اتهم مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ماكماستر قطر وتركيا باعتبارهما “الراعيتين والممولتين الأساسيتين” للأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة التي تستهدف المصالح الغربية وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال ماكماستر إن “الأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة تشكل تهديدا خطيرا لجميع الشعوب المتحضرة”، معترفا بأنها لم تشكل في السابق أولوية بالنسبة للكثيرين في الغرب، الذي لم يفهم الإسلام السياسي بشكل معمق.
وأكد “لم نول اهتماما كافيا لهذه الأيديولوجيا المتطرفة التي أسستها ودعمتها جمعيات خيرية ومدارس ومنظمات اجتماعية أخرى”.
وفي حين أشار ماكماستر إلى دعم السعودية لبعض هذه المنظمات قبل عقود، فقد ركز هذه المرة على قطر وتركيا بوصفهما مؤيدتين رئيسيتين للتطرف في المرحلة الحالية.
وأكد، في لقاء جمعه بنظيره البريطاني مارك سيدويل، خلال مؤتمر استضافه “مركز أبحاث السياسات في واشنطن”، أن مشاكل تركيا المتزايدة مع الغرب كانت نتيجة لصعود حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكشف ماكماستر عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيطرح استراتيجيته للأمن القومي الاثنين المقبل.
وأضاف أن إدارة ترامب تلتزم بمحاربة أيديولوجيات وتمويل التطرف، مشيرا إلى المركز الذي أنشئ خلال زيارة الرئيس الأميركي للمملكة العربية السعودية في مايو الماضي. وأكد ماكماستر “مشكلة كبيرة عندما تصب أيديولوجيا التطرف الإسلامي لخدمة مصالح تنظيمات الإسلام السياسي”.
وفي الوقت الذي أكد فيه على عدم تشابه كل فروع الإخوان المسلمين في ما بينها، فقد حث على بناء مجموعات معارضة تحترم الحريات الفردية لتجنب ظهور نموذج “مرسي آخر” في إشارة إلى الرئيس المصري المنتمي إلى الإخوان المسلمين محمد مرسي الذي أطاح به الجيش عام 2013، إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وقال ماكماستر إن تنظيم الإخوان المسلمين كان يدير الأمور سرا، واستغل أحزاب وجماعات المعارضة لصالحه بعد سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011.
أما النموذج الآخر الذي قرنه ماكماستر بالإخوان المسلمين فهو حزب العدالة والتنمية التركي، إذ قال “العمل من خلال المجتمع المدني، يعزز من سلطة الحزب الواحد، للأسف هذه هي مشكلة أخرى تواجه تركيا في علاقتها بالغرب”.
وفي ما يتعلق بإيران، وصف ماكماستر الحكومة في طهران بأنها “نظام محتال وقوة إقليمية رجعية”، قائلا “نحن بحاجة إلى محاربة النشاط المزعزع للاستقرار خصوصا في سوريا”، فضلا عن “أننا بحاجة أيضا إلى عرقلة دعم وكلائها في المنطقة”.
ودعا إلى إقرار بعض العقوبات الأخرى على إيران خارج إطار الاتفاق النووي، والتخلي عن نهج الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي “حول الاتفاق النووي نفسه إلى نقطة محورية ووحيدة للاستراتيجية الأميركية تجاه إيران”.
ومن المتوقع أن تعطي إدارة ترامب الأولوية في الاستراتيجيا التي ستعلن الأسبوع المقبل لأربعة مصالح أميركية حيوية “أوّلها حماية الوطن والشعب الأميركي، ثم الازدهار الأميركي، والحفاظ على السلام من خلال ممارسة القوة، والنهوض بالنفوذ الأميركي”.
وقال الجنرال ماكماستر إن هذه الاستراتيجيا ستواجه ثلاث عقبات كبيرة ستشكل تهديدا مباشرا للمصالح الأميركية على مستوى العالم، اثنتان منها كان لهما تأثير كبير على منطقة الشرق الأوسط.
وينظر البيت الأبيض إلى الصين وروسيا على أنهما “قوى رجعية” تتعدى على حلفاء الولايات المتحدة وتقوض النظام الدولي. ومن أوجه الخطر الأخرى التي تناولها ماكماستر في حواره هي دول مارقة مثل إيران وكوريا الشمالية “اللتين تدعمان الإرهاب وتسعيان إلى التسلح بأسلحة الدمار الشامل”.
أما التهديد الثالث فيأتي من المنظمات الإسلامية المتطرفة.
ووجه ماكماستر أيضا انتقادا لاذعا إلى روسيا، حيث قال “نواجه الآن تهديدا من روسيا في ما يسمى أيضا بحرب الجيل الجديد. وهي حملات معقدة جدا تهدف إلى التخريب والتضليل، ونشر الدعايات المضللة، وذلك باستخدام عدة وسائل تعمل عبر المجالات المتعددة التي تحاول تقسيم مجتمعاتنا داخل دولنا”.
وأكد أيضا على أن الولايات المتحدة لا تسعى إطلاقا إلى تغيير النظام في كوريا الشمالية “هذه ليست سياستنا، كل ما نريده فقط هو نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”.
عن صحيفة "العرب" اللندنية