شهدت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت حادثة أمنية خطيرة مساء أمس الجمعة، فقد أقدم جندي يتبع اللواء (135) الذي يقوده أبو عوجاء، التابع للمنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة الإخوان المسلمين، على إطلاق النار داخل معسكر المنطقة العسكرية الأولى على وفد تابع للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.
وأسفر الحادث عن مقتل جنديين سعوديين وإصابة (3) آخرين من مرافقي مندوب التحالف العربي في المنطقة العسكرية الأولى. وقد تم التعرف على منفذ الهجوم الذي فر من مكان الحادث بعد ارتكاب الجريمة، وفق ما نقل موقع (نافذة اليمن).
وفور وقوع الهجوم في المعسكر التابع للمنطقة العسكرية الأولى، التي تخضع لسيطرة قوات محسوبة على حزب (الإصلاح)، تصاعد التوتر بشكل كبير، وسارعت قوات من التحالف العربي إلى محاصرة مقر المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، في محاولة للبحث عن منفذ الهجوم والقبض عليه.
وأفادت مصادر مطلعة أنّ قوات التحالف شددت الإجراءات الأمنية في المنطقة، بينما تجري عمليات تمشيط واسعة بحثاً عن منفذ العملية، وقالت المصادر إنّ هذا الحادث قد يؤدي إلى تفاقم التوتر بين قوات التحالف العربي والوحدات العسكرية المتمركزة في حضرموت التابعة للإخوان.
الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي: أمن واستقرار وادي وصحراء حضرموت لن يتحقق إلا بتسليم الملف الأمني والعسكري لأبناء حضرموت أنفسهم.
وفي السياق أكد رئيس الهيئة الشبابية في المجلس الانتقالي الجنوبي المهندس نزار هيثم أنّ أفراد المنطقة العسكرية الأولى الإخوانية ينفذون توجيهات صادرة عن جماعة الحوثي، ممّا يجعلهم مصدر تهديد لأمن واستقرار منطقة وادي حضرموت.
وأشار هيثم، في تصريح صحفي نقله موقع (الأمناء)، إلى أنّ حادثة اغتيال جنود التحالف العربي جاءت نتيجة حملة تحريض مستمرة ضد المملكة العربية السعودية، تقودها عناصر حوثية تتعاون بتنسيق مشبوه مع قيادات من حزب (الإصلاح) في المنطقة.
وأضاف هيثم أنّ هذا التنسيق يستهدف زعزعة استقرار وادي حضرموت ونشر الخوف بين سكانه، داعياً إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحماية المنطقة من أيّ محاولات قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني وتهديد استقراره.
وفي الإطار ذاته أصدرت الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت بياناً أدانت فيه الاعتداء على جنود سعوديين إثر هجوم إجرامي لأحد جنود المنطقة العسكرية الأولى، ونقلت تعازيها للمملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومةً وشعباً، ولعائلات الجنود الأبطال الشهداء، بحسب ما أورده موقع (المشهد العربي).
وأشارت إلى أنّ هذه الحادثة المؤلمة تأتي نتيجة للسياسات العسكرية التي تُسخّر الوادي وأهله لخدمة أجندات لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكدت الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت أنّ أمن واستقرار وادي وصحراء حضرموت لن يتحقق إلا بتسليم الملف الأمني والعسكري لأبناء حضرموت أنفسهم، فهم الأجدر والأقدر على حماية أرضهم وتحقيق الأمن والسلام فيها.
يُذكر أنّ المنطقة العسكرية الأولى تعتبر مركزاً مهمّاً للقوات المحسوبة على حزب (الإصلاح)، وتحوي عناصر موالية لميليشيات الحوثي، وتردد الصرخة بشكل متكرر داخل المنطقة، وفقاً لفيديوهات سابقة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ممّا يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المحافظة.
وتمثل الحادثة تحدياً جديداً للتحالف العربي، الذي يسعى إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية واستعادة الاستقرار في المناطق الجنوبية من البلاد، ومازالت التحقيقات مستمرة لمعرفة دوافع المهاجم.