كيف رد الناشطون على دعوة إخوان الجزائر الإفراج عن الغنوشي؟

كيف رد الناشطون على دعوة إخوان الجزائر للإفراج عن الغنوشي؟

كيف رد الناشطون على دعوة إخوان الجزائر الإفراج عن الغنوشي؟


11/05/2023

عاد إخوان الجزائر لحثّ الرئيس عبد المجيد تبون على بدء وساطة مع نظيره التونسي قيس سعيّد بهدف إخلاء سبيل الرمز الإخواني راشد الغنوشي، بالتزامن مع تشديدهم على أنّ استمرار اعتقال الغنوشي بمثابة "استبداد سياسي"، ورأوا أنّ ذلك "أقبح أنواع الظلم، وهو عدو الشرعية والعدل والتقدم، وخطر دائم كبير".

وفي فصل جديد من الإنزال الإخواني في ملعب الجارة الشرقية للجزائر، اختار الشيخ عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية (ثاني أكبر واجهة لإخوان الجزائر) مهاجمة الرئاسة التونسية، وكتب في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "فيسبوك": "المفكّر الكبير الشيخ راشد الغنوشي، فكّ الله أسره، ذهب بعيداً في الدفاع عن الحريات الجماعية والفردية، وتمّ الانقلاب عليه وهو رئيس البرلمان، ثم توالى مسلسل النكبة السياسية خطوة خطوة حتّى تمكّن الحقد من نفوس الانقلابيين، فلم يهنأ لهم بال إلّا بسجن شيخ تجاوز الـ (80) من عمره، جعل حياته في خدمة تونس وما يؤمن به من مبادئ وقيم".

وعلى نحو يعارض تأكيد الرئيس تبون أنّ "هناك مؤامرة تحاك ضد تونس، والجزائر تدعم الرئيس قيس سعيّد باعتباره رمزاً انتخبه الشعب، ولم يوضع في المنصب بالقوة"، رأى جاب الله (67) عاماً أنّ ما يحدث في تونس "تسبّب في شيوع الكثير من أنواع الفقر والفساد والضلال"، و"يُعتبر وصمة عار في جبين الرئاسة التونسية وسائر من والاها وأعانها عليه بالباطل، وخير لهم التوبة منه، قبل أن يأتي يوم توضع فيه موازين القسط، فلا تنفع فيه توبة ولا يُغني عن صاحبه منصب ولا مال ولا جاه".

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

من جانبه، قال أحمد صادوق رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم (أكبر واجهة محلية للإخوان): إنّ الحزب المتأسس في 6 كانون الأول (ديسمبر) 1990، "يلتمس من رئيس الجمهورية التوسط لدى الرئيس التونسي من أجل إطلاق سراح صديق الجزائر الشيخ راشد الغنوشي"، وذهب صادوق إلى أنّ "الأزمة في تونس أزمة سياسية بحتة، وعلى السلطة هناك ألّا تَضِيق بالرأي الآخر".

عاد إخوان الجزائر لحثّ الرئيس عبد المجيد تبون على بدء وساطة مع نظيره التونسي قيس سعيّد بهدف إخلاء سبيل راشد الغنوشي

وتأييداً لمنظور جاب الله وصادوق، طالب عدد من أتباع الإخوان بإطلاق عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، مبادرة لإطلاق سراح راشد الغنوشي، وبرّروا ذلك بإسهام الغنوشي بشكل كبير في محاولة التوسط لدى السلطات الجزائرية للإفراج عن قادة جبهة الإنقاذ المحظورة في تسعينيات القرن الماضي.

"لا دخل لكم"

أجمع مغرّدون في شبكات التواصل على رفض الدعوة الإخوانية الجزائرية بشأن الغنوشي، وخاطبوا جاب الله وصادوق وغيرهما قائلين: "لا دخل لكم".

ورأى جمال سلطاني: أنّ "مطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل لإطلاق سراح مواطن تونسي يخضع لسلطة قضائية مستقلة، يُعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي لدولة كاملة السيادة، وهذا ما ترفضه الجزائر"، وقال عبد الباقي الفضلاوي وبلال عبدي: "هذه أمور داخلية ولا دخل لكم فيها، وسبق للرئيس الجزائري أن قال لا تدخل في الشؤون الداخلية لأيّ دولة شقيقة أو صديقة. القضاء التونسي هو الفيصل".

بدوره، أردف محمد بوقرة: "يا إخوان، قال لكم رئيس الجمهورية نحن لا نتدخل في شؤون تونس الداخلية، اتركوا القضاء يعمل في شفافية، ويُحاسب كل من أجرم في حق الشعب التونسي"، والمعنى نفسه كرّسه صالح عنابي بقوله: "لا تدخل في شؤون الغير".

الشيخ عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالةوالتنمية

ولم يهضم لمين بوعشة نداء "ورثة محفوظ نحناح"، وجاء في تغريدته: "ما دخلكم في شؤون تونس الشقيقة؟ ربّي يهديكم، نحن ـ الجزائريين ـ لا نتدخل في شؤون الغير، والحكومة التونسية والشعب التونسي أدرى بشؤونهم"، وأضاف: "لست أستسيغ مقارنة الإخوان للغنوشي بالوجه الثوري الجزائري الراحل حسين آيت أحمد، هذا زعيم ورجل عظيم من مفجري الثورة الجزائرية المجيدة، ليس هناك أحد في مستواه".

ركّز ناشطو شبكات التواصل على وجود انتقائية في تعامل الإخوان مع أحداث الداخل والخارج

من جانبهما، كتب بوبكر فرشيشي وهند خشناوي: "جميعنا رئيسنا قيسنا، حفظه الله تعالى، والدعم للرئيس قيس سعيّد لتنظيف البلاد من أخطبوط الفساد"، كما شدّد منصف قابسي: "المحاسبة لكل مدمّر وخائن للبلاد، هذا مطلب شعبي، ولا دخل للسياسة فيه"، وأكّد منير حمدي: "تونس ليست في حاجة إلى نصائحكم يا تُبّع".

وردّاً على كلام صادوق، تابع فوزي جلاصي: "اهتمّ بثيابك، واحترم نفسك، أهل تونس أدرى بمن يحكمها، وبشعابها"، ولفت عمر ملحاج إلى أنّ "صادوق أخطأ حساباته، فالغنوشي وزمرته قاموا بسرقة متاع تونس ونهبها، وربّي يحمي تونس من هذه العصابات"، واستطردت عائشة شيخاوي: "فلا عاش في تونس من خانها، والقضاء هو الفيصل، ولا للتدخل الخارجي، والغنوشي مثله مثل أيّ تونسي يحاسبه القانون".

رفض للانتقائية

ركّز ناشطو شبكات التواصل على وجود انتقائية في تعامل الإخوان مع أحداث الداخل والخارج، وغرّد أبو محمد أنور منتقداً "الالتماس الإخواني": "وماذا تقولون في أردوغان الذي اعتقل مئات الآلاف والقامات"؟ كما تساءل حسين حمياني: "أراكم نسيتم عباس مدني وما حصل له قبل عقدين، أم أنكم تناسيتم ذلك؟".

وعلى المنوال ذاته، ذهب منصور العربي: "لو لم يكن الغنوشي إخوانياً، فهل كنتم ستتحدثون عنه؟ ولماذا لم تطالبوا بإطلاق سراح إخوان مصر؟" في حين أوعز عبد الحفيظ مولاي: "الغنوشي لا يُقاس بغيره، حاولوا أن تعرفوا التهمة الموجهة إلى رأس النهضة من طرف القضاء التونسي قبل أيّ تدخل".

وفي قالب من السخرية، طلب الناشط عبد الرحمن رخامي من إخوان الجزائر "أن يُسدوا معروفاً، وأن يأخذوا الغنوشي إلى ديارهم ليعلمّهم الديمقراطية والتديّن على قاعدة القاعدة، هو لم يصلح ولم يفلح عندنا، بل أغرق البلاد في الفقر والجوع والتبعية لتركيا وقطر، أمّا مسألة سجنه، فنحن لنا عدالة نحتكم إليها كبقية الدول التي تحترم نفسها، ولا ينفع التقوّل والادعاء بأنّ التهم كيدية".

أحمد صادوق رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم

وخلُص عبد العزيز عنابي وجليلة باني إلى أنّ "الغنوشي أجرم في حق البلاد والعباد، لذا المحاسبة، المحاسبة، المحاسبة، ولا وساطة، والشعب لا يقبل إلّا المحاسبة".

بدوره، أوضح بن صالح عياد: "الغنوشي ليس زعيماً للتونسيين، من مواصفات الزعيم أن يكون محبوباً، والغنوشي كان دائماً في آخر القائمة كلما سُئل الشعب عن أكثر الشخصيات شعبية"، واستفهم: "هل تعتقدون أنّ بورقيبة كان فعلاً إنساناً غير وطني؟ وهل بن علي لم يقدّم خدمات جليلة للوطن؟، عيب أن تعتبروا الغنوشي وطنياً، واللهِ لقد أضرّ بنا ضرراً كبيراً".

وانتهى حسين لخضر إلى أنّه "رغم بعض النقائص التي كانت موجودة خلال حكم بورقيبة وبن علي، رحمة الله عليهما، بسبب الديمقراطية الزائفة، لم نشاهد عهداً مظلماً مريراً تعيساً غيّب روح الوطنية وضاعت فيه همة الوطن مثل ما جرى خلال حكم النهضة، ومن تحالف معها بعد الثورة. انتهى المشوار".

مواضيع ذات صلة:

مؤتمر حركة البناء الجزائرية ... لم يتغيّر أي شيء!

كيف دعمت إيران جبهة الإنقاذ الجزائرية؟

الجزائر: إجماع على رفض عودة فلول الإنقاذ.. ما الجديد؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية