لماذا يصر الكيان الصهيوني على التصعيد في غزة؟

لماذا يصر الكيان الصهيوني على التصعيد في غزة؟

لماذا يصر الكيان الصهيوني على التصعيد في غزة؟


26/10/2023

نورة صالح المجيم

أسبوعان متواصلان منذ عملية طوفان الأقصى المجيدة، لم تتوقف غارات الكيان الصهيوني الوحشية على قطاع غزة. والتي حولت القطاع إلى مأساة إنسانية مفجعة. ويصر الكيان الصهيوني على هذا التصعيد، والذي يبدو أنه لم يتوقف، وقد يدفع المنطقة برمتها إلى حافة الهاوية، لأسباب شتى مجتمعة.

بحسب مسؤولين وكتاب صهيونيين مرموقين، مثلت عملية طوفان الأقصى أكبر إهانة للكيان الصهيوني منذ زرعه غصبا في المنطقة. وذلك لعدة اعتبارات من بينها حجم القتلى والأسرى، وطبيعة مرتكب طوفان الأقصى وهو «حماس»، حركة المقاومة التي لا تضاهي قدراتها قدرات أصغر الجيوش النظامية في العالم. ومن ثم، فالتصعيد الصهيوني الوحشي المستمر كان متوقعاً من باب رد كرامة الأسد الجريح، حتى ولو على حساب المدنيين الأبرياء في غزة. فقادة الكيان الصهيوني لا مفر أمامهم سوى التصعيد الوحشي لامتصاص الرأي العام الصهيوني الغاضب بشدة، لا سيما على خلفية العدد الكبير من الأسرى الذي قد ناهز الـ 220 أسيرا.

وبالنسبة لقادة الكيان الصهيوني، وعلى رأسهم نتانياهو، لا مفر أمامهم أيضا من التصعيد، لإنقاذ أنفسهم من الحساب الداخلي العسير على فشلهم الذريع، والذي لم يأت حينه بعد. فطوفان الأقصى، وهو ما تعلمه النخبة الحاكمة في الكيان الصهيوني جيدا، سيقضي على الأرجح على مستقبلهم المهني والسياسي للأبد، خاصة نتانياهو. هذا بالإضافة إلى احتمالية محاكمتهم جنائيا على الإهمال والفشل العسكري والاستخباراتي الذريع.

التصعيد أيضا، وهذا مهم جدا للكيان الصهيوني، رسالة صهيونية واضحة لحركات المقاومة الأخرى في المنطقة، وخاصة «حزب الله» مفادها واضح، ستلقون نفس مصير غزة إذا كنتم تنون القيام بعمليات ضد الكيان الصهيوني بحجم طوفان الأقصى في المستقبل. وفي سياق ذلك، ربما يريد الكيان الصهيوني إضعاف روح المقاومة على نحو عام، بل ربما تحويل الضغط واللوم الداخلي «الشعب الفلسطيني» والخارجي على حماس ذاتها، بحسبان أنه لولا طوفان الأقصى لما اقترف الكيان الصهيوني كل تلك الجرائم الوحشية في غزة وسط صمت إقليمي ودولي. ونأتي على الهدف الاستراتيجي الأهم للكيان الصهيوني من وراء التصعيد الرهيب، والذي يتجاوز مستوى النخبة الحاكمة في تل أبيب. وهو الاستعداد لغزو بري مدعوماً بضربات جوية لضرب الأنفاق التي تحتمي فيها حماس أملا في تصفية حماس.

يصعد الكيان الصهيوني ضرباته ضد المدنيين في غزة أملا في دفعهم نحو الجنوب على الحدود مع مصر، وهذا الأمر لا يخفى على أحد، وألمح إليه الكيان الصهيوني وبعض الأطراف الأخرى بشكل غير مباشر.

ويشي ذلك بأن الكيان الصهيوني يسعى إلى غزو بري في قطاع خال من السكان، حتى تسهل مهمته في تعقب عناصر المقاومة حماس وقادتها أو يتفادى ما يسمى حروب الشوارع، حيث ان غزة مستنقع رهيب لأية قوة برية، وكابوس صهيوني مزعج على حسب قول قادة الكيان الصهيوني السابقين، وأيضا، يقلص من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة ليتفادى ضغوطا دولية، كذلك إعادة التمركز العسكري في غزة، أي ما قبل انسحابه من القطاع في عام 2000. ويقتضي ذلك إخلاء القطاع من المدنيين حتى لا تتحول غزة إلى كابوس جديد يجبر الكيان الصهيوني على الانسحاب مرة أخرى.

الغزو البري في القطاع سيناريو مؤكد بنسبة %99، هناك أدلة متعددة تدعمه، بخلاف التصعيد الوحشي، يكفي ذكر أهمها وهو الأوامر الأميركية بتحريك أكبر حاملة طائرات لها إلى شرق المتوسط في المناطق القريبة من غزة. وهدف ذلك، دعم ظهر الكيان الصهيوني في سيناريو الغزو البري ضد ضربات انتقامية محتملة خاصة من قبل إيران أو وكلائها. وشاهد آخر قوي تم تسريبه من مصادر أميركية هو تزويد الكيان الصهيوني بقنابل ذكية تم تجريبها في أفغانستان، تستطيع اختراق أعماق الأرض، وذلك لضرب الأنفاق والمخابئ الأرضية لحماس.

عن "القبس"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية