متظاهرون عراقيون يحيون الذكرى الرابعة لاحتجاج تشرين.. وهذا ما حذّروا منه

 متظاهرون عراقيون يحيون الذكرى الرابعة لاحتجاج تشرين: نُحذر من قمع الحريات

متظاهرون عراقيون يحيون الذكرى الرابعة لاحتجاج تشرين.. وهذا ما حذّروا منه


02/10/2023

أحيا المئات من العراقيين الذكرى الرابعة لاحتجاجات تشرين الأول (أكتوبر) 2019، التي هزت النظام السياسي العراقي، وأدت إلى استقالة الحكومة العراقية التي ترأسها عادل عبد المهدي. وقد خرج الشباب المحتج في محافظات جنوبية عدة، فضلاً عن العاصمة بغداد، يهتفون بذكرى الانتفاضة ضدّ الدور الإيراني، واستعادة الحياة المدنية بمجيء الحكومة المؤقتة برئاسة مصطفى الكاظمي.

يُعدّ "حراك تشرين"، الحراك الأعنف في تاريخ العراق، حيث سقط فيه أكثر من (600) قتيل، وجرح قرابة الـ (25) ألفاً، بعد أن استخدمت القوات المسلحة العراقية الرصاص  الحي والقنابل المطاطية والمسيلة للدموع  لقمع المحتجين

وندد المحتجون في مدن بغداد والبصرة والناصرية والديوانية بمنظومة الفساد التي يتهم بإدارتها قادة النظام، مجددين مطالبتهم بالكشف عن قتلة المتظاهرين الذين سقطوا إبّان الاحتجاجات في كافة المدن العراقية. وقد تميزت التظاهرة الكرنفالية في مدينة الناصرية عن باقي الكرنفالات، حيث تقدمت عوائل القتلى الكرنفال الاستذكار في المدينة التي تُعدّ محوراً أساسياً في خارطة الاحتجاج السياسي العراقي على مدى قرن كامل.

ويُعدّ "حراك تشرين"، الحراك الأعنف في تاريخ العراق، حيث سقط فيه أكثر من (600) قتيل، وجرح قرابة الـ (25) ألفاً، بعد أن استخدمت القوات المسلحة العراقية الرصاص  الحي والقنابل المطاطية والمسيلة للدموع  لقمع المحتجين.

وفي غضون ذلك، تستعد حركات منبثقة من الحراك الاحتجاجي لخوض انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، فيما تقاطع حركات احتجاجية أخرى أيّ انتخابات محلية تشرف عليها حكومة القوى المتنفذة والمتهمة بـ "الفساد" على مدار عقدين من الزمن.

القوات الأمنية تفرّق بالقوة تظاهرات ساحة التحرير بالذكرى الرابعة لاحتجاجات تشرين

وتباينت الشعارات الاحتجاجية التي أطلقت في الاحتجاج التشريني، ما بين الدعوة إلى إسقاط النظام السياسي، والدعوة إلى إصلاحه، وهذا ما عزز الانقسام المجتمعي المحتج، وجعل منظومة الحكم تستعيد عافيتها من جديد، في ظل التشرذم وغياب الرؤية السياسية الموحدة للمتظاهرين.

فض التظاهرة في بغداد

وعلى غير العادة، واجهت شرائح عراقية عدة صعوبة في الوصول إلى العمل منذ الصباح الباكر من أمس الأحد، نتيجة القطوعات الأمنية الاحترازية في وسط العاصمة بغداد، حيث قام نشطاء محسوبون على الحراك التشريني بالتعبئة الشعبية لإحياء الذكرى الرابعة في ساحة التحرير وسط العاصمة.

ورفع المئات من المتظاهرين بساحة التحرير شعارات تطالب بالإصلاحات الحقيقية، منتقدين الإصلاحات "الترقيعية" التي تدّعيها حكومة (الإطار التنسيقي) برئاسة محمد شياع السوداني، وشجبوا محاولات التكتل الشيعي، المقرّب من إيران، قمع الحريات العامة، عبر شرعنة قوانين وصفت بـ "الملغومة" داخل قبة البرلمان.

رفع المئات من المتظاهرين بساحة التحرير شعارات تطالب بالإصلاحات الحقيقية، منتقدين الإصلاحات "الترقيعية" التي تدّعيها حكومة (الإطار التنسيقي) برئاسة محمد شياع السوداني

وبحسب متظاهرين بغداديين، أكدوا أنّ خروجهم لإحياء الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين، "من أجل الوفاء لدماء الشهداء، وإدامة زخم الاحتجاج المستقبلي، لكي لا يقال إنّ حراك تشرين انتهى"، مؤكدين أنّ "مبادئ الانتفاضة ما زالت راسخة في وجدان العراقيين، وتعكس مطالبهم المشروعة بدولة مؤسسات قائمة على مبدأ المواطنة لا غير". 

وبعد منتصف النهار قامت القوات الأمنية بفض التظاهرة الاستذكارية بعدما منحت وقتاً للاحتفاء مدته (4) ساعات فقط، وفرقت المتظاهرين الرافضين الانسحاب بالقوة، بعدما استخدمت القوات القنابل الصوتية في الفضاء العام، وقد اعتقل (3) من مثيري أعمال الشغب ضمن ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، وتم تسجيل إصابتين ضمن صفوف المتظاهرين.

في الناصرية... الاحتجاج مختلف

وتميزت مدينة الناصرية (جنوب العراق) بإحياء الذكرى الرابعة لاحتجاجات تشرين عبر قيام أمهات الضحايا برفع صور أبنائهن في ساحة الحبوبي وسط المدينة، وطالبن بالكشف عن القتلة.

وتُعدّ الناصرية مهد الأحزاب السياسية العريقة في البلاد، ودائماً ما تكون احتجاجاتها مختلفة، وتتميز بالصلابة والتضحيات، لذا كان ضحايا المدينة هم أيقونات الحراك التشريني، لسخونة فعالياتها الاحتجاجية، وسقوط العديد من الضحايا بالرصاص الحكومي الحي.

المتظاهر أنس الناصري: تجمّعنا في ساحة الحبوبي لاستذكار ثورة تشرين العظيمة التي خلدت الدم العراقي الذي سال على هذه الأرض، ونطالب بالكشف عن القتلة ومحاسبتهم

ويقول أنس الناصري، أحد المتظاهرين في الناصرية: إنّ "تجمعنا في ساحة الحبوبي هو لاستذكار ثورة تشرين العظيمة التي خلدت الدم العراقي الذي سال على هذه الأرض، ونطالب بالكشف عن القتلة ومحاسبتهم".

وأكد رفضهم، وبشكل واضح، "انتخابات مجالس المحافظات، كما نرفض جميع الأحزاب الناشئة والأحزاب السابقة".

أمّا المتظاهر بدر شلال، فقد أكد أنّ "المطالب لم تتغير، فما زالنا نطالب بتغيير هذا النظام الحزبي القمعي، ونحن مستمرون على نهج الإمام الحسين الذي خرج لنصرة المظلوم، وعلى طريق الشهداء".

اجتماع للرئاسات الـ (4)

ومع عودة المتظاهرين إلى منازلهم، عقدت الرئاسات الـ (4): "الجمهورية والبرلمان، والحكومة، والقضاء" اجتماعاً مغلقاً بحثت فيه كيفية تطبيق قانون العفو العام، والفئات المشمولة به من عدمه، وناقش المجتمعون كيفية ترسيم الحدود مع إيران.

وقال بيان لمكتب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني: إنّ الأخير "اجتمع مع كل من رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان"، مبيناً أنّ المجتمعين بحثوا في "آخر التطورات والملفات السياسية والأمنية، ومجمل الأوضاع في البلاد"، وأعرب المجتمعون عن تعازيهم ومواساتهم لعوائل ضحايا عرس الحمدانية.

المئات يحتشدون بالذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين في بغداد

وقد شهدت مدينة الحمدانية، شمال العراق، ليل الثلاثاء الماضي، حريقاً رهيباً في إحدى قاعات الأعراس، أدت الحادثة إلى مقتل (108) أشخاص، وإصابة (82) آخرين بجروح متفاوتة.

وقال البيان الحكومي: إنّ "الاجتماع بحث بشكل مستفيض الحادثة وأسبابها، وأكد المجتمعون ضرورة مواصلة الجهود لتقديم الرعاية والاهتمام بذوي الضحايا والمصابين".

ووفقاً للبيان، أكدت الرئاسات ضرورة "دعم الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي وتقديم الخدمات للمواطنين وتأهيل البنية التحتية في قطاعات الكهرباء، وبناء المستشفيات والمدارس وإنشاء الطرق والجسور، ودعم القطاع الخاص وتشجيع الفرص الاستثمارية في البلاد، من خلال سنّ التشريعات التي تسهل عمل المستثمرين، وكذلك ترسيخ الإصلاح من خلال تعزيز التعاون التامّ بين الرئاسات في ملف مكافحة الفساد ودعم الإجراءات الحكومية والقضائية في هذا الملف".

وفي السياق الأمني، أكد المجتمعون "رفضهم أيّ عدوان يستهدف الأراضي العراقية، كونه يتنافى مع مبادئ حسن الجوار، ويهدد الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة"، وشددوا على أنّ "حلّ الإشكاليات والاختلاف يتم عبر الحوار والتفاهمات والتعاون والتنسيق المشترك".

كما شهد الاجتماع  "تدارس المقترح المقدم بشأن منح عفو خاص للنساء والأحداث مع استثناء بعض الجرائم الخطيرة".

مواضيع ذات صلة:

الحكومة العراقية متهمة بتكميم الأفواه وقمع حرية التعبير. لماذا؟

العراق: في أول تعديل وزاري لها.. قاطرة السوداني تصطدم بحجر الكتل السياسية

العراق: وثيقة مسربة حول اختفاء قاتل هشام الهاشمي. ما الجديد؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية