مخطط إخواني جديد لضرب السياحة في مصر... لماذا الآن؟

مخطط إخواني جديد لضرب السياحة في مصر... لماذا الآن؟

مخطط إخواني جديد لضرب السياحة في مصر... لماذا الآن؟


06/06/2023

تضع جماعة الإخوان مخطط ضرب الاقتصاد المصري كمحور عمل رئيسي في أجندتها التخريبية التي استهدفت البلاد على مدار الأعوام الماضية، وفي ضوء هذا التوجه، تركز الجماعة جهودها مؤخراً على قطاع السياحة، الذي يشهد انتعاشة ملحوظة خلال الأعوام الماضية، بعد فترة عصيبة مرت بها البلاد افتقرت فيها لواحد من أهم روافد الدخل القومي المصري ممثلاً في قطاع السياحة. 

وركزت الجماعة خلال الأشهر الماضية أجندتها التخريبية التي تعتمد في المقام الأول على بث الشائعات، عبر منصاتها وكتائبها الإلكترونية، ركزت على استهداف قطاع السياحة، تزامناً مع الإعلان رسمياً من جانب الحكومة المصرية عن نجاح الجهود المبذولة في دعم القطاع، وعودة العوائد إلى معدلات إيجابية بعد أعوام من الانقطاع والتراجع أثرت بشكل مباشر على إضعاف منظومة الاقتصاد المصري إلى حدٍّ كبير. 

وخلال الأسبوع الماضي نفت السلطات المصرية عدة شائعات أطلقتها منصات تابعة للتنظيم استهدفت قطاع السياحة، كان أبرزها تعرّض بعض الزوار العرب لمضايقات داخل مطار القاهرة. 

ونقلت مواقع محلية عن مصدر أمني نفي "ما تم تداوله ببعض الصفحات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية من ادعاءات بشأن تعرض السائحين من الأشقاء العرب لإجراءات تعسفية بالمطارات".

وقال المصدر: إن "ذلك يأتي فى إطار الإدعاءات الكاذبة والمحاولات اليائسة للجماعة الإرهابية لإثارة البلبلة، بعد أن فشلت فى النيل من استقرار البلاد، في ظل الوعي الشعبي لمخططاتها الآثمة".

لماذا تركز الجماعة على ملف السياحة في الوقت الراهن؟ 

بحسب أستاذ الاقتصاد السياسي المصري كريم العمدة، يشهد القطاع السياحي في مصر طفرة كبيرة لم تحدث منذ عام 2011، فقد تجاوز عملية التعافي نحو تحقيق معدلات إيجابية، من شأنها تعزيز الجهود المبذولة لحل الأزمة الاقتصادية وتوفير عملات أجنبية لمواجهة الارتفاع في سعر الدولار، وأيضاً دعم الموازنة العامة للدولة، ومعالجة العجز والمساهمة في سداد الالتزامات الحكومية. 

كريم العمدة: يشهد القطاع السياحي في مصر طفرة كبيرة لم تحدث منذ عام 2011

وفي تصريح لـ "حفريات" يقول العمدة: إنّ عوائد السياحة المصرية ارتفعت نحو 30% في الربع الأول من العام الجاري 2023، محققة طفرة كبيرة، بعد أعوام صعبة، وظروف متوالية أدت لتراجع القطاع السياحي كان آخرها جائحة كورونا التي أثرت على حركة السفر عالمياً، وأيضاً أزمة الحرب الأوكرانية التي أثرت بدورها على تراجع عدد السياح الوافدين لمصر، خاصة أنّ نسبة السائحين الأوكرانيين والروس قد بلغت نحو 50% من زوار مصر خلال الأعوام الماضية. 

ويشير العمدة إلى أنّ عوائد السياحة بلغت خلال النصف الأول من العام المالي الحالي،  منذ تموز(يوليو) 2022 حتى أذار (مارس) 2023، نحو (7.3) مليارات دولار، وتستهدف خطة الحكومة المصرية زيادة إيرادات السياحة إلى (30) مليار دولار سنوياً خلال الأعوام المقبلة، بحسب تقارير صادرة عن البنك المركزي المصري. 

العمدة: الأرقام المهمة للقطاع السياحي، وما يترتب عليها من إنعاش لخزينة الدولة المصرية وتعزيز حلول الأزمة الاقتصادية الراهنة، تثير حفيظة الجماعات المعادية لمصر، وفي مقدمتها جماعة الإخوان

ويرى العمدة أنّ الأرقام المهمة للقطاع السياحي، وما يترتب عليها من إنعاش لخزينة الدولة المصرية وتعزيز حلول الأزمة الاقتصادية الراهنة، تثير حفيظة الجماعات المعادية لمصر، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، التي تستخدم الشائعات ضمن مخطط كبير لضرب الاقتصاد المصري بدأ منذ أعوام، وسيظل مستمراً لأعوام أخرى مقبلة. 

ويشير الخبير الاقتصادي المصري إلى محاولات الجماعة السابقة لضرب الاقتصاد، من خلال المتاجرة بالعملة الأجنبية، وخلق سوق موازية الهدف منها رفع أسعار الدولار ونقص العملة الأجنبية، وأيضاً خلق سوق موازية لمنظومة الاقتصاد الرسمي، ومحاولة التلاعب لضرب المنتجات والتجارة الرسمية، وأخيراً توظيف الشائعات لتشويه كل ما يتم إنجازه فيما يتعلق بقطاع السياحة، بادعاء تعرض السائحين لمضايقات، أو عدم توافر الخدمات والتأمين الكافي في المناطق السياحية. 

حوافز انتعاش القطاع السياحي في مصر

خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي الذي نظمته الحكومة المصرية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تحت شعار "خارطة طريق لاقتصاد أكثر تنافسية"، تم الإعلان عن خطة حكومية تستهدف زيادة عوائد السياحة في البلاد إلى (30) مليار دولار سنوياً، بتنفيذ خطط شاملة لرفع كفاءة المنظومة، وتطوير البنية التحتية، وتوفير خدمات متكاملة للسياح. 

ويحدد كريم العمدة (3) عوامل أدت إلى نشاط القطاع السياحي مؤخراً، في ضوء خطة بلاده لتحقيق طفرات بهذا الصدد؛ أوّلها اعتماد الدولة خطة تطوير شاملة لكافة المرافق السياحية، وافتتاح عدد من المتاحف الجديدة مثل المتحف القومي للحضارة، والمتحف الكبير لمنطقة الأهرامات، والترويج للمناطق السياحية عبر برامج مكثفة وفاعليات ضخمة كان أبرزها حفل موكب الممياوات، وأيضاً افتتاح المتحف القومي للحضارة. 

اهتمت الدولة بتوفير بنية تحتية ممتازة وخدمات نقل للسياح فضلاً عن تأمين المناطق السياحية وتنظيفها من العشوائية

كما اهتمت الدولة، بحسب العمدة، بتوفير بنية تحتية ممتازة وخدمات نقل للسياح، فضلاً عن تأمين المناطق السياحية وتنظيفها من العشوائية، واتباع أساليب جاذبة للسياح. 

أيضاً يشير العمدة إلى انخفاض قيمة العملة المصرية باعتبارها واحدة من عوامل جذب السياحة، لأنّها تضع مصر في مقدمة الدول الأرخص بالنسبة إلى السائح، المستفيد من فرق العملات، مشيراً إلى أنّ مسألة انخفاض العملة تحمل أيضاً إيجابيات إلى جانب السلبيات المعروفة. 

السياحة هدف قديم للإرهاب 

كانت السياحة دائماً هدفاً لجماعات الإرهاب، خلال موجاته العاتية التي اجتاحت البلاد في فترات مختلفة، ربما أبرزها موجة إرهاب التسعينات، والأعوام التي تبعت سقوط الإخوان في مصر عام 2013، وما تزامن معها من عمليات عنيفة اجتاحت البلاد ووضعت ضرب الاقتصاد كهدف رئيسي. 

كانت وزيرة التضامن الاجتماعي في الحكومة المصرية الدكتورة نيفين القباج قد كشفت في شباط الماضي أنّ قطاع السياحة كان من أكثر القطاعات خسارة بسبب جرائم الإرهاب خلال العقود الـ (3)، فقد بلغت الخسائر نحو (235) مليار دولار

وكانت وزيرة التضامن الاجتماعي في الحكومة المصرية الدكتورة نيفين القباج، قد كشفت في شباط (فبراير) الماضي أنّ قطاع السياحة كان من أكثر القطاعات خسارة بسبب جرائم الإرهاب خلال العقود الـ (3)، فقد بلغت الخسائر نحو (235) مليار دولار، وهو ما تسبب أيضاً في إعاقة جهود الدولة في التنمية، نتيجة تركيزها على محاربة الإرهاب، وقد نجحت في هذا، إلى جانب إطلاق عملية البناء والتنمية الشاملة والمستمرة لتحقيق "حياة كريمة" لمواطنيها، وهو ما كفل الأمن والحماية للشعب المصري، وتقدّر التكلفة الاقتصادية التقديرية المترتبة على العمليات الإرهابية التي قامت بها القوات الأمنية بـ (385) مليار جنيه مصري، بما يعادل (24) مليار دولار أمريكي.

وأضافت الوزيرة خلال الإعلان عن نتائج بحث تكلفة التطرف والإرهاب في مصر في (3) عقود، والذي نفذته وزارة التضامن بالشراكة مع المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية على مدى ( 18) شهراً، أنّ خسائر مصر الاقتصادية كانت فادحة وخطيرة، وقد استطاعت أن تنهض من تلك الأزمة من خلال الشراكة مع مؤسسات الدولة المختلفة سواء كانت حكومية أو أهلية.

مواضيع ذات صلة:

لماذا يهاجم الإخوان الحوار الوطني في مصر ويطالبون سراً بالمشاركة فيه؟

من الإرهاب إلى التنمية... كيف عبرت سيناء المصرية مربع الخطر؟

مصر تتسلم رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب... ما الدلالات؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية