كيف شكّلت أزمة كورونا فرصة للإمارات؟

كورونا

كيف شكّلت أزمة كورونا فرصة للإمارات؟


26/05/2020

على الرغم من التداعيات السلبية التي يتركها "كوفيد-19" على الاقتصاد الإقليمي والدولي، فقد ذكر تقرير نشرته "وكالة الصحافة الفرنسية" أول من أمس أنّ الوباء يخلق بعض الفرص لدولة الإمارات لأنْ توظّف بنيتها التحتية القوية في رقمنة نظامها الصحي بشكل كامل، والاستعداد للمستقبل بتسريع تطبيق طموحاتها، وتقديم نموذجها في إدارة الأزمات، وبما يحترم الخصوصيات، وبحيث يكون متاحاً، في ظل عدم اليقين، اتخاذ قرارات اقتصادية سريعة، مستندة الى البيانات العلمية.

اقرأ أيضاً: الإمارات وكورونا.. قصة نجاح في مواجهة التحديات
ومع أنّ أزمتي كورونا وانخفاض أسعار النفط وجّهتا ضربة قوية للاقتصادات الخليجية، ومنها الاقتصاد الإماراتي، فإنّ التحديات الشاقة تُوَلّد معها فرصها عادة؛ فمن "مختبرات الأبحاث، إلى اقتناء المعدات الأكثر تطوّراً والتطبيقات عبر الهواتف الذكية، يتيح وباء كوفيد-19 لإمارة دبي استعراض واستخدام آخر تطوراتها العلمية والتكنولوجية لاحتواء الفيروس، وتقديم نفسها كنموذج في إدارة الأزمة"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

مدينة دبي الطبية
وتضيف الوكالة: في "مدينة دبي الطبية"؛ المنطقة المخصّصة لتقديم جميع الخدمات الصحية منذ العام 2002 في شمال الإمارة، يجلس علماء شبان خلف شاشات أجهزة الكومبيوتر في مركز في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية يتابعون مستجدات الفيروس.

دولة الإمارات لا تخفي طموحها في مجال العلوم والتكنولوجيا وحتى الفضاء، وكانت أرسلت أحد مواطنيها إلى الفضاء العام الماضي

ومركز التحكم والسيطرة الذي أصدر ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد قراراً بتأسيسه، يهدف إلى تنسيق جهود المسؤولين السياسيين والأطباء وعلماء الأوبئة وغيرهم من خبراء الصحة العامة.
ويؤكّد رئيس المركز عامر الشريف لوكالة "فرانس برس": "كان التركيز كبيراً في إمارة دبي منذ سنوات على وجود بنية تحتية رقمية قوية وهذا ساعد في مكافحة كوفيد (19) على عدد من المستويات".
وتتابع الوكالة الفرنسية القول إنه بفضل اقتصادها الأكثر تنوّعاً في الخليج والشرق الأوسط، وبنيتها التحتية الحديثة، أصبحت دبي في السنوات الأخيرة محطّة مهمة للنقل الجوي ومركزاً مالياً ووجهة سياحية ومدينة تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: هذه آخر مساعدات الإمارات للدول في إطار مواجهة كورونا
وسجّلت دولة الإمارات التي أجرت أكثر من مليونيْ فحص في جميع أنحاء البلاد، نحو 30000 إصابة، تعافى منها نحو نصفها وتوفي نحو 250، حتى كتابة هذا التقرير.
ويؤكّد الشريف لـ"فرانس برس" أنّ التقنيات الحديثة سهّلت عملية الحجر، وأدت إلى تجنب تفشي المرض بفضل تطبيق التعليم والعمل عن بعد، وخدمات التوصيل المنزلي عبر تطبيقات الهواتف الذكية، ورقمنة النظام الصحي بشكل كامل.

الحياة الشخصية
وتقول الوكالة الفرنسية إنّ "دولة الإمارات المؤلفة من اتحاد سبع إمارات بينها دبي، لا تخفي طموحها في مجال العلوم والتكنولوجيا وحتى الفضاء. وكانت الدولة الثرية أرسلت أحد مواطنيها إلى الفضاء العام الماضي، على أن تطلق من اليابان في تموز (يوليو) المقبل مهمة إلى المريخ هي الأولى في العالم العربي، في مشروع يرعاه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم".
ومنذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، أعلنت الإمارات مراراً عن تقدّم في أبحاث لعلاج الوباء وتسريع عملية فحصه، وقامت بتطوير تطبيقات عدة من بينها "الحصن" الذي يقوم بتتبع الأشخاص المصابين.

اقرأ أيضاً: الإمارات الأولى عربياً والـ 20 عالمياً ضمن أفضل الأنظمة التعليمية
وعندما تمّ فرض منع التجول الليلي، ظهرت رسائل نصية على هواتف السكان في دبي باللغات العربية والإنكليزية وحتى الهندية تدعوهم للالتزام بعدم الخروج.
ويرتدي رجال الشرطة في الإمارة خوذاً واقية ذكية تقوم بفحص حرارة المشاة، بينما تقوم مختبرات بصنع أقنعة واقية بلاستيكية باستخدام التقنية ثلاثية الأبعاد.
ويؤكّد الشريف أنّ دبي "تحترم الخصوصيات سواء من ناحية ملفات المرضى، أو أيضاً الخصوصيات من ناحية التطبيقات الذكية". وتابع "دولة الامارات وإمارة دبي تتبع القوانين".

دبي تريد أن تطوّر "نموذجاً خاصاً" 
بحسب الشريف، فإنّ دبي "تستفيد من كل التجارب" من دول اخرى مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة اللتين حظيتا بثناء عالمي لإدارتهما للأزمة، لكنّه يشدّد على أنّ دبي تريد أن تطوّر "نموذجاً خاصاً" بها. وتابع "يجب أن نتابع هذه التطورات ونواكبها ونضيف إليها".

يرتدي رجال الشرطة في دبي خوذاً واقية ذكية تقوم بفحص حرارة المشاة، بينما تقوم مختبرات بصنع أقنعة بتقنية ثلاثية الأبعاد

ويتولى جزءاً من هذه المهمة فريقٌ يقوده البروفسور علوي الشيخ علي الذي يترأّس الفريق العلمي في مركز التحكم والسيطرة، بالإضافة إلى عمله كعميد لكلية الطب في الجامعة.
ويقول لـ"الفرنسية" إنّ "دور هذا الفريق هو أن يكون مطّلعاً على آخر مستجدات الأبحاث العلمية والدليل العلمي؛ سواء داخل الدولة أو خارجها".
ووفقاً لعلوي، فإنّ القرارات كافة "تكون مبنية على منهجية علمية وآخر المستجدات".
  من جانبه، يرى أستاذ علوم الصحة العامة والأوبئة في الجامعة توم لوني أنّ أزمة فيروس كورونا المستجد شكّلت "فرصة" أمام دبي لوضع آخر طموحاتها العلمية حيز التطبيق.
وأكد لـ"فرانس برس" أنّ الإمارة تمكّنت "من تخفيف بعض القيود والعودة إلى بعض الأنشطة الاقتصادية بسبب البيانات الوبائية" المتوفرة، موضحاً أنّ الكشف السريع والتحديث المنتظم لحالات العدوى يعود إلى "الاستثمار الكبير في الفحوصات".
ويشير لوني إلى أنّ هذا التقّدم يأتي بفضل قدرة دبي والإمارات على "اتّخاذ قرارات سريعة استناداً إلى البيانات والعلوم".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية