مباحثات حمساوية-إسرائيلية في السويد لتمرير "صفقة القرن"

مباحثات حمساوية-إسرائيلية في السويد لتمرير "صفقة القرن"


27/06/2018

لا يختلف اثنان على أن حركة حماس حوّلت القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية، منذ أن اختطفت مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وباتت تعبث بمستقبلهم وأرواحهم، من دون أي مطالب سياسية تخدم القضية، على الرغم من أن حماس كانت السبب الأول -منذ قيامها بالانقلاب- في تحويل قطاع غزة إلى أفقر بقعة في العالم، معطية الاحتلال الإسرائيلي ودول الجوار مبررات استمرار الحصار والعقوبات على القطاع.

حماس التي نفذت انقلابها من أجل أهداف سياسية، كانت تدعيها وفشلت في تحقيق أي منها، عادت بعد 11 عامًا لتقول إن أهدافها الحالية اقتصادية ومعيشية فحسب، ومن دون أن تعترف بفشل مشروعها السياسي، الذي يدفع المواطنون وحدهم ثمن فشله.

وبعد أن كانت الحركة المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، ترفع شعارات سياسية كبرى، وتتهم السلطة السابقة (السلطة الفلسطينية) بالتواطؤ والانهزامية، لتنفيذ انقلابها، صارت اليوم كجمعية حقوقية مسلحة، ترفع شعارات أقل ما يقال إنها أصغر حجمًا من القضية الفلسطينية، مثل فتح المعبر وبناء الميناء والرواتب والمحروقات و الكهرباء.

كل تلك الإخفاقات لم تجعل الحركة تعترف للحظة، بأن أهدافها فشلت، وبأن الحل هو إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الانقسام، لتعود الأمور إلى سابق عهدها، وتعود معها العلاقة مع الجارة مصر، ويفتح المعبر، وترفع العقوبات عن المدنيين، ويقف الفلسطينيون في وجه “صفقة القرن” صفًا واحدًا.

فيما يرى مراقبون أن “صفقة القرن” جاءت لتلبي حاجة حماس، وتخرجها من عزلتها، لإنها بالأساس صفقة اقتصادية هدفها تنمية الاقتصاد الفلسطيني، مع تنازلات سياسية على الأرض (راجع حوار جريدة القدس مع جاريد كوشنر)، وهي المطالب ذاتها التي تطالب بها حماس، ودعت من أجلها المواطنين للاشتباك مع الاحتلال تحت مسمى مسيرة العودة الكبرى، دون أن ترفع الحركة شعارًا سياسيًا واحدًا يخص فلسطين.

فخطط إعمار القطاع، كانت على رأس أولويات زيارات كوشنر إلى المنطقة، بعدما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءه أو الجلوس معه. ووفقًا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإنه من المؤكد أن مشروع بناء محطة الكهرباء لقطاع غزة ستكون داخل الأراضي المصرية، مما يعني ضمنيًا أن كوشنر الذي خاب مسعاه بلقاء القيادة الفلسطينية والتباحث معها، باتت أنظاره تتجه إلى قطاع غزة، ليستطيع تمرير “صفقة القرن” من خلال بديل فلسطيني آخر، هو الطرف الحمساوي.

مباحثات سرية في السويد بوساطة قطرية

لا يمكن فصل مطالب حماس الاقتصادية -التي ثمنها الوحيد تثبيت أركان حكم الحركة- عن الدفع الاقتصادي الذي يقدمّه صهر ترامب جاريد كوشنر، عبر مشروعه “صفقة القرن”، وبحسب الكاتب والخبير الإستراتيجي الأردني عمر الرداد، فإن “خطة إعمار قطاع غزة غير معزولة عما يتردد حول اتفاق هدنة طويلة المدى بين إسرائيل وحماس، تجري عبر كل من قطر ومصر والسويد، بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تفضي إلى تبادل الأسرى مع حماس. كما يتردد أن إسرائيل قدّمت تنازلات خلال مباحثات الهدنة عن مطلبها بنزع أسلحة حماس، وتسهيلات واسعة بين قطاع غزة ومصر من خلال معبر رفح، بما في ذلك تسهيل دخول البضائع والسلع والدواء إلى القطاع”.

يتلاءم ما كتبه الرداد في صحيفة “رأي اليوم” مع انخفاض اللهجة الإسرائيلية التي كانت تستخدم التهديد، إلى نبرة تحسين الأوضاع المعيشية في القطاع، ويتوافق ذلك أيضًا مع تسريبات لمسؤولين إسرائيليين في الصحف العبرية، مفادها أن غزة الخاضعة لحكم حماس، ستكون مركز تمرير صفقة القرن، بعد رفض قيادة السلطة الفلسطينية الحديث حول تلك الصفقة.

كما أن قيادات الظل في حماس، نشرت تلميحات حول مباحثات السويد التي تتم برعاية قطرية، من بينهم الإعلامي الحمساوي، إبراهيم المدهون، الذي كتب على صفحته في فيسبوك، ما يؤكد تسريبات المحادثات، والدافع الاقتصادي للحركة.

بينما مهد القيادي إسلام شهوان، ما يفيد بنية حماس التفاوض مع الاحتلال بشكل مباشر، من أجل حلحلة الأوضاع في غزة.

وفي الوقت الذي تقوم فيه حماس برفض الصفقة في العلن، توضح بلالين الاختبار تلك، أن هناك توافقًا أو نقاشًا داخل الحركة، من أجل تمرير الصفقة، وتصبح حماس هي المشرعة لما يسمى فلسطينيًا بـ”صفعة القرن” أو “صفعة العار”.

 

 

عن "كيوبوست"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية