ما العقوبات التي رفعتها أمريكا عن إيران؟ ومتى ستُستأنف مفاوضات فيينا؟

أكد المبعوث الأمريكي لدى إيران، روبرت مالي، أنّ العودة إلى طاولة المفاوضات مع طهران في فيينا باتت قريبة جداً.

وكشف مالي في مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي" أنّ الإدارة الأمريكية لا تعتزم رفع كافة العقوبات عن طهران، على الرغم من التفاهم على رفع العديد منها، موضحاً أنّ بعض العقوبات المفروضة على طهران سابقاً لا تتعلق بالاتفاق النووي، وإنّما بسلوكها، في إشارة إلى دعم الميليشيات في المنطقة.

إلى ذلك، قال: إنّ المفاوضين سيعودون إلى فيينا الأسبوع المقبل، دون أن يحدد يوماً بعينه، مضيفاً: "أنّ هذا يدلّ على اعتقاد الإدارة الأمريكية وبقية المفاوضين أنّ الاتفاق لم يتحول تماماً إلى جثة هامدة بعد".

مالي: الإدارة الأمريكية لا تعتزم رفع كافة العقوبات عن طهران، على الرغم من التفاهم على رفع العديد منها

أمّا في حال عدم التوصل إلى توافق، فقد أشار إلى أنّه سيتعين حينها التفكير بطرق أخرى للتعامل مع برنامج طهران النووي.

وفي السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية: إنّ إدارة بايدن أعادت أمس إعفاء إيران من العقوبات مع دخول المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 المرحلة النهائية.

وكان هذا الإعفاء يسمح للشركات الروسية والصينية والأوروبية بتنفيذ عمليات لا تتعلق بالانتشار النووي في المواقع النووية الإيرانية، وألغت الولايات المتحدة هذا الإعفاء في 2019 و2020 خلال حكم إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

يشار إلى أنّ المتحدث الرسمي الأوروبي بيتر ستانو كان قد أعلن أول من أمس أنّ مفاوضات الملف النووي ستُستأنف في العاصمة النمساوية خلال أيام، دون أن يحدد يوماً بعينه.

مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية: الإعفاء يسمح للشركات الروسية والصينية والأوروبية بتنفيذ عمليات لا تتعلق بالانتشار النووي في المواقع الإيرانية

وكانت طهران قد أعلنت مطلع الأسبوع الجاري أنّ هناك بعض النقاط العالقة، ممّا أبطأ التقدم على طاولة التفاوض، وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي يوم الإثنين الماضي: إنّ المحادثات شهدت "تقدّماً ملموساً" خلال الأسابيع الـ3 الماضية، إلا أنّه لفت إلى أنّ ما وصفه بتقاعس الطرف الآخر أدى إلى إبطاء التقدم في بعض الجوانب، داعياً إلى "إسراع الخطا، وتقديم المبادرات".

وأضاف قائلاً: "إذا لم يطلب الطرف الآخر أيّ مطالب خارج الاتفاق النووي، فيمكن التوصل سريعاً إلى تفاهم".

إلى ذلك، حثّ الوفود الغربية على العودة إلى فيينا بالقرارات الصائبة، وقال: "على واشنطن اتخاذ القرارات اللازمة لتسريع التوصل إلى اتفاق مستدام وجدير بالثقة".

مسؤولون أمريكيون وأوروبيون يؤكدون أنّ جلسات فيينا ستُستأنف خلال الأسبوع المقبل دون تحديد يوم معيّن

يُذكر أنّ الولايات المتحدة، فضلاً عن دبلوماسيين غربيين مشاركين في المفاوضات التي انطلقت بجولتها الـ8 في كانون الأول (ديسمبر) الماضي (2021)، كانوا قد حذّروا طهران مراراً من نفاد الوقت، وأكدوا أنّ الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة في إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب عام 2018، إلا أنّ السلطات الإيرانية ما تزال تتمسك ببعض الشروط التي تشكّل عقبة كبيرة أمام التوصل إلى حل، ومنها طلب تقديم ضمانات على عدم انسحاب الإدارة الأمريكية من أيّ اتفاق جديد يُبرم، فضلاً عن رفع كافة العقوبات التي فرضت عليها، لا سيّما تلك التي تتعلق بالإرهاب.