ماذا تعرف عن اليوم العالمي الخالي من السيارات؟.. صور

ماذا تعرف عن اليوم العالمي الخالي من السيارات؟.. صور


22/09/2021

يصادف اليوم، 22 أيلول (سبتمبر) اليوم العالمي دون سيارات، الهادف إلى تشجيع الناس على استخدام وسائل النقل العامة والدراجات والمشي للوصول إلى أعمالهم، كمبادرة للتوعية بقضايا البيئة وأهمية المحافظة عليها ومخاطر الضوضاء والأزمات والتلوّث على جودة الحياة.

وتُشارك معظم المدن العالمية في هذا الحدث، الذي تدعو إليه المنظمات والجمعيات المعنية بالمحافظة على البيئة، حيث تتفاوت المشاركة بين حظر تجوال السيارات في مراكز المدن لساعات محددة واستبدالها بالدراجات الهوائية أو وسائل النقل العمومية، فيما تكتفي مدن أخرى بحث مواطنيها على عدم استخدام السيارات دون حظر، أو إقامة نشاطات مُحدّدة من شأنها التوعية بأهمية هذا اليوم.

اقرأ أيضاً: نظام خامنئي يدمر البيئة.. حقائق مروعة تهدد الحياة في إيران

وتحوّل اليوم العالمي دون سيارات إلى منبر عالمي للتوعية بقضايا البيئة، سيما في الدول المُتقدّمة، لكنّ صداه ما يزال ضعيفاً في الدول النامية؛ لعدم وجود منظومة مواصلات قوية يلجأ إليها المواطنون بدلاً من السيارات الخاصة وسيارات الأجرة، ناهيك عن أنّ وسائل المواصلات في غالبها ليست صديقة للبيئة أصلاً، كما أنّ الطبيعية الجغرافية والمعمارية لبعض المدن تجعل التنقّل عبر الدراجة مسألة صعبة وتكاد تكون مستحيلة.

أصل اليوم العالمي بدون سيارات

رغم إقراره رسمياً في معظم الدول الأوروبية واعتماده من قبل الأمم المُتحدّة عام 2000، إلّا أنّ المبادرات لإقامة أيام بلا سيارات بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، وتعود تحديداً إلى عام 1956 بعد قرار مصر تأميم قناة السويس، حيث عانت آنذاك عدد من الدول الأوروبية من أزمة في الوقود، دفعتها لاتخاذ إجراءات صارمة للحد من استعمال السيارات.

اليوم الخالي من السيارات عام 2005، بروكسيل

وبدأت الإجراءات هذه مع إقرار كل من بلجيكا وهولندا وسويسرا يوماً واحداً في الأسبوع دون سيارة في الفترة من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1956 إلى كانون الثاني (يناير) عام 1957، كمحاولة لتخفيف استهلاك النفط واستخدام السيارات، بالإضافة إلى تخفيف الزحام والضجيج والضوضاء والحفاظ على البيئة.

وقد عادت الدعوة لإقامة أيام دون سيارات مع أزمة النفط عام 1973، حين أعلن أعضاء منظمة الدول العربية المُصدّرة للبترول (أوبك) حظراً نفطياً، يقضي بقطع إمدادات النفط عن الولايات المتحدة والدول التي تدعم إسرائيل في صراعها مع سوريا ومصر والعراق، بهدف دفعهم لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967. 

المبادرات لإقامة أيام بلا سيارات بدأت عام 1956 بعد قرار مصر تأميم قناة السويس، حيث عانت آنذاك عدد من الدول الأوروبية من أزمة في الوقود

وفي تشرين الأول (أكتوبر) عام 1994، انطلقت دعوات منظمة لنشاطات الأيام الخالية من السيارات، وذلك خلال المحاضرة الافتتاحية التي ألقاها المُلحّن إريك بريتون في المؤتمر الدولي للمدن المنفتحة والذي عُقد في مدينة توليدو الإسبانية، تحت عنوان "إستراتيجية فعّالة لتقليص الاعتماد على السيارات في المدن". 

ومنذ ذلك العام بدأت المدن العالمية في تنظيم الأيام الخالية من السيارات، حيث نُظمت الأيام الأولى في مدينة ريكيافيك الآيسلندية، وفي مدينة باث البريطانية، ولاروشيل الفرنسية.

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب اعتقال إيران لعلماء البيئة؟

وفي عام 1995، تمّ تأسيس جمعية للأيام العالمية الخالية من السيارات والتي تهدف إلى دعم الأيام الخالية من السيارات عبر العالم.

اليوم الشهري الخالي من السيارات عام 2010 - جاكارتا

ودشّنت نقابة النقل البيئية في بريطانيا حملة وطنية للتوعية بأهمية التخفيف من استخدام السيارات، عام 1997، لتتبعها فرنسا عام 1998، من خلال حملة وطنية عنوانها: "المدينة.. دون سيارتي"، قبل أن تُقرّها المفوضية الأوروبية عام 2000، وقد عملت المفوضية على توسيع البرنامج ليُصبح "أسبوع التنقل الأوروبي".

وتحوّلت الأيام الخالية من السيارة إلى حدث عالمي عن طريق برنامج يوم التخلي عن السيارات العالمي والذي أطلقته كاربسترز، حيث صار اسمها شبكة اليوم الخالي من السيارات العالمية، وفي نفس العام تم إطلاق برنامج اليوم الخالي من السيارات التعاوني وشبكة يوم الأرض وتعاونية أيام العالم الخالية من السيارات.

أقرّت وزارة النقل التونسية خطوطاً مجانية لنقل المواطنين من الساعة الخامسة وحتى العاشرة صباحاً، في إطار المشاركة في اليوم العالمي دون سيارات 

يُذكر أنّ بعض الدول أخذت اليوم العالمي دون سيارات أبعد من مجرد يوم أو أسبوع في العام، حيث أقامت العاصمة الإندونيسية جاكرتا في أيلول (سبتمبر) عام 2009 يومها الخالي من السيارات، من خلال إغلاق الشارع الرئيسي ومنع السيارات من دخوله، في ظل دعوة للمشاة المحليين لممارسة تدريباتهم ونشاطاتهم في الشوارع، وقد سيطرت الرياضات الصباحية والألعاب الاحتفالية والركض وركوب الدراجات وكرة الريشة والكاراتيه وعزف الموسيقى على الطريق في ذلك اليوم، ليصبح اليوم الخالي من السيارات حدثاً يُقام بشكل شهري (في يوم الأحد الأخير من كل شهر) في الشارع الرئيسي لجاكرتا.

مشاركة تونسية

أعلنت الجمهورية التونسية أنّها ستشارك هذا العام في اليوم العالمي دون سيارات، حيث دعت وزارة النقل التونسية منسوبيها إلى التخلي عن سياراتهم الخاصة.

ونشرت الوزارة بياناً عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دعت فيه العاملين في قطاعاتها كافة إلى الذهاب إلى عملهم عبر وسائل النقل العامة أو بواسطة الدراجة في اليوم العالمي بدون سيارات.

دعت وزارة النقل التونسية منسوبيها إلى التخلي عن سياراتهم الخاصة

وتتطلّع الوزارة لانخراط المؤسسات الحكومية جميعها في اليوم هذا للتقليص من استعمال السيارات الإدارية والخاصة، بهدف الحد من استهلاك الطاقة والمشاركة الفعلية في الحفاظ على سلامة البيئة، مؤكدة أنّها "تهدف إلى رفع الوعي بأهمية تقليص نسبة تلوث الهواء في المدن ذات الكثافة السّكانية العالية".

وفي هذا الإطار، أقرّت وزارة النقل خطوطاً مجانية لنقل المواطنين، اليوم الأربعاء، من الساعة الخامسة وحتى العاشرة صباحاً. وقالت الوزارة إنّها أبلغت شركات النقل الحكومية براً وعبر القطارات بهذا القرار.

وزير النقل التونسي: احتفال تونس باليوم العالمي من دون سيارات هو مناسبة لتجديد علاقة المواطن وتشجيعه على التّأقلم مع ظروف النّقل العمومي

وكان وزير النّقل معز شقشوق قد التقى، في وقت سابق، أعضاء "الجمعية التونسية للتشجيع على استعمال الدراجات" وهي جمعية غير حكومية.

وقال شقشوق إنّ "احتفال تونس باليوم العالمي من دون سيارات هو مناسبة لتجديد علاقة المواطن وتشجيعه على التّأقلم مع ظروف النّقل العمومي".

المغرب أيضاً

ذكرت وسائل إعلام مغربية أنّ عاصمة المغرب، الرباط، تستعد لتنظيم يوم خاص خالٍ من السيارات في 3 تشرين الأول (أكتوبر) المُقبل.

عادت الدعوة لإقامة أيام دون سيارات مع أزمة النفط عام 1973 حين أعلنت (أوبك) حظراً نفطياً يقضي بقطع الإمدادات عن أمريكا والدول المؤيدة لإسرائيل

وتأتي هذه المبادرة بجهود من جمعية "شباب القرن 21"، التي نظّمت هذه المبادرة بتنسيق مع السلطات المحلية للمدينة، وهي ليست الأولى من نوعها في المغرب، حيث نظّمت جمعية "شباب القرن 21" تظاهرات في العاصمة الرباط على مدار 4 أعوام خلال اليوم العالمي دون سيارات من خلال وقف السير في شارع محمد الخامس، وهو واحد من أكبر شوارع الرباط، لبضع ساعات.

اقرأ أيضاً: منظمة حقوقية تكشف عدد ضحايا البيئة وأسباب قتلهم

وقالت الجمعية عبر صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي إنّ التظاهرة هذه "التي تطفئ هذا العام شمعتها الرابعة، جعلت مدينة الأنوار تكتب اسمها بين كبريات المدن العالمية على غرار باريس وبروكسيل، التي تحتفل بهذا اليوم العالمي".

يُذكر أنّ الأمم المتحدة، كانت قد حذرت من المخاطر البيئية والصحية الناتجة عن تلوث الهواء، مشيرة إلى أنّ حوالي 90 بالمئة من سكان الأرض يستنشقون هواءً ملوثاً، ضاراً بصحتهم، خلال حياتهم اليومية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية