ما هي توابع اغتيال صالح العاروري على حماس؟

ما هي توابع اغتيال صالح العاروري على حماس؟

ما هي توابع اغتيال صالح العاروري على حماس؟


06/01/2024

زياد الأشقر

يحرم مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، الحركة من أحد أكثر مسؤوليها مهارة، الذين ساعدوا في تدفق الأموال والأسلحة إلى عناصرها في غزة ومناطق أخرى من العالم، ويجعل الحركة أكثر اندماجاً مع شبكة إيران من القوات التي تلتزم محاربة إسرائيل، وفق المحللين.

داخل حماس ليست الشخصية هي مصدر القوة

وكتب بن هوبارد في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه من غير الواضح إلى حد بعيد ما إذا كان مقتل العاروري يشكل ضربة تضعف حماس، التي أعادت بناء نفسها مراراً وتكراراً عقب تعرض قادتها للاغتيال، وبقيت قادرة على التخطيط لهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، رغم الجهود الإسرائيلية العسكرية والاستخباراتية المستمرة منذ سنوات لإضعاف الحركة.
ويقول المحللون، إنه على رغم ذلك، فإن مقتل العاروري في غارة جوية على ضاحية بيروت في هجوم نسبه مسؤولون بارزون من حماس ولبنان والولايات المتحدة إلى إسرائيل، يعيد حماس إلى الفترة الأكثر ضعفاً في تاريخها.

لقد أدى الهجوم الإسرائيلي الساحق على غزة، إلى إضعاف القوة العسكرية للحركة هناك بشكل كبير، بما في ذلك قدرتها على تصنيع الصواريخ وغيرها من الأسلحة. إن منصب العاروري، باعتباره سفير حماس الفعلي لدى إيران وحزب الله، يعني أنه كان سيلعب دوراً مهماً في جهود الحركة لإعادة البناء عسكرياً بمساعدة الداعمين الأجانب. ولم تعلن إسرائيل المسؤولية عن مقتله.

صدقية القائد

وقال مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إميل حكيم: "ستعاني حماس لأنها فقدت أحد استراتيجييها الرئيسيين.. لقد  أدار بشكل جيد العلاقات السياسية رفيعة المستوى، وكان يتمتع أيضاً بالصدقية كقائد". ورأى أن بناء القدرات العسكرية " ستكون مشكلة حماس في المرحلة المقبلة، وتالياً ستعتمد أكثر على الدعم الخارجي بعدما ضعفت قاعدتها في فلسطين".
كما أن اغتيال العاروري يدوّل أكثر حرب إسرائيل ضد حماس، ويزيد المخاطر بالنسبة للدول التي تستضيف مسؤولي الحركة، ويضع ضغوطاً جديدة على الحركة، من شأنها في حال تمكنت من الصمود، أن تحدث تحولات فيها.

في السنوات الأخيرة، عملت حماس كشبكة تملك نقاطاً في أنحاء الشرق الأوسط. ومنذ عام 2007، باتت حكومة الأمر الواقع لسكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وتشرف على الخدمات مثل المياه والكهرباء بينما كان جناحها المسلح يقاتل إسرائيل بشكل متكرر. كما نظم نشطاء الحركة أنفسهم سراً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بينما قام المسؤولون في بلدان أخرى بجمع الأموال لدعم عملياتها، وحافظوا على علاقاتهم مع حلفائهم ونقلوا وجهات نظرهم إلى الصحافيين والديبلوماسيين الأجانب.

إن مقتل العاروري يفترض بأن عناصر حماس لم يعد في امكانهم العمل بحرية في لبنان، حيث كان يعقد مسؤولو الحركة مؤتمرات صحافية بانتظام منذ بدء حرب غزة. كما أنه قد يتعين عليهم أن يكونوا حذرين في قطر، حيث يوجد مكتب للقادة السياسيين للحركة، وكذلك في تركيا، حيث تمضي شخصيات بارزة من حماس بعض الوقت هناك.

وقال إميل حكيم :"إن تغييراً مهماً سيطرأ على الحركة".

واجتمع العاروري مع القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وكان مقرباً من زعيم حزب الله حسن نصرالله، وساعد في بناء قوات حماس في لبنان على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

ولفت عماد السوس الزميل الباحث من غزة في جامعة تونس إلى أن خسارة العاروري لن تشل حماس. وقال إن إسرائيل سبق وأن اغتالت العشرات من قادة حماس على مدى عقود من دون أن تقوض على نحوٍ دائم قدرة الحركة على إعادة بناء نفسها- أو التخطيط لهجوم 7 أكتوبر. وأضاف أن هذه الاغتيالات جعلت الحركة أكثر رشاقة بينما برز قادتها عبر الانتخابات ومن خلال شرعيتهم داخل حماس، وليس بسبب الكاريزما الشخصية أو الخلفية الدينية. وأضاف :"داخل حماس، هناك دائماً هيكلية معينة، والاستبدال سلس جداً...وداخل حماس ليست الشخصية هي مصدر القوة".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية