
كشف تقرير حديث لموقع "الحل نت"، عن أن الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع عن منح رتب عسكرية لنحو 55 شخصية، كان من بينهم عدد لافت من المقاتلين الأجانب، وذكر التقرير أن هذا الإجراء، الذي تم تبريره رسميًا بأنه ضروري لتأسيس نواة الجيش الجديد، كشف عن قائمة أسماء تثير قلقًا بالغًا، حيث ضمت أفرادًا مصنفين على قوائم الإرهاب الدولية، أو متهمين بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.
من بين هذه الأسماء البارزة، نجد الألباني عبدل بشاري، قائد “جماعة الألبان” الناشطة في شمال غرب سوريا، والتركي عمر محمد جفتشي، والمصري علاء محمد عبد الباقي المطلوب للقضاء المصري بتهم تتعلق بالإرهاب، والأويغوري عبد العزيز داوود خدابردي الذي كانت تربطه صلات بـ “تنظيم القاعدة”.
ولم يقتصر الأمر على هؤلاء، بل شمل أيضًا شخصيات أخرى مثل الطاجيكستاني مولان ترسون عبد الصمد، والأردني عبد الرحمن حسين الخطيب، الذي مُنح رتبة عميد، وصولًا إلى “ذو القرنين” زنور البصر عبد الحميد، قائد “جيش المهاجرين والأنصار”.
هذه التعيينات قوبلت بصمت حذر من بعض الأطراف الإقليمية، وأثارت عاصفة من الانتقادات الدولية، خاصة من جانب الولايات المتحدة التي اشترطت على الشرع إبعاد المتشددين كجزء من حزمة شروط للانفتاح على حكومته.
هذه التعيينات قوبلت بصمت حذر من بعض الأطراف الإقليمية وأثارت عاصفة من الانتقادات الدولية خاصة من جانب الولايات المتحدة
وبحسب "الحل نت"، فإن الأمر لم يتوقف عند المقاتلين الأجانب، بل امتد ليشمل شخصيات سورية محلية تحمل سجلات سوداء من الانتهاكات والجرائم، فتسليم محمد جاسم “أبو عمشة”، قائد فصيل “السلطان سليمان شاه”، قيادة “الفرقة 25” بعد منحه رتبة عميد، يمثل صفعة لضحايا جرائمه في عفرين والساحل السوري.
وبالمثل، فإن تعيين سيف الدين بولاد “سيف أبو بكر”، قائد “فرقة الحمزات” المدرجة على لوائح العقوبات الأميركية، قائدًا لـ “الفرقة 76″، وفهيم عيسى، قائد “فرقة السلطان مراد” المقرب من الاستخبارات التركية، نائبًا لوزير الدفاع وقائدًا للمنطقة الشمالية، يطرح تساؤلات جدية حول طبيعة هذا الجيش الوليد وولاءاته.
وقد اعتبر التقرير أن تولي مثل هذه الشخصيات لمناصب قيادية حساسة في الجيش السوري الناشئ، يحمل في طياته مخاطر جمة على مستقبل الدولة واستقرارها، فهذا الإجراء يقوض أولًا، أي مصداقية للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، بل يرسل رسالة مقلقة مفادها أن الجماعات المتشددة قد تجد ملاذًا آمنًا ورعاية رسمية تحت عباءة الجيش السوري الناشئ.
كما أنه يزيد من تعقيد العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية، خاصة تلك التي عانت من ويلات هذه التنظيمات.