ملتقى الأسرة المسلمة أبرزها... ماذا تعرف عن خريطة المنظمات الإخوانية في السويد؟

ملتقى الأسرة المسلمة أبرزها... ماذا نعرف عن خارطة المنظمات الإخوانية في السويد؟

ملتقى الأسرة المسلمة أبرزها... ماذا تعرف عن خريطة المنظمات الإخوانية في السويد؟


09/12/2023

تنشط جماعة الإخوان المسلمين بشكل كبير داخل السويد من خلال العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية التي لا تعلن عن تبعيتها للتنظيم بشكل مباشر، لكنّها تعمل في الظل على تحقيق أهدافه الخاصة بالانتشار داخل المجتمع وجمع التبرعات، ومن بين أبرز هذه المؤسسات ما يُعرف باسم "ملتقى الأسرة المسلمة". 

وهو ملتقى سنوي دأبت هياكل الإخوان المسلمين في السويد، وعلى رأسها الرابطة الإسلامية في السويد، واتحاد الشباب المسلم في السويد، ومنظمة الإغاثة الإسلامية في السويد، على تنظيمه سنوياً منذ عام 2013، ويوصف في الإعلام الإخواني بأنّه "الفعالية الأضخم في الشمال الأوروبي"، بحسب دراسة صادرة عن المركز العربي لدراسات التطرف تناولت معلومات حول دور الملتقى وأهدافه داخل النمسا وخارجها.

ما أهداف الملتقى؟ 

بحسب ورقته التعريفية، يهدف الملتقى إلى "الرقي بالعمل الإسلامي في السويد خاصة والبلاد الإسكندنافية عامة"، ويريد أن يكون "التجمع الطبيعي للمسلمين من شتى الأعمار والبلاد والأعراق، وأن يحوي كل ما تحتاجه الأسرة المسلمة في الغرب"؛ وذلك على أساس رؤية إسلامية مفادها أنّ "الأسرة هي الحجر الأساس في بناء أيّ مجتمع، وهذا ما يقرره الإسلام شريعة وأحكاماً، وانطلاقاً من هذا المبدأ، فإننا نسعى لتعزيز هذا التقليد السنوي الذي يجمع الأفراد والأسر والشباب في مكان واحد لتقوية الأواصر بين المسلمين ونصرة الأمة الإسلامية".

ويعمل المؤتمر بشكل مبطن على نشر أفكار جماعة الإخوان بشكل واسع داخل المجتمع السويدي من خلال مشاركة فعالة لشخصيات ومنظمات إخوانية بارزة سنوياً. 

مسجد استكهولم الكبير

وقد أقيم الملتقى الأول في قاعة ستوكهولم للمعارض في آذار (مارس) 2013، وشهد حضور أكثر من (3500) زائر من السويد والدول المجاورة، وكان من بين الضيوف الذين تجاوز عددهم الـ (30)، قيادات بارزة في الإخوان المسلمين مثل عزام التميمي، المدير السابق لمعهد الفكر السياسي الإسلامي في لندن، والعضو البارز في الرابطة الإسلامية في بريطانيا: الفرع البريطاني للتنظيم الدولي للإخوان، وعبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين بمصر، والمعتقل منذ عام 2015.

يشمل برنامج الملتقى فعاليات متنوعة بدءاً من المواعظ الدينية والمحاضرات الفكرية، مروراً بورش العمل والأنشطة الثقافية وبرامج التعليم الشعبي، وانتهاء بالبازار والمعارض التابعة للمؤسسات الإسلامية الإخوانية المختلفة في السويد.

أبرز الفاعليات بمشاركة إخوانية واسعة

ونُظّم الملتقى الثاني في نيسان (أبريل) 2014، والذي شهد حضور عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة في تونس، وأحد القادة التاريخيين للحركة الذي كان الضيف الرئيس.

وتكرر الأمر نفسه في الملتقيات التالية، وكان أغلب الضيوف من الشخصيات التي تنتمي تنظيمياً أو فكرياً إلى الإخوان.

يعمل ملتقى الأسرة المسلمة في السويد بشكل مبطن على نشر أفكار جماعة الإخوان بشكل واسع داخل المجتمع من خلال مشاركة فعالة لشخصيات ومنظمات إخوانية بارزة سنوياً

آخر ملتقى تم تنظيمه كان في آذار (مارس) ـ نيسان (أبريل ) 2018، وقد حضره حوالي (5) آلاف شخص، عدد كبير منهم من قيادات الإخوان البارزين، وفي آذار (مارس) 2019 اعتذر منظمو الملتقى عن نسخة 2019، وأعلنوا أنّهم غير قادرين على الاستمرار بسبب "نقص الموارد"، وفي عام 2022، تم تداول أخبار داخل دوائر الإخوان في السويد عن إمكانية عودة الملتقى، لكن إلى حدّ الآن لم يتم الإعلان عن الأمر بشكل رسمي.

أنشطة الإخوان في السويد   

بحسب دراسة حديثة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، للباحثة آندي  فليمستروم، اعتمد الإخوان المسلمون في أوروبا، ومن ضمنها السويد، على تغيير أساليبهم وخطاباتهم عبر الأعوام الماضية؛ بسبب حقيقة أنّ الإخوان يجدون أنفسهم في وضع غير مواتٍ في القارة الأوروبية لتحقيق أهدافهم السياسية. وقد غيرت جماعة الإخوان، أو عدلت، النظرة الكلاسيكية للعالم التي قسمت العالم إلى دار الإسلام (عالم السلام)، ودار الحرب (أوروبا المسيحية).

ويقول طارق رمضان، عضو بارز في جماعة الإخوان المسلمين: إنّ المسلمين يجب أن ينظروا إلى أوروبا على أنّها "دار الشهادة"، ممّا يعني أنّه يمكن أيضاً اعتبار أوروبا دار الدعوة والرسالة لجماعة الإخوان. 

اعتمد الإخوان المسلمون في أوروبا، ومن ضمنها السويد، على تغيير أساليبهم وخطاباتهم عبر الأعوام الماضية

وتضع الجماعة نفسها ممثلاً للمسلمين في السويد، بحسب وصف الباحثة، وهذا يمنحها الفرصة للتحكم في كيفية تمثيل الإسلام أو تمثيل الجاليات المسلمة، وبناء المشكلة التي تواجه المسلمين في السويد. 

بناء على ذلك، طور نشطاء الإخوان المسلمين استراتيجية تدعم احتواء موقف المجتمعات الأوروبية السائدة من الإسلام والمسلمين، وفي هذا الصدد يرفض الإخوان المسلمون كل أنواع الانتقادات الموجهة ضدهم، أو إلى مصطلح "الإسلاموفوبيا".

توظيف الإسلاموفوبيا 

وتستخدم  جماعة الإخوان، بحسب الدراسة، مصطلح "الإسلاموفوبيا" لتقويض أخلاق وسلوكيات الأفراد والجماعات بدلاً من مناقشة الأمور الواقعية، وتعتبر الباحثة أنّ هذا النمط من العمل فعال لجماعة الإخوان المسلمين الذين يستخدمونه للدفاع عن مشروعهم الإسلاموي، وباستخدام هذا المصطلح يمكنهم نشر التصور الخاطئ بأنّهم مسلمون عاديون معرّضون لـ "الإسلاموفوبيا" بدلاً من كونهم جزءاً من "إيديولوجية تحول اجتماعي".   وتُعتبر هذه الاستراتيجية، في سياق سياسي علماني، مثمرة بالنسبة إلى الإسلامويين، لكي يُنظر إليهم على أنّهم الضحية.

دراسة: تضع جماعة الإخوان نفسها ممثلاً للمسلمين في السويد، وهذا يمنحها الفرصة للتحكم في كيفية تمثيل الإسلام أو تمثيل الجاليات المسلمة وبناء المشكلة التي تواجه المسلمين في السويد.  

يدرك الإسلاميون، "جماعة الإخوان المسلمين"، أنّه من الصعب للغاية ردّ اتهامات "الإسلاموفوبيا"، وبالتالي يستمرون في استخدامها كسلاح خطابي في لعبتهم السياسية. ويبدو هذا النوع من "الشعور بالمظلومية" سائداً ويهيمن على حركة الإخوان المسلمين بأكملها، ويعتبر أعضاء الجماعة أنفسهم ضحايا دائمين، ويرفضون تحمل أيّ مسؤولية عن حالتهم.

مخاطر الإسلام السياسي في السويد

وفق الدراسة، أغلقت هيئة التفتيش على المدارس السويدية في العامين الماضيين مدرستين في أوريبرو، بعد أن قيمَ جهاز الأمن السويدي (Säpo) أنّ الأطفال ربما يتعرضون للتطرف والتجنيد في البيئات المعززة للعنف، والتي تقبل العنف أو الإجرام كطريقة للتغيير السياسي. وفقاً لجهاز الأمن، يُشتبه في أنّ العديد من الموظفين، بمن فيهم عضو مجلس الإدارة السابق، الذي انضم إلى (داعش) أثناء الحرب في سوريا ثم عاد إلى السويد، من مؤيدي الإسلاموية العنيفة في أوريبرو.

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر المعلومات الواردة من الاستخبارات السويدية (Säpo) أيضاً أنّ مجلس الإدارة وافق على التدريس على الرغم من وجود خطر تعرض الأطفال لـ "القيم غير الديمقراطية". يقول (أنديرياس جولبيرغ) المحامي في مفتشية المدرسة: "إنّه أمر خطير للغاية أن يدخل المتطرفون العنيفون إلى النظام المدرسي". 

مصادر التهديد 

وفق الدراسة، كشف جهاز الأمن السويدي (säpo) عن عدد العناصر الإسلاموية الخطرة، وذكر أنّ هناك حوالي (200) عنصر متطرف عنيف في السويد خلال عام 2010، وتشير الأرقام إلى وجود ما يقارب (2000) إسلاموي متطرف في عام 2018، ووفقاً للمركز الوطني لتقييم التهديد الإرهابي، فإنّ تهديد الجماعات المتطرفة بكل أطيافها للسويد يأتي من الجماعات الإسلاموية المتطرفة واليمين المتطرف.  

وفي تقريرين أجرتهما وكالة الطوارئ المدنية السويدية (MSB) في عامي 2017 و2018، وُصِف الإخوان المسلمون والمنظمات المرتبطة بهم بأنّهم تهديد للمجتمع السويدي، ليس فقط لأنّهم سيكونون مؤيدين للعنف، ولكن لأنّهم ينتقدون المجتمع السويدي بأنّه ضد الإسلام، وأنّ  الإسلاموفوبيا منتشرة في المجتمع، وبالتالي تسهم في إيذاء المسلمين السويديين، الأمر الذي يعتقد معه أنّه قد يؤدي إلى استقطاب المجتمع السويدي، وفي أسوأ الأحوال يمكن أن يؤدي إلى التطرف وتبنّي الأفكار والمواقف المتطرفة.

وقد اتخذت الحكومة السويدية في عام 2019 قراراً بترحيل (6) عناصر إسلاموية وفقاً لـ "قانون المراقبة الخاصة للأجانب"(LSU)، بعد تقديم طلب من جهاز الأمن السويدي (Säpo)، وهم: (الإمام أبو رعد، وابنه رعد الدوهان، والإمام حسين الجبوري، والإمام فكري حمد، وفيكتور غازييف، وعبد الناصر النادي، ومدير سابق في مدرسة العلوم).

طور نشطاء الإخوان المسلمين استراتيجية تدعم احتواء موقف المجتمعات الأوروبية السائدة من الإسلام والمسلمين، وفي هذا الصدد يرفض الإخوان كل أنواع الانتقادات الموجهة ضدهم 

وتعتبر الحكومة السويدية بعض العناصر الإسلاموية المتطرفة بأنّهم عناصر محورية في "البيئة الإسلاموية" في السويد، ويشكلون تهديداً للأمن القومي، لكن رغم ذلك لا يمكن تنفيذ عمليات الترحيل وفق القوانين السويدية وقوانين الحماية، كون الترحيل إلى دولهم يمثل خطراً على حياتهم، وفقاً لخبير الإرهاب (هانز برون). 

وبالتالي، يتم إطلاق سراح تلك العناصر من مراكز الاحتجاز التابعة لمجلس الهجرة السويدي.  وقد قررت مصلحة الهجرة السويدية في حزيران (يونيو) 2020 ترحيل المجند السابق المشتبه به في (داعش) أحمد عبد الكريم أحمد، وفقاً لـ "قانون المراقبة الخاصة للأجانب" (LSU)، بعد تقديم طلب من جهاز الأمن السويدي (Säpo)، وتمَ ترحيله خارج البلاد في عملية سرية من قبل جهاز الأمن في عام 2022.

خارطة انتشار الإخوان في السويد

تأسست جماعة الإخوان المسلمين في السويد بعد الهجرة أواخر السبعينيات، وعلى مرّ الأعوام تمكنت الجماعة من ترسيخ مكانة مهيمنة تماماً داخل المجتمع الإسلامي في السويد، وتم تحويل ملايين عديدة من دافعي الضرائب السويديين إلى الفرع السويدي لأكبر منظمة إسلامية في العالم، جماعة "الإخوان المسلمين"، بحسب الدراسة.

وقد نجح "الإخوان" في تقديم أنفسهم كممثل للأقليات المسلمة، وتمكنوا من إنشاء تمثيل حكومي government status، حيث تتم استشارتهم بشأن القضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين بشكل عام. إنّ الاعتراف بـ "جماعة الإخوان" كممثل للإسلام والمجتمع المسلم يعني فرص الوصول إلى الموارد المالية، والتي بدورها تمكنهم من زيادة تأثيرهم الإيديولوجي بين المسلمين الآخرين، والقدرة على احتكار تفسير النصوص الإسلامية في السويد. ويُذكر أنّ "جماعة الإخوان" في السويد تعمل تحت إشراف "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" (FIEO).

ومنظمات الإخوان  في السويد هي: 

ـ الرابطة الإسلامية في السويد (IFIS)

ـ المجلس الإسلامي السويدي (SMR)

ـ منظمة الإغاثة الإسلامية في السويد (SMR)

ـ جمعية ابن رشد الدراسية

ـ رابطة الشباب المسلم في السويد

ـ التجمعات الإسلامية الموحدة في السويد

ـ المدارس الإسلامية السويدية (SIS)

وقد تأسست الرابطة الإسلامية في السويد (IFIS) في عام 1981 وفقاً لميثاق IFIS، فهي عضو مؤسس في المنظمة الجامعة المرتبطة بالإخوان المسلمين، اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE) التي تتبع إرشاداتها الرابطة الإسلامية في السويد IFIS، وتعتبر الرابطة الإسلامية في السويد المحرك الرئيسي للعمل الإسلامي في السويد، ويتزعم الرابطة الإسلامية في السويد منذ 2011 عمر مصطفى.

مواضيع ذات صلة:

إسلامي.. يساري.. يميني: كل شيء عن التطرف في السويد

العراق: "استعراض ديني" بين الصدر وخصومه على حادثة حرق المصحف في السويد

هل توجه حكومة السويد ضربة جديدة لتنظيم الإخوان؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية