من الكهوف إلى القنوات المشفرة.. لماذا تحول "تيليجرام" إلى المنصة المفضلة للتطرف الرقمي؟

من الكهوف إلى القنوات المشفرة.. لماذا تحول "تيليجرام" إلى المنصة المفضلة للتطرف الرقمي؟

من الكهوف إلى القنوات المشفرة.. لماذا تحول "تيليجرام" إلى المنصة المفضلة للتطرف الرقمي؟


12/05/2025

مع تطور وسائل الاتصال وازدياد الخصوصية الرقمية، لم تعد الجماعات المتطرفة بحاجة إلى الكهوف أو الحدود لتمرير رسائلها أو حشد أتباعها؛ بل وجدت في منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تلك ذات الرقابة المتساهلة، ملاذًا رقميًا آمنًا لبثّ أيديولوجياتها الهدامة، وهو ما فاقم الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط بسبب هذه الجماعات.

وبحسب تقرير نشرته "شبكة تواصل الإخبارية"، فقد أدركت التنظيمات المتطرفة أهمية توظيف منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافها، من تجنيد وتعبئة، إلى جمع التبرعات والتخطيط للهجمات، فاختارت منصات ذات رقابة محدودة مثل “تيليجرام” لتنفيذ خططها بعيدًا عن أعين الرقابة الصارمة التي فرضتها منصات كبرى كفيسبوك وتويتر.

 باتت هذه المنصات أدوات استراتيجية تُستخدم لبثّ دعاوى “نحن ضدهم”، والتحريض على العنف، وزعزعة الثقة بالمؤسسات، وتآكل القيم، واستهداف صناع القرار.الجماعات الإرهابية المعاصرة – وعلى رأسها “داعش”، “القاعدة”، و”جبهة النصرة” – استفادت من الخصائص التقنية التي توفرها بعض التطبيقات، مثل التشفير الكامل، والبث الواسع، وسهولة إنشاء القنوات، لتوسيع دائرة تأثيرها بشكل غير مسبوق. لم تعد بحاجة إلى الإعلام التقليدي أو المرور عبر حراس البوابة، بل بات بإمكانها الوصول إلى الأفراد مباشرة، لا سيما أولئك المعرضين للاستقطاب.

التقرير أكد أن تطبيق “تيليجرام” قد برز كمنصة مركزية لهذه الجماعات، خاصة في العالم العربي، نظرًا لتوفيره بيئة رقمية آمنة تتسم بالسرية والخصوصية وغياب الرقابة الحثيثة. 

تطبيق “تيليجرام” قد برز كمنصة مركزية لهذه الجماعات خاصة في العالم العربي، نظرًا لتوفيره بيئة رقمية آمنة تتسم بالسرية والخصوصية

وقد وثّق مشروع مكافحة التطرف (Counter Extremism Project) في تقرير صدر في شباط / فبراير 2024، بعنوان Terrorists on Telegram، مدى اعتماد جماعات مثل “داعش” و”القاعدة” على هذه المنصة في نشر الدعاية، وتجنيد الأفراد، والتنسيق للعمليات الإرهابية، مستغلين أدوات مثل القنوات العامة والدردشات السرية والروبوتات الآلية لنشر محتوى دعائي ضخم يوميًا.

وتتنوع استخدامات هذه القنوات بين إعلان المسؤولية عن هجمات – مثل تفجيرات باريس 2015 وهجوم لندن 2017 – وجمع التبرعات – كما فعلت “جبهة النصرة” – إلى جانب التحريض المباشر على العنف ونشر أدلة تصنيع الأسلحة من قبل جماعات اليمين المتطرف

ورغم تعاون “تيليجرام” جزئيًا مع جهات دولية كـ”يوروبول”، فإن التساهل ما زال قائمًا تجاه تنظيمات مثل “حماس” و”حزب الله”، ما يضع علامات استفهام حول معايير الحذف والمساءلة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية