ما سبب رغبتنا المستمرة بتحقيق المزيد؟ دراسة حديثة تجيب

ما سبب رغبتنا المستمرة بتحقيق المزيد؟ دراسة حديثة تجيب


11/08/2022

توصلت دراسة حديثة إلى سبب رغبتنا المستمرة في حيازة المزيد والمزيد من الأشياء المادية.

وتقول الدراسة الجديدة التي قادها باحثون في قسم علم النفس بجامعة برينستون في نيوجيرسي: "من النصوص الدينية القديمة إلى الأدب الحديث، يزخر تاريخ البشرية بالحكايات التي تصف الكفاح من أجل تحقيق السعادة الدائمة".

قال معدّ الدراسة الرئيسي راشيت دوبي من جامعة برينستون: "استلهمت ورقتنا البحثية من النتائج المتعلقة بالسعادة البشرية (خاصة ميلنا إلى الاستمرار بالرغبة في المزيد)، وأردنا تقديم تفسير لهذا السلوك".

ومن المفارقات أنّ السعادة هي واحدة من أكثر المشاعر الإنسانية رواجاً، ومع ذلك فإنّ تحقيقها على المدى الطويل يظل هدفاً بعيد المنال لكثير من الناس.

ويقول الباحثون: "تساعد نتائجنا في تفسير سبب تعرّضنا للوقوع في شرك دائرة من الرغبات التي لا تنتهي، وقد تلقي الضوء على الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، والمادية، والاستهلاك المفرط".

ووفقاً للخبراء، هناك ظاهرتان نفسيتان تعنيان أنّ أدمغتنا تسعى بلا هوادة إلى سلع مادية؛ أولاً: تتأثر السعادة البشرية بظاهرة تُسمّى "المقارنات النسبية"، وهذا يعني أنّنا غالباً ما نهتم بالفرق بين ما لدينا والمستوى المطلوب الذي نرغب في تحقيقه.

ثانياً: يعتمد ما يتطلبه الشعور بالسعادة على توقعاتنا السابقة، ولكنّ هذه التوقعات يمكن أن تتغير بمرور الوقت. وعلى سبيل المثال، إذا تلقينا تجربة ممتعة بشكل خاص، مثل أخذنا في رحلة بحرية، فسنحكم على سعادتنا مقابل توقع الحصول على تجربة مماثلة مرة أخرى.

وقال معدّ الدراسة الرئيسي راشيت دوبي من جامعة برينستون: "استلهمت ورقتنا البحثية من النتائج المتعلقة بالسعادة البشرية (خاصة ميلنا إلى الاستمرار بالرغبة في المزيد)، وأردنا تقديم تفسير لهذا السلوك".

...

وفي تجاربهم، ابتكر الفريق عوامل محاكاة حاسوبية لتمثيل "أدمغة" بشرية حقيقية، وكيف يفكر البشر، وعلمهم "التعلم المعزز".

وأضاف دوبي: "تركز طرق التعلم المعززة على تدريب وكيل (على سبيل المثال، روبوت) بحيث يتعلم الوكيل كيفية تعيين المواقف إلى الإجراءات (على سبيل المثال، تعلم كيفية لعب الشطرنج). والمبدأ التوجيهي لهذه الأساليب هو أنّها تدرب الوكلاء باستخدام المكافآت، فهي تقدّم مكافآت إيجابية للسلوكيات المرغوبة و/ أو المكافآت السلبية للسلوكيات غير المرغوب فيها".

ومنحت بعض العقول "مكافأة" بسيطة، بينما حصل البعض الآخر على مكافأة إضافية عندما اتخذوا قرارات بناء على توقعات سابقة، ومقارنة مكافآتهم مع الآخرين.

ووجد الباحثون أنّ المجموعة الأخيرة كانت أقلّ سعادة، لكنّها تعلمت بشكل أسرع من المجموعة الأولى، وتفوقت عليها في جميع الاختبارات التي أجروها.

اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي للسعادة: كيف تؤثر السعادة على صحتك؟.. دراسات علمية تجيب

ويشير هذا إلى أنّنا سنكون أقلّ سعادة كلما زادت مكافأتنا عند مقارنة أنفسنا بمعايير مختلفة.

وتابع دوبي: "تشير عمليات المحاكاة المعتمدة على الكمبيوتر إلى أنّ لها مزايا، فإذا لم نكن راضين أبداً، فإنّنا مدفوعون باستمرار لإيجاد نتائج أفضل".

وختم: "نحن باستمرار نقلل من قيمة ما لدينا بالفعل، والذي في الحالات القصوى، يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والإفراط في الاستهلاك".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية