ربط الكاتب الصحفي المصري دندراوي الهواري تاريخ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعراق وسوريا والأردن وفلسطين بمشروع إسرائيل الكبرى.
وكتب الهواري في مقالة نشرها في صحيفة (اليوم السابع): "إنّ الحكاية بدأت عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، عندما توالى ترتيب عقد سلسلة مؤتمرات لإعادة صياغة الخريطة الجغرافية في العالم، من بينها المؤتمر الذي عقد عام 1919 في باريس، وشارك فيه مندوبون من (32) دولة وكياناً سياسياً، وبحضور "الأربعة الكبار" رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد لويد جورج، ورئيس وزراء فرنسا جورج كليمنصو، ورئيس وزراء إيطاليا فيتوريو إيمانويل أورلاندو، وصاغوا (5) معاهدات كبرى، منها تقسيم أملاك الدولة العثمانية، ورسم حدود جديدة لبعض الدول، وإنشاء دول لم تكن موجودة من قبل."
وتابع الكاتب الصحفي: "في 22 آذار (مارس) عام 1928 تأسست جماعة الإخوان، واتخذت الإسماعيلية مقراً لها تحت زعم النضال والكفاح ضد الاحتلال البريطاني، وهو أمر كذبته الوثائق والممارسات على الأرض، فقد عقدت الجماعة الإرهابية العديد من الصفقات السياسية مع بريطانيا بشهادة عدد كبير من المؤرخين والمهتمين بشأن جماعات الإسلام السياسي، وجميعهم أكدوا أنّ هذه الجماعة هي صنيعة المخابرات البريطانية، لتحقيق أهداف تأسيس "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات"، والتأكيد الثاني عمق العلاقة التي تربط بريطانيا بالإخوان حتى الآن"!
وأشار الهواري إلى أنّه في عام 1940 تأسست جماعة الإخوان في سوريا، واعتبرت نفسها فرعاً من الجماعة "الأم" في مصر، وما حدث من الإخوان وممارساتهم وتورطهم في حريق القاهرة وارتكاب سلسلة اغتيالات، منها النقراشي باشا والخازندار، ثم صدامها مع جمال عبد الناصر، حاولت استنساخه وتطبيقه في سوريا، عندما نفذت مذبحة لمجموعة طلاب "المدفعية" في حزيران (يونيو) 1979، وسلحت كوادرها وحاولت الاستقلال بمدينة (حماة)، فكان الرد عنيفاً وقوياً من النظام حينها، وقرر الرئيس حافظ الأسد حظر الجماعة، وشنّ حملة تصفية واسعة في صفوفها، وأصدر القانون (49) عام 1980 الذي يعاقب بالإعدام كل من ينتمي إليها.
لا يمكن أن تبتعد دوائر الشك عن سبب تأسيس جماعة الإخوان، والتأكيد أنّها لخدمة مخطط إقامة "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات".
وفي عام 1945، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تأسست جماعة الإخوان في غزة، برئاسة الحاج ظافر الشّوا، تحت زعم الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني وتحرير الأرض، وصنعت ما صنعت من تمزيق وحدة الصف الفلسطيني، فبدلاً من أن يتوحد أبناء فلسطين في خندق واحد للكفاح ضد الإسرائيليين، رفع إخوان غزة السلاح والنضال ضد أبناء وطنهم، وأبناء عمومتهم العرب، ثم وصلنا إلى التاريخ الفاصل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 والذي فتح نيران جهنم على القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها!
وتابع الهواري: "في العام نفسه الذي تأسست فيه الجماعة الإرهابية في غزة، أعلنت تأسيسها أيضاً في الأردن، بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وفي عام 1949 تأسست الجماعة في العراق، واعتبرت نفسها أيضاً فرعاً من "الأم" في مصر، ومارست الممارسات العنيفة والمسلحة نفسها، ممّا دفع الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم إلى إصدار قرار بحل الجماعة واعتقال قياداتها في تشرين الأول (أكتوبر) 1960، وتجريم الانتماء إليها، واستمرت الجماعة في العمل السرّي كالعادة.
وأكد الهواري أنّه بعد هذا السرد التاريخي المبسط والمختصر، يقفز السؤال: ما علاقة تأسيس الجماعة في الدول الـ (4)، بشكل عام، بمشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات؟
واستعرض الهواري سردية إسرائيل الكبرى، ومزاعمهم حول حقهم في العراق وسوريا وفلسطين ونهر الأردن ومصر، وأنّها غنيمة وهبة ربانية للصهاينة تعهد بها الربّ لسيدنا إبراهيم، وتسعى بكل الوسائل لتحقيق هذا الوعد والعهد، بأن تصبح حدود إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
لذلك، فإنّه لا يمكن أن تبتعد دوائر الشك عن سبب تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية، والتأكيد أنّها لخدمة مخطط إقامة "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات"، وأنّ تأسيسها كان لإثارة القلق والفوضى في دول الطوق المحورية لإسرائيل، وهي: (مصر والأردن وغزة والعراق وسوريا).