بعد تنافس حاد بين التيارات السياسية وصراع محموم بين مؤيدي الرئيس التونسي قيس سعيّد ومعارضيه، وفي مقدمتهم حركة النهضة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، وصلت إلى مرحلة الاشتباك بالأيدي، وجهت نتائج انتخابات هيئة عمادة المحامين في تونس ضربة قاتلة جديدة لحركة النهضة وتيار الإسلامي السياسي، فقد انتخب المحامون حاتم المزيو عميداً جديداً لهم، لينتصر بذلك الشق المؤيد للرئيس قيس سعيّد والداعم لإجراءات 25 تموز (يوليو) 2021 الاستثنائية.
وتنافس على منصب العمادة في الجلسة العامة الانتخابية للمحامين التي انطلقت أول من أمس بالعاصمة تونس، واستمرت حتى صباح أمس، (5) مترشحين، هم إلى جانب المزيو: بوبكر بالثابت، ومحمد الهادفي، وسامي شطورو، ومحمد بكار.
نتائج انتخابات هيئة عمادة المحامين في تونس وجهت ضربة قاتلة جديدة لحركة النهضة وتيار الإسلامي السياسي
والهادفي هو من المرشحين المدعومين من جماعة الإسلام السياسي، على الرغم من ميوله اليسارية، أمّا العميد الجديد، فهو مدعوم من شق العميد المنتهية ولايته إبراهيم بودربالة، الداعم للرئيس سعيّد ومن المشاركين في اللجان الاستشارية لصياغة الدستور الجديد.
عودة إلى مسار الحياد
حسم الدور الانتخابي الثاني لصالح المزيو بـ (1416) صوتاً ليخلف بذلك العميد السابق إبراهيم بودربالة الذي كان من أبرز داعمي سعيّد، ومن المشاركين في اللجان الاستشارية لصياغة الدستور الجديد، في حين حصل منافسه بوبكر بالثابت المدعوم من الإسلاميين على (1233) صوتاً، وفقاً لـ"العربية نت".
ومباشرة بعد إعلان فوز المزيو بقيادة هيئة المحامين وخسارة مرشح الإسلاميين، احتفل المحامون وهتفوا: "المحاماة حرّة حرّة... والإخوان على برّه".
وفي حين أكد بعض المحامين أنّ المزيو من المؤيدين لمسار 25 تموز (يوليو) 2021، وأحد حلفاء سعيّد، نقلت "العربية نت" عن محامين آخرين وصفهم صعود المزيو بـ"فوز الخط المستقل والمهني والمدافع عن الديمقراطية والحقوق والحريات في عمادة المحامين"، معتبرين أنّ ذلك يمثلّ عودة المحاماة إلى مسار الحياد عن الصراع السياسي الحالي في البلاد.
توظيف المحاماة
فور إعلان فوزه في انتخابات عمادة نقابة المحامين التونسية، أكد المزيو أنّه لن يقبل توظيف المهنة، التي سيعمل على استقلالها، وفقاً لإذاعة "موزاييك" التونسية.
انتخب المحامون حاتم المزيو عميداً جديداً لهم، لينتصر بذلك الشق المؤيد للرئيس قيس سعيّد والداعم لإجراءات 25 تموز 2021 الاستثنائية
وقال المزيو: "المحاماة ستواصل رسالتها، وسنكون أوفياء لاستقلالية المهنة... نحن لا نوالي أيّ أحد ولا نعاديه، نحن نوالي الوطن فقط، وسأعمل على أن تكون المهنة مستقلة، ولا نقبل أيّ توظيف لها".
ولانتخابات هيئة المحامين أهمية سياسية كبيرة في تونس، نظراً للدور السياسي والحقوقي الذي تحظى به الهيئة، في علاقة بتوجهات السلطة، والصراع الانتخابي داخلها بين الإسلاميين واليساريين وكذلك القوميين.