من حكايات الألتراس: كيف حسم جمهور الأهلي معركة النور والظلام في مركب محمد الخامس؟

دائماً ما تشهد المباريات الفاصلة أحداثاً مثيرة خارج الملعب، من بينها تلك الحكاية التي شهدها مركب محمد الخامس في الدار البيضاء، أثناء المباراة النهائية التي جمعت الأهلي المصري بالوداد المغربي، ففي واقعة لها أهمية كبيرة عند جماهير الكرة، قلب نحو ألفي مشجع أهلاوي الموازيين، في مواجهة 70 ألف مشجع مغربي، إكتظت بهم جنبات الملعب في مدينة الدار البيضاء.

يُعرف ألتراس الوداد المغربي (وينرز الوداد) بالحماس الدائم، وإبداع الأفكار المبتكرة لتشجيع فريقهم، وعلى رأسها ما يعرف بـ "الدخلة" أو "التيفو"، حيث جهز ألتراس الوداد تيفو بعنوان: المعركة الأخيرة بين النور والظلام ( Final Quest The)؛ في إشارة إلى الرواية الشهيرة.

وضعت جماهير الوداد شعاراً كبيراً بطول الملعب؛ يظهر فيه وحش يلتهم شعار النادي الأهلي المصري؛ وذلك عند المدرج الجنوبي؛ في دلالة على نهاية هيمنة الأهلي على البطولات الأفريقية. وعند المدرج الشمالي، ظهرت بطولة أفريقيا على الشعار، بينما رمز النور يدافع عنها؛ ويفوز بها في نهاية معركة النور بعد أن التهم الوحش شعار الأهلي (الشيطان رمز الظلام).

هذا التيفو المبتكر، والمستلهم من عالم الأساطير الذي رافق المسلسل الشهير لعبة العروش، نجح مشجعو الأهلي بطريقة ما في معرفته قبل المباراة؛ على الرغم مما يرافق إعداد الدخلات من سرية وتكتم شديدين، خاصّة عندما يصل التنافس بين روابط الألتراس إلى هذه الدرجة.

وعلى الفور، أعدت جماهير الأهلي القليلة في مركب محمد الخامس رداً مفاجئاً ( Counter)؛ جاء بمثابة الصدمة لجماهير الوداد المتحمسة، وتم إعداد الرد؛ ما يعد في عرف الألتراس ضربة قاصمة، قد تستدعي حل الرابطة؛ بعد أن لحقها عار ما بعده عار!

جماهير الأهلي المتواجدة في مركب محمد الخامس، ردّت بنفس الطريقة؛ بتجهيز تيفو عليه نفس صورة الشيطان الذي رسمه جمهور الوداد، كتب عليه:" عندما يوسوس لك الشيطان، يعطيك الجحيم مكافأة"؛ في دلالة على أنّ التفكير في هزيمة الأهلي مجرد وساوس وأوهام شيطانية، سرعان ما يجد صاحبها نفسه في قلب جحيم الأهلي، الذي يكافئه بهزيمة ساحقة.

هذا الدرس القاسي، دفع ألتراس الوداد إلى إجراء تحقيقات حول الكيفية التي تم بها تسريب الفكرة إلى جماهير الأهلي، وسط حالة من السخط، ومطالبات بتنحي قيادات ألتراس الوداد؛ بعد أن تمّ اختراق صفوفهم وتسريب أحد أهم الأسرار في عالم الألتراس.