ما جديد التطورات الميدانية على الجبهة الأوكرانية؟

ما جديد التطورات الميدانية على الجبهة الأوكرانية؟

ما جديد التطورات الميدانية على الجبهة الأوكرانية؟


27/11/2022

حققت القوات الأوكرانية هدفاً استراتيجياً مهماً، بسيطرتها على منطقة خيرسون الغربية، بعد أشهر من الهجمات الناجحة على المواقع الروسيّة على الجانب الغربي من نهر دنيبرو؛ بهدف تعطيل خطوط الإمداد الروسيّة، وشملت الأهداف الأوكرانية الجسور عبر النهر، وكذلك الطرق والعوامات والصنادل ومناطق الإنزال.

نتج نجاح القوات الأوكرانية في خيرسون، في جزء كبير منه، عن الاستخدام المبتكر لنظام صواريخ هيمارس الدقيق، المقدم من الولايات المتحدة، وفقاً لمعهد دراسة الحرب (ISW)، حيث أدّت الضربات الدقيقة المتعددة باستخدام هيمارس، إلى استحالة إعادة إمداد المواقع الروسيّة على الجانب الغربي من النهر.

وعلى الصعيد الميداني، واصلت القوات الروسية ضرباتها الجوية والصاروخية والمدفعية في الجنوب، واستهدفت مناطق متعددة في مدينة زابوريزهزيا، وبالمقابل قصفت أوكرانيا أيضاً مواقع روسية في منطقة زابوريزهزهيا، وسط أنباء تشير إلى قيام القوات الروسية بتعبئة الرجال بالقوة في ميليتوبول وزابوريزهزيا، وإجبارهم على بناء الخنادق والدفاعات الأخرى.

تغير في التكتيكات الروسيّة

تشن القوات الروسية في الوقت الراهن هجمات برية بالقرب من باخموت وسيفرسك، وتقول كييف إنّها نجحت في صد الهجمات الأخيرة، حيث تركّز القتال العنيف على شبكة الطرق، ويأتي التوغل الروسي الحالي تجاه باخموت، في أعقاب هزيمة كبرى في الشرق، عندما أجبرت الوحدات الروسية على العودة إلى منطقة خاركيف في أيلول (سبتمبر) الفائت. كما انسحبت القوات الروسية من المدن الرئيسية في إيزيوم وكوبيانسك، زاعمة أنّ الانسحاب سيسمح لقواتها بإعادة تجميع صفوفها، وكانت كلتا المدينتين مراكز لوجستية رئيسية للقوات الروسيّة في الدونباس.

وتشمل القوات الروسيّة العاملة في الشرق، على عناصر قتالية روسيّة نظامية، وجنود مرتزقة من فاغنر، ووحدات شيشانية، وأفراد من ما يسمى بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين.

نتج نجاح القوات الأوكرانية في خيرسون، في جزء كبير منه، عن الاستخدام المبتكر لنظام صواريخ هيمارس الدقيق

في وقت سابق من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بدا أنّ روسيا غيرت من تكتيكاتها القتالية، مستهدفة المدن الأوكرانية البعيدة عن خط المواجهة، بضربات صاروخية لأول مرة منذ شهور، واستخدمت القوات الروسيّة طائرات شهيد -136، التي تمّ شراؤها مؤخراً من إيران، وكذلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز.

تسببت الهجمات التي استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا من قبل القوات الروسيّة، في انقطاع التيار الكهربائي في المدن الكبرى، بما في ذلك كييف ولفيف وزابوريزهزهيا وخاركيف

وتسببت الهجمات التي استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا من قبل القوات الروسيّة، في انقطاع التيار الكهربائي في المدن الكبرى، بما في ذلك كييف ولفيف وزابوريزهزهيا وخاركيف، كما شهدت مناطق في غرب البلاد، بما في ذلك لفيف، هجمات صاروخية عنيفة، لكن لم تحاول القوات الروسيّة السيطرة على الأرض واحتلالها.

إجلاء سكان خيرسون

من جهة أخرى، واصلت الحكومة الأوكرانية عمليات الإجلاء الطوعية لسكان مدينة خيرسون الساحلية، التي تمّ تحريرها مؤخراً، حيث غادر أول قطار على متنه 100 شخص، متجهاً إلى مدينة خميلنيتسكي الغربية، وفقاً لوزارة إعادة الإدماج الأوكرانية، التي أضافت في بيان أن من بين السكان الذين "استفادوا من الإخلاء المجاني" 26 طفلاً، وسبعة المرضى، بالإضافة إلى ستة أشخاص يعانون من محدودية الحركة.

السلطات المحلية في خيرسون واصلت حث السكان على مغادرة المدينة المحررة، التي لا تزال بدون كهرباء، قبل أن تنخفض درجات الحرارة أكثر مما هي عليه الآن، كما تتعرّض خيرسون لقصف متجدد، منذ أن أجبرت القوات الروسية على مغادرة الضفة الغربية لنهر دنيبرو.

وبحسب شبكة CNN سيتلقى الأشخاص الذين تم إجلاؤهم الدعم المالي والإقامة والمساعدات الإنسانية، بمجرد وصولهم إلى خميلنيتسكي، وفقاً لمسؤولي المدينة.

دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاتحاد الأوروبي، في 22 تشرين الثاني الجاري، إلى عدم تأخير تطوير وتنفيذ حزمة العقوبات التاسعة ضد روسيا، بسبب حربها في أوكرانيا

بالتزامن مع ذلك، انطلقت حافلات من منطقة خيرسون إلى مدن أوديسا وميكولايف وكريفي ريه، حيث سيتم "إيواء الناس في ملاجئ مجهزة خصيصاً، ثم يتم إجلاؤهم إلى مناطق أكثر أماناً في أوكرانيا بالسيارات.

جدير بالذكر أنّه بعد أسبوعين من انسحابها من مدينة خيرسون الجنوبية، تواصل القوات الروسية قصف المدينة بالمدفعية، ترد أوكرانيا على القوات الروسية بأسلحتها بعيدة المدى، وبحسب مراقبين، يمكن للقوات الأوكرانية الآن أن تضرب عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وربما تدفع تجاه هجوم مضاد بالقرب من شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا في العام 2014.

بدورها، تواصل القوات الروسية إقامة التحصينات الدفاعية، بما في ذلك أنظمة الخنادق، بالقرب من حدود القرم وبعض المناطق بين منطقتي دونيتسك ولوهانسك في الشرق. وفي بعض المواقع، وصلت التحصينات الجديدة إلى 60 كيلومتراً (37 ميلًا) خلف الخطوط الأمامية الحالية، ما يشير إلى أنّ روسيا تستعد لمزيد من الاختراقات الأوكرانية، وفقاً لوزارة الدفاع البريطانية.

زمام المبادرة

قال ميك رايان، الخبير الاستراتيجي العسكري، واللواء المتقاعد في الجيش الأسترالي، في تصريحات لموقع (Apnews) إنّ القوات المسلحة الأوكرانية أخذت زمام المبادرة في هذه الحرب منذ بعض الوقت، لافتاً إلى أنّ عبور النهر ودفع الروس إلى الوراء، سيتطلب تخطيطاً لوجستياً معقداً؛ لأنّ كلا الجانبين نسف الجسور عبر نهر الدنيبر.

تشن القوات الروسية في الوقت الراهن هجمات برية بالقرب من باخموت وسيفرسك

بدوره قال ماريو بيكارسكي، المحلل في وحدة إيكونوميست إنتليجنس يونيت، للموقع نفسه: "هذا ما قطع خطوط إمداد الروس، وهذا أيضاً ما سيجعل أيّ تقدم أوكراني إضافي خارج الضفة اليسرى للنهر أكثر صعوبة".

وفي تطور رئيسي في ساحة المعركة هذا الأسبوع، هاجمت القوات الأوكرانية مواقع روسيّة في كينبورن سبيت، وهي بوابة رئيسية نحو حوض البحر الأسود، بالإضافة إلى أجزاء من منطقة خيرسون الجنوبية، التي لا تزال تحت السيطرة الروسية، حيث إنّ استعادة المنطقة يمكن أن يساعد القوات الأوكرانية على التوغل في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خيرسون، بشكل أقل كلفة مما لو عبرت مباشرة نهر دنيبر؛ فالسيطرة على المنطقة ستساعد كييف على تخفيف الضربات الروسيّة على الموانئ البحرية الجنوبية لأوكرانيا، ما يسمح لها بزيادة نشاطها البحري في البحر الأسود.

الحزمة التاسعة من العقوبات

من جهته، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاتحاد الأوروبي، في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، إلى عدم تأخير تطوير وتنفيذ حزمة العقوبات التاسعة ضد روسيا، بسبب حربها في أوكرانيا، حسبما أفاد راديو أوروبا الحرة. حيث قال: "إنّني أدعو زملائي في الاتحاد الأوروبي، سواء في المفوضية الأوروبية أو بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى تنحية أيّ شكوك جانباً، والبدء في إكمال المرحلة التاسعة من حزمة العقوبات بسرعة".

وتلقت أوكرانيا يوم الثلاثاء الماضي 2.5 مليار يورو (2.57 مليار دولار) شريحة جديدة من المساعدات المالية الكلية من الاتحاد الأوروبي، حسبما قال وزير المالية سيرهي مارشينكو.

مواضيع ذات صلة:

"دافوس" انتهى كما ابتدأ: أوكرانيا ووعود تعافي الاقتصاد

كيف توظّف روسيا الحسناوات لكسب العرب في الحرب ضد أوكرانيا؟

أردوغان يفعلها مجدداً: حسابات الربح والخسارة من الحرب في أوكرانيا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية