الشاطر خصيصاً لضمان تبعية التيارات السلفية للمشروع الإخواني.


يُعدّ محمود فتحي نموذجاً صارخاً لدور جماعة الإخوان المسلمين في نشر الفوضى والعنف، من خلال علاقاته القوية مع تركيا وتنظيماته المسلحة، وقد تحول فتحي إلى أداة لتنفيذ أجندة الإخوان الإقليمية.

في عام 2011 سرق فتحي توكيلات حزب "الفضيلة"، الذي كان يُعدّ أول مشروع سياسي للتيار السلفي بعد أحداث كانون الثاني (يناير) 2011، ونصب نفسه رئيساً للحزب بعد الإطاحة بالمؤسس الحقيقي الدكتور عادل عفيفي عبد المقصود، ممّا تسبب في انشقاقات داخل التيار السلفي. هذا السلوك يعكس تكتيكات الإخوان في السيطرة على الكيانات السياسية واستخدامها كأذرع لتحقيق أجندتهم.

أدوار فتحي في أعمال العنف والتخريب

برز دور محمود فتحي في عدة أعمال تخريبية عقب صعود الإخوان إلى السلطة في مصر، وكان من العناصر التي شاركت في محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، والمحكمة الدستورية، ووزارة الدفاع، بالتعاون مع حركة "حازمون" المسلحة. 

بعد سقوط حكم الإخوان، ساهم فتحي في تأسيس حركات عنف خرجت من رحم الجماعة، مثل "مجهولون"، وأصبح المنسق العام لعدد من اللجان النوعية المسلحة التي استهدفت رجال الجيش والشرطة، في إطار مخطط لإسقاط الدولة المصرية.

اتُهم فتحي في عدة قضايا إرهابية، أبرزها اغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات، وصدر بحقه حكم بالإعدام. كما تورط في الإشراف على خلايا إرهابية مثل "خلية الاغتيالات"، و"خلية نسف الكمائن"، إلى جانب قضايا منظورة أمام القضاء المصري. وتتجاوز الأحكام الصادرة بحقه (100) عام، ممّا يجعله أحد أبرز المطلوبين للعدالة.

علاقاته الدولية: دور تركيا في دعمه

هرب محمود فتحي إلى تركيا بعد سقوط حكم الإخوان في 2013، حيث وجد دعماً قوياً من المخابرات التركية. وأصبح فتحي صديقاً شخصياً لياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، وأحد رجالات التنظيم الدولي في الشرق الأوسط. ولعب دوراً بارزاً كمُنظّر شرعي ومشرف على اللجان المسلحة بفضل علاقاته مع مؤسسة "سادات"، وهي كيان شبه عسكري يتبع المخابرات التركية، يعمل على تدريب الميليشيات المسلحة.

مستشار الرئيس التركي: ياسين أقطاي

دعم الميليشيات المسلحة في سوريا

استغل فتحي علاقاته مع المخابرات التركية لتنظيم عمليات تهريب عناصر إخوانية وسلفية من مصر إلى سوريا للمشاركة في عمليات عسكرية، مثل "غصن الزيتون" و"نبع السلام". وتم دمج هذه العناصر في كيانات مسلحة، مثل الجيش السوري الحر  مقابل أموال طائلة، ومنح الجنسية التركية. هذه الأنشطة تؤكد دوره في تنفيذ الأجندة التركية في المنطقة.

المشروع السياسي الديني: "تيار الأمة"

يروج محمود فتحي حالياً لمشروع سياسي ديني تحت مسمى "تيار الأمة"، يهدف إلى إعادة هيكلة تيارات الإسلام السياسي تحت مظلة واحدة تنطلق من تركيا. ويستخدم علم الدولة العثمانية شعاراً لمشروعه، في إشارة واضحة إلى تبعيته الكاملة للأجندة التركية. ويسعى هذا المشروع إلى اختراق الشارع المصري واستعادة نفوذ الإخوان.

وجاء ظهور فتحي بجوار الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام المصنفة جماعة إرهابية، برفقة ياسين أقطاي، ليكشف عن شبكة من التحالفات العابرة للحدود. ويعكس هذا اللقاء تعاوناً بين الإخوان والفصائل الإرهابية المدعومة من تركيا، ممّا يثير مخاوف من تحول سوريا إلى ملاذ لعناصر الإخوان الهاربة.

ويُعدّ محمود فتحي نموذجاً صارخاً لدور جماعة الإخوان المسلمين في نشر الفوضى والعنف، من خلال علاقاته القوية مع تركيا وتنظيماته المسلحة، وقد تحول فتحي إلى أداة لتنفيذ أجندة الإخوان الإقليمية، وظهوره الأخير مع شخصيات متطرفة يزيد من المخاوف حول دور هذه التحالفات في تهديد استقرار المنطقة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية