كيف وضع مجلس الأمن مصير المساعدات إلى السوريين في يد تركيا؟

كيف وضع مجلس الأمن مصير المساعدات إلى السوريين في يد تركيا؟


03/10/2020

وافق مجلس الأمن الدولي، أمس، على دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر تركي واحد، وذلك غداة انقضاء أجل عملية إنسانية استمرّت 6 أعوام بتفويض من الأمم المتحدة، وذلك ممّا سيؤثر على ملايين المدنيين السوريين، بحسب وكالة  أنباء "رويترز".

ويدعم القرار الأخير من النفوذ التركي في الملف السوري، ويؤهل تركيا للدعاية لنفسها على اعتبارها الدولة الإنسانية التي تفتح حدودها لتقديم المساعدات، في حين أنها عملياً تضطهد الشعب السوري، خصوصاً الأكراد منهم، عبر ميليشياتها المسلحة في الشمال السوري.

المجلس المؤلف من 15 بلداً كان قد وصل إلى طريق مسدود بوقوف معظم الأعضاء ضد روسيا والصين حليفتي سوريا اللتين امتنعتا عن التصويت

وقد مرّت عملية التصويت أمس بصعوبة، وسط امتعاض روسي صيني على تمرير المساعدات عبر معبر حدودي، ولم تصوّت الدولتان بالإضافة إلى دولة ثالثة على القرار. وقالت "رويترز" إنّ المجلس المؤلف من 15 بلداً كان قد وصل إلى طريق مسدود بوقوف معظم الأعضاء ضد روسيا والصين حليفتي سوريا اللتين امتنعتا عن التصويت، وهو خامس تصويت يجريه المجلس بشأن القضية هذا الأسبوع.

وأبدت روسيا والصين رغبتهما في تقليص عدد المعابر إلى معبر واحد، وقالتا إنه يمكن وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا من داخل البلاد. وسعى البلدان أيضاً إلى تضمين عبارات قال دبلوماسيون غربيون إنها تُحَمّل العقوبات الغربية على سوريا مسؤولية الأزمة الإنسانية.

وقال ديمتري بوليانسكي نائب المبعوث الروسي في الأمم المتحدة عقب التصويت: "روسيا تؤيد دوماً إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا مع الاحترام الكامل لسيادة البلاد ووحدة أراضيها وبالتنسيق مع حكومتها الشرعية. لا ينبغي تسييس هذه القضية".

وطلب السفير الألماني في الأمم المتحدة كريستوف هيوسجن من نظيريه الروسي والصيني أن ينقلا لحكومتي بلديهما سؤاله وهو: "كيف لأولئك الناس الذين أعطوا تعليمات بتقليص المساعدات عن 500 ألف طفل... النظر في المرآة غداً؟" بحسب الوكالة.

وكان المجلس قد انقسم أيضاً بشأن تجديد مدّة التفويض بـ6 أشهر أو عام،  وأجاز القرار، الذي أعدته ألمانيا وبلجيكا وجرت الموافقة عليه في النهاية يوم السبت، استخدام معبر واحد لمدّة عام.

ومن جهتها، وصفت المنظمة الدولية المساعدات المنقولة من تركيا بأنها "شريان حياة" للسوريين في شمال غرب البلاد.

وقد صوّت 12 بلداً بتأييد مشروع القرار، وامتنعت جمهورية الدومينكان عن التصويت أيضاً. وجاء التصويت الناجح بعد محاولتي تصويت فاشلتين على مقترحين روسيين وتصويتين آخرين أعدتهما ألمانيا وبلجيكا، واستخدمت روسيا والصين حقّ النقض ضدهما.

وقالت ألمانيا وبلجيكا في بيان مشترك عقب التصويت: "معبر حدودي واحد غير كافٍ، لكن عدم وجود أيّ معبر سيثير القلق بشأن مصير المنطقة برمّتها".

وعندما أقرّ مجلس الأمن عملية نقل المساعدات عبر الحدود لأوّل مرّة في عام 2014 كانت تتضمن أيضاً الدخول من الأردن والعراق. وتوقف نقل المساعدات عبر الأردن والعراق في يناير كانون الثاني بسبب معارضة روسيا والصين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية