محاكم التفكير... فيلم وثائقي عن حملة التكفير التي عاشها نصر أبو زيد

من المنتظر أن تعرض قناة العربية فيلماً وثائقياً جديداً من إنتاجها يوم الجمعة المقبل حول "محاكم التفكير... نصر حامد أبو زيد"، لتسليط الضوء على حملة التكفير الشرسة التي شنتها جماعات الإسلام السياسي ضد المفكر المصري نصر حامد أبو زيد.

وسيعيد الفيلم الوثائقي "محاكم التفكير" تتبع خيوط حملة تكفير أبو زيد ، وكيف أراد البعض تفريقه عن زوجته تحت دعوى قانون الحسبة، ومحاولة الآخرين هدر دمه، ليجد نفسه مضطراً لمغادرة وطنه للتدريس في جامعة لايدن الهولندية، ليواصل من غربته التصدي لهجوم المتطرفين واستئناف المعركة القضائية.

ويعرض الفيلم الوثائقي مقاطع نادرة توثق تكفير بعض من كان يطلق عليهم الدعاة الإسلاميون، ومن بينهم يوسف البدري، من فوق أحد منابر المساجد، وهو يتهم نصر حامد أبو زيد بالردة، ويستبيح هدر دمه، ويدعو إلى قتله.

فيلم وثائقي لتسليط الضوء على حملة التكفير الشرسة التي شنتها جماعات الإسلام السياسي ضد المفكر المصري نصر حامد أبو زيد

ووفقاً لما نشره موقع "العربية نت" فسيظهر الفيلم الوثائقي قضية نصر أبو زيد ككرة الثلج التي بدأت صغيرة داخل أروقة الجامعات، حتى اصطدم أبو زيد بأحد مستشاري شركة الريان لتوظيف الأموال الدكتور عبد الصبور شاهين، هاجم أبو زيد أن يعمل أستاذاً جامعياً لدى هذه الشركات، محذراً من إضاعتها لأموال المودعين ومخادعتهم تحت غطاء الدين الإسلامي... ليستغل شاهين منصبه الجامعي، ويحرم أبو زيد من ترقيته الجامعية، وينقل المعركة إلى الصحف، ومن ثم إلى منابر المساجد.

عبد الصبور شاهين نفسُه وقع في شراك التكفير التي نصبها لنصر حامد أبو زيد... بعدما أقام يوسف البدري ضد شاهين دعوى حسبة لتفريقه عن زوجته عام (2000)، على خلفية كتاب أبي آدم... الذي اعتبره البعض ارتداداً عن الإسلام، لكنّ تعديل قانون المرافعات أنقَذ عبد الصبور شاهين من الملاحقات التي خاضها خصمُه أبو زيد.

في المقابل، دخل على خط أبو زيد بعض المدافعين عن أفكاره مثل لطفي الخولي، لتتحول القضية إلى مساحة للاستقطاب شهدتها فترة التسعينات بين التيار المدني والتيار الإسلامي.

يُذكر أنّ بداية قضية أبوزيد كانت بسبب كتاباته، خاصة كتابه "مفهوم النص"، حين بدأت الأزمة بعد تقديم أبو زيد أبحاثه بعنوان "نقد الخطاب الديني" للحصول على درجة الأستاذية عام 1995، ليرفع ضده دعوى حسبة تطالب بتفريقه عن زوجته الدكتورة ابتهال يونس التي هاجرت معه، بعد الحكم بتفريقهما.

يعرض الفيلم الوثائقي مقاطع نادرة توثق تكفير بعض الدعاة الإسلاميين، وهو يتهم نصر حامد أبو زيد بالردة، ويستبيح هدر دمه، ويدعو إلى قتله

وخلال الجلسة في المحكمة، رفض نصر حامد أبو زيد نطق الشهادتين، وذلك لأنّه ضد التفتيش فى نواياه، وتتمثل الواقعة في طلب هيئة المحكمة منه النطق بالشهادتين، وهو ما رفضه أبو زيد لرفضه فكرة التفتيش عن النوايا، كما قال هو في محاضرة له بالخارج بعد ذلك، وبدأ المحاضرة بنطق الشهادتين.

وعقب الحكم بالتفريق بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال يونس، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة القاهرة، خرج أبو زيد إلى المنفى الاختياري في هولندا برفقة زوجته، ولم يعد إلى مصر إلا قبل وفاته بعدوى فيروسية غامضة في 2010.

ونصر حامد أبو زيد هو كاتب وباحث متخصص في الدراسات الإسلامية وفي فقه اللغة العربية والعلوم الإنسانية، توفي يوم 5 تموز (يوليو) من عام 2010.