كيف يشلّ أردوغان القوة الجوية التركية؟

كيف يشلّ أردوغان القوة الجوية التركية؟


07/07/2021

قال الكاتب والمحلل التركي بوراك بكديل إن تركيا علقت خططها لتفعيل نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 خوفًا من المزيد من العقوبات الأميركية، لكن تأثير الاستحواذ محسوس بشكل سلبي عبر قطاع الدفاع، في منتدى الشرق الأوسط.

كتب بكديل في مقال نشره لمعهد جيتستون يوم الاثنين: "إن استحواذ تركيا على منظومة الدفاع الجوي الروسية، وعدم قدرتها حتى على تفعيل النظام، ونتائج هذا الاستحواذ هي أمثلة نموذجية على كيفية إساءة التعامل مع صناعة الدفاع في الدبلوماسية".

استبعدت الولايات المتحدة تركيا من برنامج لشراء الطائرة المقاتلة الشبح إف-35 وفرضت عقوبات على وكالة المشتريات الدفاعية ردا على استحواذها على الصواريخ الروسية بقيمة 2.5 مليار دولار في عام 2019. وهددت بمزيد من الإجراءات في حالة تفعيل النظام، داعية تركيا لتسليمها لروسيا.

وقال بكديل إن تركيا تبتز الآن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لأنها قد تقرر شراء طائرات مقاتلة روسية من طراز سو-57 كبديل لطائرات إف-35، لكن "هذا مخادع".

وقال: "يعرف جنرالات القوات الجوية التركية جيدًا أن التحول من طائرة بمعايير الناتو إلى طائرات روسية بعد 70 عامًا لا يشبه تغيير سيارتك الأميركية لصالح طائرة يابانية".

وأضاف "إن بناء هيكل تشغيلي جديد، وتعديل القواعد الجوية، وأنظمة الإصلاح والخدمة والصيانة الجديدة سيكون مكلفًا للغاية ويستغرق وقتًا طويلاً وصعبًا تقنيًا."

وقال بكديل إن تركيا فخورة ببرنامجها الأصلي للطائرات المقاتلة تي إف-إكس، لكن الرواية التي ترعاها الحكومة حول الطائرة المقاتلة التركية قيد الإعداد هي للاستهلاك السياسي المحلي فقط. وأضاف "هذه حكايات خرافية يحب الأتراك سماعها".

وقال إنه فيما يتعلق بصواريخ إس -400، يبدو أن روسيا لا تهتم كثيرًا بما قد تفعله تركيا بالأسلحة.

وقال أليكسي ييرهوف، السفير الروسي في أنقرة، بحسب بكديل، "هذه صفقة بيع. تلقينا أموالنا. يمكن للأتراك ركوب الصواريخ للذهاب إلى الشاطئ أو حمل البطاطس معهم. هذا ليس من شأننا".

وبعد محاولة الانقلاب في عام 2016، فصلت الحكومة التركية أكثر من 300 طيار من طراز إف-16، مما جعل القوات الجوية التركية تعاني من نقص شديد في الأفراد المدربين، وكانت الحكومة التركية تبحث في الخارج لتعويض النقص.

وقامت الحكومة التركية بتطهير قواتها الجوية بشكل سيئ لدرجة أنها بالكاد تستطيع أن تؤمّن طيران مقاتلاتها من طراز إف-16، بحسب ما كتب المحلل مايكل بيك لصحيفة ناشيونال إنترست في مايو.

ومع ذلك، رفضت واشنطن طلبًا بإرسال مدرّبي طيران أميركيين. وقال المحلل نقلاً عن تقرير صدر عن المجلس الأطلسي ذكر الحكومة التركية، "في إشارة إلى اليأس"، أن تركيا طلبت المساعدة من باكستان أيضًا، حيث أمرت 330 طيارًا سابقًا بالعودة إلى الخدمة الجوية لمدة أربع سنوات، خشية أن يقودهم مدنيون، وتم إبطال تراخيص قيادتهم.

وقال بيك إن عدم وجود طيارين يترك ثغرات في نظام الدفاع الجوي التركي هو جزء من سبب عزم أنقرة على شراء أنظمة الدفاع الصاروخي إس -400 من روسيا على الرغم من العقوبات الأميركية.

واستشهد بيك بالمحلل التركي فيردا أوزر، الذي قال إن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016 خلقت "حاجة لتطوير دفاعنا الجوي".

قال أوزر لبيك: لكن منظومة إس -400 وحدها لا تكفي لملء الفجوات.. تحتاج تركيا إلى نظامين: إس-400 لإسقاط الطائرات المعادية، ونظام آخر لاعتراض الصواريخ الباليستية.

وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شراء صواريخ دفاع جوي أوروبية الصنع في سبتمبر 2020، وتواصل مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون للتخلي عن معارضته للإنتاج التركي المشترك لأنظمة سامي تي من يوروسام، حسبما قال مسؤولون لبلومبرغ.

وتطرق تركيا كل الأبواب القانونية والدبلوماسية للعودة إلى مشروع تصنيع المقاتلة الأميركية إف-35 من الجيل الخامس، بينما يواجه سلاحها الجوي المتكون أساسا من مقاتلات من طراز إف-16 وإف-4 من الجيل الرابع والثالث مشكلة تقنية حقيقية مع اقتراب نهاية العمر الافتراضي لتلك المقاتلات مع غياب بديل يمكنها من تحديث أسطولها القتالي بمقاتلات من الجيل الخامس بعد أن علقت واشنطن في 2019 شراكة أنقرة في المشروع بسبب تسلمها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.

وستجد تركيا نفسها متأخرة كثيرا وعاجزة عن مواكبة سلاح الجو لدى خصومها الإقليميين ومن بينهم اليونان وإسرائيل الذين تزودوا بمقاتلات من الجيل الخامس.

وتخوض أنقرة معركة قانونية وحملة في الولايات المتحدة للعودة للمشروع، بينما لا تبدو قادرة على إقناع واشنطن بالتراجع عن قرارها. لكن رئيس الصناعات الدفاعية في الرئاسة التركية إسماعيل دمير، اعتبر أنه لا يوجد أي أرضية قانونية لاستبعاد تركيا من مشروع المقاتلة الشبح اف 35 أو عدم تسليمها قسم من مقاتلاتها.

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية