لبنان يودع دنجوان الشاشة الفضية

توفي الفنان اللبناني فادي إبراهيم، 68 عاماً، بعد صراع مع المرض، تطلب دخوله العناية المركزة بأحد المستشفيات، وأمر الأطباء بمنع الزيارات عنه، بعد أن توقفت إحدى كليتيه تماماً عن العمل، وذلك عقب بتر ساقه نتيجة إصابته بمرض السكري.

وشغلت الحالة الصحية للفنان الراحل، في الأسابيع الأخيرة، الأوساط الفنية وشبكات التواصل الاجتماعي في لبنان، حيث نشأت موجة تعاطف شعبية وفنية واسعة معه، تجلّت في إقبال كبير على المساهمة في حملة لجمع التبرعات أطلقتها النقابة في لبنان؛ لإكمال علاجه، وسط انتقادات للحكومة اللبنانية ووزارة الثقافة بالتقصير.

وأعلن نقيب الممثلين اللبنانين، نعمة بدوي خبر الوفاة عبر حسابه على موقع التواصل "فيسبوك"، وكتب: "باسمي وباسم نقابة الممثلين في لبنان، وباسم عائلة الزميل، بمزيد من الحزن والأسى، نعلن وفاة الفنان النجم فادي إبراهيم".

وقال بدوي لوكالة فرانس برس إنّ "إبراهيم توفي عند الثانية والنصف فجراً، وهو يوم عيد ميلاده، بعد تعرضه لنزف في الدماغ، أدخله في غيبوبة حتى أسلم روحه محاطًاً بزوجته وشقيقاته".

ولد إبراهيم عام 1956 لأب لبناني وأم أسترالية المولد، ولقب بـ"دون جوان الشاشة الفضية"، والمفارقة أنه لم يكن يعتزم خوض مجال الفن في بداية شبابه، إذ تقدّم للدخول إلى المدرسة الحربية، لكنّه اصطدم بمعارضة أهله لكونه المولود الذكر الوحيد في العائلة.

بدأ إبراهيم مسيرته على خشبة المسرح مع فرقة الكشافة المدرسية، قبل تقديم بعض التجارب المسرحية، وشارك الفنان الراحل في عدد من الأعمال الفنية التي حقق من خلالها نجاحاً كبيراً، منها الأمين والمأمون، أسمهان، البوابة الثانية، ويُعد مسلسل الزمن الضائع الذي عُرض في العام 2022، آخر أعماله.

حقق فادي إبراهيم شهرة واسعة، بعد مشاركته في مسلسل "العاصفة تهب مرتين"، ثمّ توالت أعماله في التلفزيون والمسرح والسينما، وشارك في أعمال عربية مشتركة بين العام 1980 و1986. وتميز الفنان الراحل بتعدد المواهب، حيث عمل كمترجم للأفلام الوثائقية في تليفزيون لبنان، وعمل أيضاً كماكيير، حيث سافر إلى برلين للمشاركة في دورات للتجميل للمحترفين.