أظهرت ردود الفعل الصادرة عن حزب الله اللبناني، وبعض المؤسسات الإعلامية الإيرانية الموالية للنظام، حول محاولة اغتيال الكاتب البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي الأسبوع الماضي في نيويورك بأمريكا، أظهرت احتكامها إلى العنف والقمع في التعامل مع المعارضين لها، وإيمانها بإراقة الدماء في سبيل تحقيق أهدافها وتطلعاتها.
وكشف حزب الله مرة ثانية عن موقفه المتطرف من معارضيه، في معرض التطرق إلى الهجوم الدامي الذي تعرّض له الكاتب رشدي.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد المشايخ المحسوبين على الحزب المدعوم إيرانياً، يُدعى حسين زين الدين، يؤيّد فيه فتوى الخميني بقتل رشدي، وينتقد إحدى الصحف المحلية المحسوبة على سياسة حزب الله، لنشرها ملفاً عن الكاتب، وفق ما نقلت "العربية".
حسين زين الدين يؤيّد فتوى الخميني بقتل رشدي، وينتقد إحدى الصحف المحلية المحسوبة على سياسة حزب الله، لنشرها ملفاً عن الكاتب
واعتبر حزب الله نفسه معنياً بتنفيذ الفتوى، فقد أقدم اللبناني مصطفى مازح، الذي ينتمي إلى الحزب، عام 1989 على محاولة قتل رشدي في لندن، لكنّه فشل.
يُذكر أنّه على الرغم من تأكيد طهران على عدم وجود أيّ علاقة بينها وبين الشخص الذي هاجم كاتب رواية "آيات شيطانية"، غير أنّ وسائل إعلام محلية عدة عبّرت عن "شماتتها" ممّا لحق بالروائي البريطاني، واصفة إياه بالمرتد، ومشيدة بهادي مطر المتهم الذي حاول قتله.
وذهب عدد من المحافظين في إيران إلى مناصرة كلّ من ينصر الإسلام، ويضع حدّاً لإساءة أعداء الأمّة الإسلامية حيال مقدّساتها.
وقد وجّهت انتقادات لاذعة للطيف المنتقد لمحاولة الاغتيال، متهمة إيّاه بالوقوع في فخ العدو، وتقليل ضرورة تنفيذ الواجب الشرعي إلی مستوی المصالح الدنيوية.
من جانبها، ثمّنت صحيفة "كيهان" -المقربة من مكتب المرشد الأعلى في إيران- سلوك "الرجل الشجاع الذي هاجم المرتد سلمان رشدي"، مؤكدة أنّه ينبغي تقبيل يده.
في غضون ذلك، رأى السفير الإيراني السابق في الأردن ولبنان، أحمد دستمالجيان، أنّ محاولة اغتيال سلمان رشدي تأتي تنفيذاً لحكم شرعي واجب على كل مسلم ومسلمة، وأنّه لا ينبغي تقليل قيمة الفتوى الدينية إلى مستوى المصالح الدنيوية، حسب قوله، وفق ما أوردت إيران إنترناشيونال.
وأكد أنّ الفتوى التي أصدرها الخميني قبل (33) عاماً ما تزال سارية المفعول بحق سلمان رشدي، موضحاً أنّ الفتوى الدينية حالت دون تكرار الإساءات بحقّ المقدسات الإسلامية.
حزب الله اعتبر نفسه معنياً بتنفيذ الفتوى، فقد أقدم مصطفى مازح، الذي ينتمي إلى الحزب، عام 1989 على محاولة قتل رشدي، لكنّه فشل
وختم دستمالجيان بالقول: إنّ مصير سلمان رشدي ينتظر جميع الذين تسوّل لهم أنفسهم الإساءة للمقدّسات الإسلامية، مؤكداً أنّ بلاده سبق أن رصدت جائزة لإعدام سلمان رشدي، وأنّها سوف تُقدّم أكثر من (3) ملايين دولار مكافأة لمن يقتله.
من جهتها، أعادت وكالة "فارس" (شبه رسمية) نشر نص فتوى الخميني بحق سلمان رشدي، التي تضمنت دعوة صريحة بالمبادرة إلى إعدام "مؤلف كتاب (آيات شيطانية) الذي دوّن وطبع ووزع بهدف معاداة الإسلام والقرآن، والناشرين المطلعين على فحوى الكتاب".
هذا، وأكد خطيب جمعة قضاء لواسان شمال غرب العاصمة طهران الشيخ سعيد لواساني، أنّ رشدي مرتد، ولا بدّ من إعدامه، وفقاً لفتوى الخميني.
يُشار إلى أنّ السلطات الأمريكية كانت قد وجّهت إلى الأمريكي من أصول لبنانية هادي مطر، الذي يبلغ (24) عاماً، تهمة "محاولة القتل والاعتداء" لطعن الكاتب خلال ندوة أقيمت في شرق نيويورك يوم الجمعة الماضي.