لقاء الحوثي ونصر الله.. "ابتسامة" إيرانية على ركام بيروت وصنعاء

لقاء الحوثي ونصر الله.. "ابتسامة" إيرانية على ركام بيروت وصنعاء

لقاء الحوثي ونصر الله.. "ابتسامة" إيرانية على ركام بيروت وصنعاء


21/09/2022

بابتسامة صفراء، نشر الإعلام الإيراني، الجمعة، صورة استقبال زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله لناطق جماعة الحوثي في اليمن محمد عبدالسلام بالعاصمة اللبنانية بيروت، التي شهدت في ذات اليوم أقسى مشاهد الفوضى المعبرة عن حجم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد منذ أشهر.

فخلال ساعات اقتحم مئات اللبنانيين 7 مقرات لبنوك لسحب ودائعهم المجمدة جراء الأزمة المالية التي يعاني منها الاقتصاد في لبنان، وعلى إثر ذلك أعلنت جمعية المصارف إقفال كافة البنوك في البلاد، لمدة 3 أيام.

وجاء ذلك بعد يومين من حادثة إقدام شابة تدعى سالي حافظ على اقتحام مصرف في بيروت مهددة بالسلاح، الذي تبين لاحقاً أنه مجرد لعبة، من أجل المطالبة بالحصول على أموالها التي حجزها المصرف، بهدف معالجة شقيقتها المصابة بسرطان في الرأس، في حادثة أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

ويعاني الاقتصاد في لبنان من انهيار شبه كامل، وتخطّى الدولار الأمريكي عتبة 37 ألف ليرة في السوق السوداء، وسط تحذير أممي من انهيار تام للدولة في لبنان، وصدم الشارع العربي في الأسابيع الماضية بصورة تزاحم اللبنانيين أمام المخابز للحصول على الرغيف في أقسى المشاهد المعبرة عن الأزمة التي يعيشها لبنان الذي كان يطلق عليه اسم "سويسرا الشرق".

الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان ليست إلا انعكاساً للأزمات السياسية التي يعاني منها البلد خلال العقد الأخير، بلغت حد عرقلة تشكيل حكومة لنحو 13 شهراً، وتعمقت الأزمة عقب الانتخابات البرلمانية في مايو الماضي والتي خسر فيها حزب الله وحلفاؤه الأغلبية فيه، في حين يتخوف المراقبون من الوصول إلى الفراغ الرئاسي بانتهاء فترة الرئيس الحالي ميشيل عون في 31 من أكتوبر القادم.

أزمة يجمع المراقبون على تحميل مسئوليتها لحزب الله أكبر ذراع لإيران في المنطقة العربية، جراء استقوائه بسلاح مليشياته لفرض سيطرته على الحكم في لبنان لصالح مشروع ولاية الفقيه الإيرانية، وهو ما تفاخر به نصرالله علناً لأكثر من مرة.

ذات الدور والأثر الذي يلعبه الحزب في لبنان، تمارسه جماعة الحوثي في اليمن والتي تعد أحدث أذرعة إيران في الدول العربية، منذ انقلابها على السلطة في 2014م وإشعالها الحرب في اليمن في مارس 2015م وما أحدثته من دمار في البلد على مختلف المستويات، كان أشدها بالجانب الاقتصادي الذي ألحق الضرر باليمنيين أكبر مما ألحقته قذائف الحرب ورصاص المعارك.

وتقدم أحدث التقارير الأممية صورة مقربة لهذا الوضع الكارثي، لعل أبرزها ما صدر من تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" من تحذير شديد اللهجة من خطر المجاعة لمناطق سيطرة المليشيات جراء ما تعيشه من أزمة حادة في انعدام الأمن الغذائي.

ورغم المشهد الإنساني الصعب، لا تزال جماعة الحوثي تعرقل المساعي الأممية والدولية النشطة خلال الأشهر الماضية بهدف التوصل إلى اتفاق دائم لإطلاق النار والبدء بعملية تفاوض سياسية لإحلال السلام وإنهاء الصراع في اليمن، بل إن تعنتها في تطبيق التزاماتها في الهدنة الحالية يهدد بنسفها.

التعنت الذي تبديه مليشيا ذراع إيران يعود إلى ربط قرارها بالتوجيهات التي تصلها من طهران، ففي حين رفضت المليشيا كل مبادرات السلام والهدنة منذ 2015م، جاء قبولها للهدنة مطلع هذا العام تنفيذاً لقرار إيراني بتهدئة الملف اليمني كبادرة حسن نية تقدمها إلى أمريكا لإنجاح المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي، أي أن موقف الحوثي من تمديد الهدنة وبقائها مرهون أيضاً بما تقرره إيران.

وهو ما تؤكده اللقاءات الأخيرة لناطق الحوثي محمد عبدالسلام التي تأتي في ظل الحديث عن تمديد طويل للهدنة لستة أشهر مع إضافة بنود أخرى، ليتوجه الرجل إلى طهران مطلع الأسبوع والتقى مسئولين إيرانيين من بينهم وزير الخارجية، ويطير بعدها إلى بيروت للقاء زعيم حزب الله الذي يتولى الإشراف المباشر على جماعة الحوثي بتكليف من طهران، لتقرر هذه اللقاءات موقف الجماعة من تمديد الهدنة.

عن "نيوز يمن"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية