يعاني النازحون في مخيم الركبان الواقع عند منطقة المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق من أزمة مياه منذ دخول فصل الصيف، وقد تفاقمت مع ارتفاع درجات الحرارة في الوقت الحالي، وتخفيض الأمم المتحدة كمية المياه الواصلة للمخيم.
ويعيش نحو (8500) نازح داخل المخيم حالة مأساوية، بعد أن خفضت منظمة "اليونيسيف" من كميات المياه التي يجري ضخها؛ الأمر الذي زاد من معاناة النازحين في ظل اشتداد درجات الحرارة في تلك المنطقة الصحراوية التي تتجاوز درجات الحرارة فيها (45) درجة مئوية، وفق ما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفقاً لعدد من النازحين، فقد أصبح توفير المياه في المخيم أشدّ الصعوبات التي يعانون منها، حيث ينقلون المياه عن طريق الجالونات والعربات الصغيرة.
خفضت منظمة "اليونيسيف" من كميات المياه التي يجري ضخها؛ الأمر الذي زاد من معاناة النازحين.
وكانت منظمة "اليونيسيف" قد أوصلت المياه إلى المخيم قبل نحو (5) أعوام عن طريق حفر بئر تقع داخل الأراضي الأردنية على بعد (13) كيلومتراً من المخيم مجهزة بمحطة تحليل، لكن مع بداية فصل الصيف للعام الحالي 2022 بدأت المنظمة تخفيض كميات المياه التي يجري ضخها، علماً بأنّ كميات المياه التي كانت تصل إلى المخيم تغطي فقط 70% من الاحتياجات.
هذا، ودفع سوء الأوضاع الإنسانية داخل المخيم الناشطين لإطلاق نداءات استغاثة للحكومة الأردنية، وللمنظمات الدولية، تحت شعار "#أنقذوا_مخيم_الركبان".
وتوقع نشطاء أن يكون لحملة التضامن مع المخيم دور في كشف تلاعب "اليونيسف" بكميات المياه، وأن تحلّ الحكومة الأردنية هذا الأمر.
الناشطون يطلقون نداءات استغاثة للحكومة الأردنية، وللمنظمات الدولية تحت شعار "#أنقذوا_مخيم_الركبان".
وتعليقاً على الأزمة، قال مدير الإدارة المدنية في مخيم الركبان محمود الهميلي في تصريح صحفي: إنّ "اليونيسف في الأردن خفضت كمية المياه التي تضخ للمخيم حتى أصبحت دون الحاجة اليومية، وهذا ما أجبر الكثير من النازحين على اللجوء إلى الآبار المالحة الموجودة في الحماد السوري التي تبعد ما بين (30 و40) كيلومتراً عن المخيم".
وتابع هميلي: "هناك عدة مشاكل بسبب تخفيض كمية المياه في صحراء قاحلة تتجاوز الحرارة فيها (45) درجة، إضافة إلى أنّ محطة التحلية غالباً متوقفة عن العمل والمياه ملوثة، خاطبنا اليونيسف لزيادة كميات المياه، لكن للأسف حتى الوقت الحالي ليس هناك أيّ استجابة".
بدوره، قال المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في مخيم الركبان محمد درباس: "إنّ كمية المياه التي تأتي من الأراضي الأردنية إلى مخيم الركبان لا تكفي، ولا تغطي احتياجات النازحين في المخيم.
مدير منظمة عالم أفضل للتنمية الاجتماعية يزعم أنّ كمية المياه هي نفسها المرسلة إلى مخيم الركبان.
وأضاف درباس: "صرَّح مدير منظمة عالم أفضل للتنمية الاجتماعية المسؤول عن توزيع المياه في المخيم أنّ كمية المياه هي نفسها المرسلة إلى مخيم الركبان، سواء كانت لمنطقة توزيع المياه الغربية أو الشرقية الموجودة في المخيم، ولكن بسبب العواصف الغبارية التي تضرب المنطقة فقد خُفِّضت ساعات الضخ"، مؤكداً العمل على زيادة كمية المياه المرسلة إلى المخيم خلال الأيام المقبلة.
وقد طالبت إدارة المجلس المحلي في مخيم الركبان من منظمة عالم، ومنظمة اليونيسف، بزيادة عدد ساعات ضخ المياه، وزيادة كمية المياه المرسلة إلى المخيم.
ومخيم الركبان يقع في منطقة صحراوية لا يوجد فيها آبار مياه، ومصدر المياه الوحيد من داخل الأراضي الأردنية. وأُنشئ عام 2014، وينحدر معظم القاطنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، وتديره فصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.