في مشهد يعكس حجم الخسائر البشرية الذي راحت ضحية المشروع الحوثي، بعد ثلاثة أعوام من الحرب المتواصلة، التي لم تستثنِ أحداً، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة من إحدى قاعات التخرج لطلاب كلية الآداب في جامعة ذمار، وقد حجز القائمون عليها ثلث مقاعدها للطلاب الذين قتلوا في المعارك الدائرة بالبلاد.
الصورة التي التقطت في حفل تخرج بجامعة ذمار تظهر أنّ نصف الطلاب من الدفعة المتخرجة، لقوا حتفهم بعد دفعهم من قبل الحوثيين للقتال
وتختزل الصورة التي التقطت في حفل تخرج أقيم بجامعة ذمار (وسط اليمن)، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، مشهداً مكثفاً عن مشروع "الموت" الذي تحمله ميليشيات الحوثي لليمنيين في مناطق سيطرتها، ولا يستثني أحداً فيها، وفق ما نقلت مواقع إخبارية يمنية.
وتظهر صورة حفل التخرج لأحد أقسام كلية الآداب بجامعة ذمار، أنّ نصف الطلاب من الدفعة المتخرجة، لقوا حتفهم بعد دفعهم من قبل الحوثيين للقتال في صفوفها، وحلت بدلاً عن أجسادهم مجرد صورهم، بعد أن غادروا إلى الدار الآخرة، قبل أن يتذوقوا طعم الحياة والعمل وثمرة تعليمهم.
وتقدمت صور نحو 55 طالباً قتيلاً مذكوراً فيه اسمه مسبوقاً بكلمة "شهيد"، والجبهة التي قتل فيها والتاريخ، المقاعد الأمامية في حفل التخرج لطلاب كان يفترض أن يكونوا إلى جوار بقية زملائهم الخريجين، لكن الحوثي أرسلهم في توابيت بعد أن دفعهم للموت دفعاً.
وبحسب تعليقات ناشطين، فقد تحولت فرحة حفل التخرج بالنسبة إلى أهالي الطلاب القتلى إلى مأتم، وهم يشاهدون أبناءهم وفلذات أكبادهم وقد باتوا صوراً معلقة على الجدران، في الوقت الذي كانوا يعدون فيه الليالي والأيام، ليشهدوا لحظة تخرجهم.
هادي: استئصال أخطر مشروع إيراني توسعي اقترب تحقيقه فالحوثيون يهددون حاضر اليمن ومستقبلها وشعبها
وزجت ميليشيات الحوثي بالمئات من طلاب المدارس والجامعات، بما فيهم الأطفال، إلى جبهات القتال، بطرق ووسائل شتى؛ كالاختطاف وإجبار الأهالي والتغرير بهم، أو استغلال ظروفهم المعيشية، وذلك في حربها العبثية المستمرة ضد الشعب اليمني منذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر العام 2014.
وفي سياق متصل بالحروب التي تخوضها القوات اليمينية ضد ميليشيات الحوثي، جدد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، تمسكه بتسليم الميليشيا الحوثية الإيرانية للسلاح الذي بحوزتها وانسحابها من المدن الخاضعة لسيطرتها، وعدّ ذلك شرطاً لإحلال السلام في اليمن.
وأكد الرئيس اليمني، خلال اجتماع موسع له في القصر الرئاسي في عدن بقيادة وزارة الدفاع والمنطقة العسكرية الرابعة في بلاده؛ أنّ "الحكومة الشرعية مع السلام الحقيقي العادل الذي ينتصر للتضحيات وأي تفاوض أو عملية سياسية تستلزم تطبيقاً حقيقياً لما نص عليه القرار الأممي رقم 2216 من انسحاب للميليشيات الحوثية، وتسليم السلاح، ومؤسسات الدولة".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن هادي قوله: إنّ "وعود الميليشيا وجنوحها للسلام مع كل هزيمة تتلقاها، وكعادتها في نقض كل المواثيق والاتفاقات، لم يعد مقبولاً إطلاقاً، والشعب اليمني لم يعد يحتمل المزيد من المراوغات لإطالة أمد هذه الحرب".
وأكد هادي أنّ هدف استئصال أخطر مشروع إيراني توسعي اقترب تحقيقه، موضحاً أن "هذا المشروع يهدد حاضر ومستقبل اليمن وشعبها، الذي يرفض الطائفية والأفكار الإيرانية الدخيلة عبر ميليشيات الحوثي الانقلابية".
بدوره، أكد وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، أنّه "لا سبيل لتحقيق أي تقدم في مبادرة الحديدة دون الانسحاب الكامل، وغير المشروط، للميليشيات من الحديدة"، في وقت أكدت فيه مصادر يمنية أن المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، سيتوجه مجددا اليوم إلى صنعاء، لإيصال رسالة إلى الحوثيين بأن عليهم الانسحاب الكامل وغير المشروط من الحديدة، وإلا سيتحملون مسؤولية ذلك".