مصر والإمارات تعززان قطاع الطاقة النظيفة.. ماذا تعرف عن إنتاج الهيدروجين الأخضر؟

مصر والإمارات تعززان قطاع الطاقة النظيفة.. ماذا تعرف عن إنتاج الهيدروجين الأخضر؟


25/04/2022

في خطوة من شأنها توطيد الشراكة الاستراتيجية بين دولتي مصر والإمارات، في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة، وقعت الدولتان مذكرتي تفاهم جديدتين بشأن التعاون في تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط.

وتم توقيع مذكرة التفاهم الأولى في مقر مجلس الوزراء المصري وبحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بين كل من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الإماراتية، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، وشركة "حسن علام للمرافق"، ذراع الاستثمار والتطوير لمجموعة حسن علام القابضة.

أما مذكرة التفاهم الثانية، فتم توقيعها بين كل من صندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الإماراتية، وشركة "حسن علام للمرافق".

ستسهم الاتفاقيتان في توطيد الشراكة الاستراتيجية بين دولتي مصر والإمارات العربية المتحدة

وحضر توقيع مذكرتي التفاهم الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيس مجلس إدارة شركة "مصدر"، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، رئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، ومريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة، ومحمد السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة "أبوظبي القابضة"، وعمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، والمهندس حسن علام، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة "حسن علام القابضة".

يحظى الهيدروجين الأخضر باهتمام متزايد من الدول كافة، بوصفه أحد أنواع الوقود الخالية من الكربون، في إطار خطط التحول إلى الحياد الكربوني، وخفض الانبعاثات من قطاع الطاقة

وخلال كلمة له على هامش التوقيع، عبر رئيس الوزراء المصري عن "سعادته بهذا التوقيع مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة"، مشيراً إلى توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بتقوية وتوطيد علاقات التعاون مع دولة الإمارات في مختلف القطاعات، بما يسهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.

من جهته، أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أنه "من خلال رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، نسعى دائماً إلى تعزيز العلاقات والروابط الأخوية مع جمهورية مصر العربية الشقيقة، ويسرنا إبرام هذه الاتفاقيات التي تصب في هذا الاتجاه والتي تركز على استكشاف فرص إنتاج الهيدروجين الأخضر".

ما هو الهيدروجين الأخضر؟ 

ويحظى الهيدروجين الأخضر باهتمام متزايد من الدول كافة، بوصفه أحد أنواع الوقود الخالية من الكربون، في إطار خطط التحول إلى الحياد الكربوني، وخفض الانبعاثات من قطاع الطاقة.

ويتم إنتاجه من خلال عملية كيميائية تُعرف باسم التحليل الكهربائي، من خلال استخدام تيار كهربائي لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، إذا تم الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة، فسننتج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي

ويمكن استخلاص الهيدروجين من الوقود الأحفوري والكتلة الحيوية، أو المياه، أو من مزيج من الاثنين معاً. ويعد المصدر الأساسي لإنتاج الهيدروجين في الوقت الحالي هو الغاز الطبيعي، يأتي بعده الفحم نظراً لاستخدامه بكثرة في الصين، كما ينتج جزء صغير من استخدام النفط والكهرباء.

ووفقاً لمقالة نشرتها كلية كولومبيا للمناخ، يحتوي الهيدروجين على ما يقرب من 3 أضعاف الطاقة التي يحتويها الوقود الأحفوري، مما يجعله أكثر كفاءة، مشيرة إلى أنه يمكن أيضاً اعتباره مضاعفاً للكهرباء.

وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد: مصر تأمل أن تحقق تقدماً في مجالات تمويل المناخ والتكيف والخسارة والأضرار

وعلى الصعيد العالمي، ينتج 6% من الغاز الطبيعي العالمي نحو 75%، أو 70 مليون طن من إنتاج الهيدروجين السنوي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، من أصل 120 مليون طن من الهيدروجين المُنتج على مستوى العالم.

وفي عام 2020، جرى استخدام أكثر من 60% من سوق الهيدروجين العالمية البالغة 150 مليار دولار في عملية إنتاج الأمونيا، تلتها عملية تكرير النفط وإنتاج الميثانول.

 وقد وجدت عدة استخدامات تجارية بالفعل للهيدروجين كمصدر للوقود، بما في ذلك في سيارات الركوب والحافلات وحتى المكوكات الفضائية. ومن المتوقع أنه وبحلول عام 2050 ستصل قيمة تلك السوق إلى 600 مليار دولار، وستستخدم بشكل رئيسي في قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والكيمياء والإنشاءات.

شراكة استراتيجية

وستسهم الاتفاقيتان في توطيد الشراكة الاستراتيجية بين دولتي مصر والإمارات العربية المتحدة في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين الأخضر، وتتماشى مع أجندة خفض الانبعاثات الكربونية، خاصة في ضوء تحضير البلدين لاستضافة مؤتمري (كوب 27) و(كوب 28).

يأتي هذا التعاون بين مصر والإمارات في ظل إطلاق البلدين استراتيجيات وطنية متكاملة للنهوض في قطاع الطاقة النظيفة بما يتماشى والتوجه العالمي نحو خفض انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي

وبموجب مذكرتي التفاهم، ستشكل شركتا "مصدر" و"حسن علام للمرافق" ائتلافاً استراتيجياً يطمح لتطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط، على مراحل مختلفة تمتد حتى عام 2030، لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، من خلال محولات كهربائية بقدرة 4 جيجاوات.

وتنظر الشركتان إلى مصر باعتبارها مركزاً لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وسوقاً للتزود بالوقود، والتصدير إلى أوروبا، بالإضافة إلى تعزيز الصناعة المحلية.

خفض انبعاث الكربون

ويأتي هذا التعاون بين مصر والإمارات في ظل إطلاق البلدين استراتيجيات وطنية متكاملة للنهوض في قطاع الطاقة النظيفة بما يتماشى والتوجه العالمي نحو خفض انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه في تموز ( يوليو) 2021،  بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، وتتطلع الحكومة إلى إطلاق مرحلة أولية من المشاريع التي قد تصل قيمتها إلى 3-4 مليارات دولار.

بات الهيدروجين الأخضر الموضوع الأبرز الآن على ساحة الاقتصاد الأخضر العالمي

وتهدف هذه الاستراتيجية إلى امتلاك مصر القدرة في مجال توليد واستغلال الهيدروجين ومواكبة التطور العالمي في هذا المجال بالشراكة مع الخبرات العالمية ولإضافة طاقة الهيدروجين الأخضر للمنظومة الوطنية المتكاملة للطاقة، وذلك في ضوء الاهتمام الدولي المتنامي بمشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره مصدراً واعداً للطاقة في المستقبل القريب.

وفي (ديسمبر) 2021، أطلق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شراكة استراتيجية بين أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، ومبادلة للاستثمار (مبادلة)، وبترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لامتلاك كل منها حصة بشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، بهدف تطوير محفظة عالمية للطاقة النظيفة، وتعزيز الجهود في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.

ستستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية خلال تشرين الثاني المقبل، مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 27) 

وتجمع الشراكة 3 من أكبر الشركات الوطنية الرائدة، بسعة إنتاج حالية وحصرية تبلغ أكثر من 23 غيغاواط من الطاقة المتجددة.

وبات الهيدروجين الأخضر الموضوع الأبرز الآن على ساحة الاقتصاد الأخضر العالمي، حيث أعلنت العديد من الدول حول العالم بما فيها الدول المتقدمة مثل أستراليا وفرنسا، وأيضاً الأسواق الناشئة مثل الهند والبرازيل، عن مبادرات للهيدروجين الأخضر. 

يذكر أنّ مدينة شرم الشيخ المصرية ستستضيف خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 27) وهو ملتقى لقادة العالم وأبرز الخبراء وصانعي القرارات والناشطين الدوليين لمواصلة جهود العمل المناخي والتصدي للتحديات العالمية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة.

وقالت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، في تصريحات سابقة: "إنّ مصر تأمل أن تحقق تقدماً في مجالات تمويل المناخ والتكيف والخسارة والأضرار، لمواكبة التقدم الذي يأمل العالم أن يحققه في جهود التخفيف والوصول إلى الحياد الكربوني".

كما وتستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة بالعاصمة أبوظبي النسخة 28 من المؤتمر في العام 2023.

وتعتبر استضافة العاصمة أبوظبي لهذا المؤتمر الدولي مواكبة وتعزيزاً لجهود الأمم المتحدة من قبل دولة الإمارات التي تسير وفق نهج متميز ورؤية استباقية وتتبنى تفكيراً استشرافياً في إطار جهودها المناخية، التي كان آخرها إطلاق مبادرتها الاستراتيجية "الحياد المناخي بحلول 2050".

ويسعى البلدان إلى تنويع مصادر الكهرباء والتوسع في الطاقة النظيفة والنقل الذكي والمستدام، وكذلك التعاون مع الدول المجاورة في الحدّ من الانبعاثات.

مواضيع ذات صلة:

أوروبا على صفيح ساخن... حيرة بين خطط المناخ وتأمين إمدادات الطاقة

حروب الشمس: الصراع على الطاقة في العالم العربي

ما جديد الإمارات بشأن التغير المناخي واستخدام التكنولوجيا في التنبؤ به؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية