لعنة (غالكسي ليدر) تلاحق الحوثيين

لعنة (غالكسي ليدر) تلاحق الحوثيين

لعنة (غالكسي ليدر) تلاحق الحوثيين


23/01/2024

تداول ناشطون يمنيون مقطع فيديو قالوا إنّه يثبت علاقة إيران بالهجمات التي تشنها الميليشيات على السفن التجارية المارة في المياه الدولية بالبحر الأحمر.

ونشرت وكالة (مهر) الإيرانية مقطع فيديو لقيام الحوثيين برفع صور القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وقائد الحشد الشيعي العراقي مهدي المهندس، على متن الباخرة المحتجزة (غالكسي ليدر)، والتي حولتها الميليشيات إلى موقع لتنظيم الفعاليات الاستعراضية.

وتعليقاً على الفيديو، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني في تصريح صحفي نقلته وكالة (سبأ) الرسمية: إنّ المشاهد التي بثتها الوكالة الإيرانية لرفع ميليشيات الحوثي صور سليماني والمهندس، على متن السفينة (غالاكسي ليدر) المختطفة منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ليست مجرد حدث عابر، فهذه الأحداث تقع في المياه الاستراتيجية للبحر الأحمر، ممّا يؤكد الأهمية الجغرافية والتأثير على الأمن الإقليمي والتجارة العالمية.

وأوضح أنّ رفع صور سليماني والمهندس، وكلاهما من الرموز البارزة في النشاطات الإقليمية الإيرانية، يؤكد ما قلناه منذ اللحظة الأولى أنّ النظام الإيراني يقف خلف عمليات القرصنة وتهديد الأمن البحري، ويُبرز العلاقة المباشرة بين الحوثيين وطهران، ويُظهر أنّ الحوثي ليس سوى أداة بيد إيران، تُستخدم لتحقيق أهدافها الإقليمية، وأنّ القضية الفلسطينية ونصرة غزة تُستغل كذريعة للتغطية على الأعمال الإرهابية التي تمارسها إيران في المنطقة.

 وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني

من جهته، أشار الصحافي والحقوقي همدان العليي، في تدوينة على منصة (إكس)، إلى ارتباط هذا الفيديو بالمعلومات التي نشرتها وكالة (رويترز) بشأن وجود قيادات من الحرس الثوري وحزب الله في صنعاء لتوجيه عمليات البحر الأحمر الحوثية، وفق ما نقل موقع (مأرب نيوز).

بدوره، علّق الصحافي ياسر اليافعي على الفيديو قائلاً: "بالطبع هي رسالة إيرانية واضحة، نحن نقف خلف فوضى البحر الأحمر، وما الحوثيون إلا أدوات تنفذ وترفع الصور".

ولعنة (غالكسي ليدر) التي تحولت إلى مصدر دخل لجماعة الحوثي مالياً ودعائياً، لم تتوقف عند كشف علاقة إيران بالجماعة الانقلابية، بل تجاوزتها لحصد أرواح عدد كبير من اليمنيين.

 

ناشطون يمنيون ينشرون مقطع فيديو لقيام الحوثيين برفع صور سليماني والمهندس على متن الباخرة المحتجزة (غالكسي ليدر).

 

فبعد تحويلها إلى مزار سياحي مع استغلال فضول السكان الخاضعين للجماعة ورغبتهم في الصعود على متنها، وقع الكثير من حوادث الغرق التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين.

ووفق صحيفة (الشرق الأوسط)، فإنّه خلال الأسبوع الماضي تسببت السفينة في وفاة (4) يمنيين غرقاً، في حادثتين منفصلتين، خلال زيارتهم لها، إلا أنّ ذلك لم يمنع استمرار تدفق الزوار على السفينة وتنظيم الجماعة فعالياتها على ظهرها، في حين يتداول السكان أحاديث عن وقوع الكثير من حوادث الغرق غير المعلَن عنها جراء القبضة الأمنية للجماعة.

وحسب المصادر، فقد توفي (3) موظفين في إحدى شركات الصرافة في محافظة إب (193) كيلو متراً جنوب صنعاء، غرقاً في البحر الأحمر قبالة ميناء الصليف الواقع إلى الشمال من مدينة الحديدة، في حادثة انقلاب زورق كان يقلهم من الساحل إلى السفينة (غالاكسي ليدر)، بسبب الرياح الشديدة، وذلك خلال رحلة سياحية جرى تنظيمها لموظفي الشركة.

وفي حادثة أخرى، توفيت امرأة غرقاً خلال رحلة إلى السفينة، وتعددت الروايات حول وفاتها، ففي حين تقول إحداها إنّ الضحية وقعت وزوجها من على متن الزورق الذي كان يقلهما في طريقهما إلى السفينة، واستطاع زوجها النجاة بنفسه، تقول رواية ثانية إنّ قدمها انزلقت من على حافة السفينة بعد الصعود على متنها، ولم يتمكن أحد من إنقاذها.

اختطاف السفينة تسبب بشكل غير مباشر بالهجمات التي تشنها أمريكا وبريطانيا على مواقع تابعة للحوثيين

وتحدث شهود عيان ممّن زاروا السفينة أنّه جرى أخيراً منع النساء من الصعود إليها، والسماح لهنّ بالاكتفاء بمشاهدتها من على ظهر الزوارق فقط، ويقتصر الصعود على الرجال فقط، وذلك بعد أن تم تكليف عدد من الغواصين بمهام إنقاذ من يسقطون من على ظهر السفينة، ممّا يرجح وقوع عدد كبير من حوادث السقوط والغرق غير المعلن عنها.

وقبل منع النساء من الصعود إلى السفينة، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر سقوط القيادية في الشرطة النسائية الحوثية (الزينبيات) المعروفة باسم أم أحمد الخولاني، في مياه البحر خلال تنظيم صعود النساء إلى السفينة، ولم يتم الكشف عن مصيرها حتى الآن.

وترجّح مصادر مطّلعة في محافظة الحديدة أنّ عدد الضحايا والحوادث أكبر من المعلن عنه، مع وجود تعتيم إعلامي على تلك الحوادث، خوفاً من أن يؤدي الإعلان عنها إلى تراجع الإقبال على زيارة السفينة، خصوصاً مع نشاط الرياح وارتفاع الأمواج خلال هذه الفترة، إلى جانب عدم وجود وسائل حماية على ظهر السفينة تمنع الزوار من الانزلاق والوقوع في البحر.

هذا، وتُستخدم السفينة الإماراتية (روابي) التي اختطفتها الميليشيات الحوثية مطلع العام قبل الماضي، وغيَّرت اسمها إلى (عقبان) في نقل الزوار إلى السفينة الجديدة، بعد أن كانت تستخدمها لأغراض النقل بين ميناءي الصليف والحديدة.

 

الارياني: رفع صور سليماني والمهندس يؤكد ما قلناه منذ اللحظة الأولى أنّ النظام الإيراني يقف خلف عمليات القرصنة وتهديد الأمن البحري.

 

يُذكر أنّ الجماعة الحوثية اختطفت السفينة (غالاكسي ليدر) في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مبررةً ذلك بالرد على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد تلقيها معلومات استخباراتية عن ارتباط شخصية إسرائيلية بالسفينة، وتعهدت بمنع كل السفن الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر، قبل أن تبدأ باستهداف السفن التجارية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة.

وتنظم الجماعة فعاليات متنوعة على سطح السفينة المختطفة، بغرض الدعاية لصالح هجماتها وعملياتها في البحر الأحمر، وتتضمن الفعاليات بث خطابات لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وإلقاء عدد من قادتها خطابات للتنديد بالغرب، والمطالبة بمناصرة الجماعة في حربها المزعومة لنصرة أهالي القطاع المحاصر، فضلاً عن رفع صور القادة الإيرانيين على متنها.

وبمجرد الإعلان عن تحويل السفينة إلى مزار سياحي؛ تدفق الآلاف من مختلف المناطق والمحافظات القريبة لزيارتها، في الوقت نفسه الذي تنظم فيه الجماعة زيارات لأنصارها ومقاتليها إلى السفينة.

وقد استمرت اللعنة، حيث تسبب اختطاف السفينة بشكل غير مباشر بالهجمات التي تشنها  أمريكا وبريطانيا على مواقع تابعة للحوثيين، والتي راح ضحيتها  المئات من اليمنيين.

وبدأت الضربات المضادة من التحالف الذي جمع عدداً من الدول، بينها أمريكا وبريطانيا والبحرين ودول أخرى، في 12 كانون الثاني (يناير) الجاري، مستهدفة مواقع الحوثيين التي سهلت الهجمات على ممرات الشحن التجارية في منطقة البحر الأحمر. 

مواضيع ذات صلة:

إيران وأمن البحر الأحمر... ما أهداف استعراض القوة؟

هل يعطل إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر عملية السلام؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية