مخططات حزب الله اللبناني تتضح... هل مستقبل لبنان مرهون بطهران؟

مخططات حزب الله اللبناني تتضح... هل مستقبل لبنان مرهون بطهران؟


08/07/2020

شيئاً فشيئاً تتضح أهداف ومخططات حزب الله اللبناني من وراء افتعال الأزمات الاقتصادية في لبنان، عبر السيطرة على سوق صرف العملة الأجنبية، وإرباك الأسواق لتضييق الخناق على المواطنين، وعزل البلاد عن النظام المالي العالمي، حيث اعتبر الأمين العام للحزب حسن نصر الله أنّ الأزمة اللبنانية مرهونة بالتعاون الإيراني معها، دون الاكتراث للجهات الدولية المانحة التي ربطت مساعدات بيروت بإقصاء حزب الله ووقف العلاقات مع طهران.

وهكذا بدأت هيمنة النفوذ الإيراني، اقتصادياً وسياسياً، على لبنان ترتسم ملامحها خطوة بخطوة، حيث يهدف حزب الله إلى خلق نظام اقتصادي جديد في البلاد مرهون مالياً وأمنياً وسياسياً بطهران، وهذا باختصار ما تطبّقه السياسة الإيرانية في لبنان عبر ذراعها المسيطر على الحكومة.

ويسعى حزب الله وحلفاؤه، في الوقت الراهن، لدفع الحكومة اللبنانية لشراء منتجات نفطية من إيران كحلٍّ للأزمة الخانقة التي تشهدها البلاد منذ أشهر طويلة.

نصر الله يكشف عن محادثات مع الحكومة حول احتمال أن تزوّد إيران لبنان بمنتجات نفطية مكررة بالليرة اللبنانية

وقال نصر الله، في خطاب متلفز بُثّ أمس، إنّ حزبه يجري محادثات مع الحكومة حول احتمال أن تزوّد إيران لبنان بمنتجات نفطية مكرّرة بالليرة اللبنانية، وفق ما أورد موقع "ميدل إيست أون لاين".

وقال الأمين العام للحزب المدعوم من إيران، إنّ "نقاشاً هادئاً" يجري مع حكومة حسان دياب حول الفكرة التي من شأنها أن تخفف الضغوط على احتياطيات البلاد من العملة الصعبة.

وأضاف نصر الله "بدأنا نقاشاً، وعرضنا على المسؤولين اللبنانيين في نقاش هادئ بعيداً عن الإعلام هذا الخيار، لنرى إلى أين يمكن أن يوصل، زاعماً أنّ هذا الخيار له بركات كبيرة جداً على موجودات المصرف المركزي اللبناني وعلى البنوك وعلى المودعين وعلى الزراعة وعلى الصناعة وعلى معامل الكهرباء وعلى قيمة العملة الوطنية وعلى الميزان التجاري. هذا تفصيله يأتي لاحقاً ولكنّ هذا المسار الآن جارٍ."

ويحرص حزب الله على فتح منافذ لإيران للالتفاف على العقوبات الأمريكية أكثر من حرصه على حلّ أزمة لبنان الاقتصادية.

اقرأ أيضاً: البطريرك الماروني يحشد المسيحيين ضد هيمنة حزب الله على لبنان

وقال نصر الله: إنّ إيران ستعلن موقفها الرسمي من بيع لبنان مشتقات نفطية بالليرة اللبنانية في الوقت المناسب.

وذكر نصر الله أنّ "السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه لبنان الآن، هي سياسة الخنق والحصار والعقوبات"، مضيفاً أنّ "هذه السياسة ستقوّي حزب الله وستدفع جميع اللبنانيين إلى محورنا".

وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية نشرت مطلع تموز (يوليو)، معلومات تفيد بأنّ حزب الله أبلغ جميع المعنيين في الدولة اللبنانية، بمن فيهم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسّان دياب، استعداد إيران لهذه الخطوات، وأنّ الحزب ينتظر موقف الدولة للتحرّك باتجاه إيران، في حال الموافقة على قبول العرض.

وتدعم جماعة حزب الله، التي تصنفها الولايات المتحدة "إرهابية"، حكومة رئيس الوزراء حسان دياب.

 وتُحمّل قوى لبنانية الجماعة المدعومة من طهران المسؤولية عن الوضع الراهن، بسبب تدخلاتها الخارجية وأنشطتها المصنفة دولياً "أنشطة إرهابية".

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على حزب الله الذي يهيمن وحلفاؤه على الحكومة، فيما بدأت دول أوروبية تقترب من الموقف الأمريكي في التعاطي مع الحزب الذي تتهمه حكومات غربية بتبييض الأموال وتجارة المخدرات وإنشاء شبكة معقدة لأنشطته المشبوهة، خاصة في دول أمريكا اللاتينية.

وتتعقب تلك الحكومات مصادر تمويل حزب الله وأنشطته، والتي يُعتقد على نطاق واسع أنها تأتي من تجارة المخدرات والجريمة المنظمة.

وبسبب العقوبات الأمريكية وتلك الأنشطة المشبوهة ومخاوف من أن تصل القروض والهبات الدولية لأيدي الجماعة الشيعية المرتبطة بإيران، لم تفرج الجهات المانحة عن نحو 11 مليار دولار كانت تعهّدت بها في مؤتمر "سيدر" لإنقاذ الاقتصاد اللبناني من الانهيار.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد أعلن في تصريحات سابقة أنّ بلاده مستعدة لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته، إلا أنه أوضح في المقابل أنّ على حكومة حسان دياب تنفيذ إصلاحات جادة وفكّ ارتباطها بحزب الله.

ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجّر احتجاجات شعبية ترفع مطالب سياسية واقتصادية. ودفعت الأزمة الحالية آلاف العائلات إلى المقايضة بأمتعتهم لتأمين قوتهم اليومي، في سابقة لم يشهدها لبنان حتى في ذروة الحرب الأهلية.

الصفحة الرئيسية