من صفوف حركة الشباب المتشددة إلى الحكومة الصومالية... ماذا تعرف عن مختار روبو؟

الحكومة الصومالية الجديدة برئاسة حمزة عبدي بري ضمّت الرجل الثاني بـ"حركة الشباب" سابقاً وزيراً للأوقاف، في مفاجأة أثارت الكثير من ردود الفعل.

وأعلن رئيس الوزراء الصومالي في حفل بمقديشو أمس أسماء أعضاء حكومته الجديدة، مؤكداً أنّهم "يتمتعون بالخبرة والكفاءة".

وكانت المفاجأة في تعيين القيادي السابق المنشق من حركة الشباب مختار روبو علي، وكنيته (أبو منصور)، وزيراً لشؤون الدين والأوقاف، وفق ما نقل موقع "الصومال الجديد".

حمزة عبدي يكلف الرجل الثاني في "حركة الشباب" سابقاً مختار روبو وزيراً للأوقاف والشؤون الدينية

وقد احتُجز مختار منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 2018 في مقديشو، بعد أن اعتُقلت الحكومة الفيدرالية السابقة، وهو يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية في ولاية جنوب الغرب التي ينحدر منها، وقضى الأعوام الماضية في السجن دون توجيه أيّ اتهام له، رغم الدعوات المتكررة من السياسيين وغيرهم لمحاكمته أو إطلاق سراحه.

وكان روبو الرجل الثاني في حركة الشباب، إلا أنّه انشق عنها في عام 2013، واستسلم للحكومة الفيدرالية الصومالية، وحاول في عام 2018 خوض التجربة السياسية، غير أنّ الحكومة السابقة منعته من ذلك، لكنّه في نهاية المطاف أصبح عضواً في الحكومة الفيدرالية الحالية.

أبو منصور اعتُقل في عام 2018 أثناء استعداده خوض الانتخابات الرئاسية، واعتُقل لأعوام دون تهم أو محاكمة

وقد شهد "أبو منصور" مرحلة تأسيس حركة الشباب المجاهدين عام 2004، ثم ظهور المحاكم الإسلامية -التي كانت الحركة منضوية تحت مظلتها- إضافة إلى سيطرتها على وسط وجنوب الصومال.

وخطف الرجل الأضواء أكثر بشغله منصب المسؤول الثاني في حركة الشباب واعتلائه منبرها الإعلامي في أوج توهجها عام 2007 ضمن الفصائل المناهضة لوجود القوات الإثيوبية في الصومال.

روبو كان الرجل الثاني في حركة الشباب، إلا أنّه انشق عنها في عام 2013، وشهد مرحلة التأسيس وخطف الأضواء باعتلائه المنبر الإعلامي عام 2007

وكانت الولايات المتحدة قد رصدت في السابق مكافأة قدرها (5) ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، قبل أن ينشق عن حركة الشباب، وفق وكالة "رويترز".

وتساءل متابعون للشأن الصومالي ونشطاء: كيف لمختار روبو "أبو منصور" الذي كان قائداً في حركة جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي أن يتحوّل إلى سياسي، وإلى مسؤول عن تقديم خدمات للمواطنين، وقد كفّر سابقاً الكثيرين منهم، واتهمهم بالردة؟

هذا، وكان أقارب روبو قد التقوا برئيس مجلس الشعب الصومالي الشيخ آدم مدوبي منتصف حزيران (يونيو) الماضي للمطالبة بالإفراج عنه.

وقدّم أقارب روبو إلى رئيس المجلس شكوى بخصوص استمرار اعتقاله، وأشاروا إلى أنّ اعتقاله تم بطريقة غير شرعية، وطالبوا بإطلاق سراحه، نقلاً عن وكالة "فرانس برس".