تجاوزت الكاتبة المسرحية والممثلة الهندية، مليكة تانيجا، العادات والتقاليد، ولم تلتفت إلى ثقافة المجتمع الهندي المحافظ، عندما قدمت عرضاً مسرحياً، وهي عارية، لإيصال رسالة مفادها أنّ الجسد أقوى أداة في المعركة من أجل مساواة المرأة بالرجل.
ممثلة تؤدّي عرضاً مسرحياً عارياً لتوصل رسالة أنّ الجسد هو الأداة الأقوى في معركة المساواة
تقول مليكة، البالغة من العمر 33 عاماً، وهي تضحك مسترجعة ذكريات المرة الأولى التي قامت بها بالعرض المسرحي، وهي عارية، والصدمة التي سببتها للحضور: إنّ "موضوع العري ليس هو هدف عملها، فالهدف من عرضها هو تحفيز الناس للتفكير فيما إذا كان لملابس النساء، أية علاقة حقيقية بالعنف الجنسي".
وتقول مليكة: "كامرأة، أجد المفهوم بأكمله مبهراً، ما هو الشيء المتعلق بأجسادنا الذي يرعب الناس إلى ذلك الحدّ، إلى درجة أنّ علينا إخفاءه طوال الوقت؟"، وفق ما أوردت شبكة "بي بي سي".
يناقش العرض المسرحي ما إذا كان للثياب أي دور في العنف الجنسي الذي تتعرض له المرأة
لا يزال الأداء العاري، يمثل تجربة مرهقة للأعصاب بالنسبة لمليكة، لذا فهي تضع قيوداً صارمةً جداً، تمنع استخدام الهواتف النقالة وغيرها من أجهزة التسجيل داخل القاعة، لذا لم تنتشر أي صورة أو فيديو لها على الإنترنت، تظهرها عارية أثناء عروضها.
ومع استمرار العرض، ترتدي مليكة ملابسها قطعة تلو الأخرى، حتى أنّها تعتمر خوذة في إحدى مراحل العرض، وتردد على مسامع الجمهور، مع ارتدائها الثياب، أنّه ينبغي على المرأة "أن تكون حذرة نوعاً ما".
وتقول: "يمكن للنساء أن يتماهين بسهولة مع هذا العرض، لكن ما يهمني هو أنّ كثيراً من الرجال قالوا إنّ العرض قد فتح عيونهم على هذا الواقع. وأنّ بعضهم تملكهم إحساس مزعج من كونهم ذكوراً، بعد مشاهدة المسرحية"، وتتابع: "ليس الهدف أن أجعلهم يشعرون بالسوء، بل إنّ هدفي هو أن نبدأ الحديث حول هذا الموضوع"، وتضيف: "إن قالت المرأة "لا" ولو لمرة واحدة، فإنّها ستكون قد ساهمت بذلك في دعم قضية المساواة".
يعكس عمل مليكة المسرحي المنفرد، نمط حياتها الخاصة؛ فهي غير متزوجة، وتعيش وحدها، وليست موظفة في عمل يمتد من التاسعة إلى الخامسة بعد الظهر، لكنّها تدفع فواتيرها الخاصة من دخل عملها المسرحي، وترى أنّ نجاحها ووضعها المالي المستقر، منحاها مزيداً من القوة للمقاومة.
يذكر أنّ مئات الآلاف من النساء خرجن إلى الشوارع، عام 2012، إثر جريمة اغتصاب مروّعة حدثت في مدينة دلهي الهندية، وقد هتفت النساء حينها بأنّهن سئمن من اعتداءات الرجال عليهن، وكان من النتائج المباشرة لهذا الغضب النسائي في الهند؛ سنّ قوانين جديدة لمواجهة الاغتصاب.