ما هي أبرز نقاط قوة داعش خراسان؟

ما هي أبرز نقاط قوة داعش خراسان؟

ما هي أبرز نقاط قوة داعش خراسان؟


26/03/2024

طارق العليان

حذر توم أوكونور، كاتب مختص بالسياسة الخارجية ونائب رئيس تحرير مجلة الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية، من أن تنظيم داعش كثف بشكل مطرد عملياته عبر القارات، مع انشغال العالم بحرب غزة، ممهداً الطريق لتجدد الفوضى حول العالم.

أبرز ميزاته عدم القدرة على التنبؤ (بأفعاله) والقدرة على الاستفادة دائماً من الديناميكيات المحلية

ظهر هذا التهديد الكامن يوم الجمعة عندما أعلن تنظيم "داعش-خراسان" مسؤوليته عن مذبحة استهدفت حفلاً موسيقياً أقيم في قاعة كروكوس خارج موسكو. ويعد هذا الهجوم الأكثر دموية على الأراضي الروسية منذ أزمة الرهائن في مسرح العاصمة عام 2002. ويحذر الخبراء والمسؤولون من أن العملية القادمة قد تستهدف أي شخص تقريباً، بما في ذلك المواطنين الأمريكيين.

وينشط ما يسمى بتنظيم "داعش خراسان" في قاعدته في أفغانستان، حيث يستخدم الدولة التي تسيطر عليها حركة طالبان لشن هجمات في الداخل وضد إيران وباكستان المجاورتين، على الرغم من الجهود التي تبذلها حكومات الدول الثلاث . وبدأ المسلحون أيضاً في توسيع عملياتهم خارج المنطقة، حيث قامت روسيا وألمانيا وتركيا وطاجيكستان مؤخراً باحباط مؤامرات داعش خراسان المزعومة.

من فرنسا إلى الصين وخارجها

وأوضح الكاتب في تقرير بموقع مجلة "نيوزويك" أن تنظيم داعش لم يخجل أبداً من طموحاته الدولية، لكن فرعه في خراسان كان صريحاً بشكل خاص في نقل الاستعدادات لتوسيع حملته. وفي مقال نشر في عدد هذا الشهر من مجلة صوت خراسان التابعة لتنظيم داعش-خراسان، قال التنظيم إن "أرض الإسلام لا تقتصر أبداً على أفغانستان، ولكنها أوسع بكثير".

وقال الكاتب في مجلة صوت خرسان إن "أرض الإسلام هي التي نالها المسلمون بتضحياتهم، وهي تغطي أفريقيا، وتبدأ من تركستان الشرقية، إلى طاجيكستان، وأوزبكستان، وأذربيجان، وتمتد إلى الشيشان وداغستان، ومن تركيا إلى الأندلس ودول الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان والهند وغيرها الكثير...."

صوبت قصة الغلاف لهذه الطبعة الخاصة من منشور داعش-خراسان النيران في اتجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجوم على كنيسة كاثوليكية في إسطنبول في أواخر يناير (كانون الثاني). وكان العدد السابق قد استهدفت المرشد الأعلى علي خامنئي من إيران، حيث تبنى تنظيم داعش-خراسان الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إيران الممتد 45 عاماً قبل أسابيع فقط في مدينة كرمان.

وانتقدت رسائل داعش-خراسان مجموعة واسعة من الأعداء، بمن فيهم الرئيسان الأمريكيان دونالد ترامب وجو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى قادة حماس، وخاصة حركة طالبان، التي يحاول التنظيم استمداد الشرعية والقوة البشرية منها.

مقبرة الإمبراطوريات

ويبدو أن أفغانستان هي قاعدة عمليات التنظيم الذي رسخ أقدامه فيها بعدما مزقتها الحرب خلال صعوده السريع في الشرق الأوسط المجاور قبل عقد من الزمن واشتبك مع كل من الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة وحركة طالبان.

وبحلول الوقت الذي سقطت فيه معاقل داعش الأصلية في العراق وسوريا أمام مجموعة من الحملات المنفصلة التي شنتها القوات المحلية المدعومة من التحالف الأمريكي وروسيا وإيران، كان التنظيم قد بدأ بالفعل في وضع الأساس للانتقال إلى التركيز على أفغانستان.

ويشار إلى هذا البلد منذ فترة طويلة باسم "مقبرة الإمبراطوريات" بسبب تاريخ الإخفاقات التي حلت بغزاة القوى الكبرى مثل الإمبراطورية البريطانية والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.

وعندما انسحب الجيش الأمريكي من حملته التي استمرت عقدين في أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، فعل ذلك بعنف.

وأكد أن "طالبان" ستواصل القتال ضد الجماعات المسلحة مثل القاعدة وداعش. لكن الإمارة الإسلامية الحاكمة الآن تكافح من أجل احتواء التهديد المنتشر، على الرغم من حملة مكافحة التمرد النشطة.

وقال كولين كلارك، وهو زميل باحث كبير في مركز صوفان ومقره نيويورك والذي عمل أيضاً بشكل متكرر مع مسؤولين أمريكيين في قضايا مكافحة الإرهاب، لمجلة "نيوزويك "إنه يرى أن الوجود المتزايد لتنظيم داعش-خراسان في أفغانستان هو عامل رئيسي يعزز صعوده.

وقال كلارك إن "طالبان هي قوة مكافحة الإرهاب الوحيدة التي تحاول احتواء تنظيم داعش- خراسان داخل أفغانستان، بعدما  لم يعد للولايات المتحدة وجود في البلاد، كما أن طالبان غارقة بالفعل في محاولة حكم البلاد بأكملها... كان عناصر طالبان متمردين فعالين، لكنهم أقل فعالية بكثير كقوة لمكافحة التمرد".

موسكو بمرمى النيران

ونظراً لأهمية روسيا الجيوسياسية، وعدد سكانها الكبير من المسلمين، والصدام بين أيديولوجية داعش الإسلامية المتشددة وميول بوتين المسيحية الأرثوذكسية الروسية التقليدية، فقد وضع الجهاديون موسكو في مرمى نيرانهم منذ فترة طويلة.

وقال لوكاس ويبر، المؤسس المشارك لشبكة أبحاث "ميليتانت واير"، لمجلة نيوزويك: "كانت روسيا العدو الرقم واحد لتنظيم داعش منذ أيامها الأولى. وفي عام 2014، وصف الخليفة السابق أبو بكر البغدادي روسيا بأنها العدو الرئيسي إلى جانب الولايات المتحدة".

وأضاف ويبر أن "روسيا جذبت انتباه داعش من خلال تدخلها العسكري في سوريا وعبر أفريقيا، وعلاقاتها مع طالبان، والعديد من السياسات الأخرى. ويُنظر إليها على أنها مركز قوة لما أسماه تنظيم داعش ’الشرق الصليبي‘".

عدو بعيد المنال

في حين أنه من المتوقع إلى حد كبير أن تقوم روسيا برد صارم على الهجوم المسلح في موسكو، إلا أن ضرب جذور داعش أثبت أنه تحد صعب.

قال افتخار فردوس، المحرر المؤسس لمجلة خراسان وأستاذ زائر في جامعة القائد الأعظم في باكستان، لمجلة نيوزويك إن إحدى أكثر خصائص تنظيم داعش-خراسان تدميراً هي أنه "يعتمد على التناوب بين فترات من النشاط الزائد وشبه السبات اعتماداً على عدد من الحالات والعوامل التي يمكن أن تمليها الظروف المحلية أو تتأثر بالاتجاهات العالمية".

وأضاف فردوس: "هذا العامل العابر للحدود الوطنية لداعش يجعل من الصعب للغاية على الدول التعامل مع القدرات العملياتية للجماعة".

ومع الشبكات المالية المتطورة والحملات الدعائية النشطة التي تمتد عبر القارات ومجموعة واسعة من الأهداف، قال فردوس إنه ربما يكون أعظم الأصول التي يمتلكها التنظيم هو "عدم القدرة على التنبؤ  (بأفعاله) والقدرة على الاستفادة دائماً من الديناميكيات المحلية، على عكس الجماعات المسلحة الأخرى التي تمتلك مبادئ توجيهية صارمة".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية