كيف تصدرت الإمارات قائمة الدول الأفضل في مواجهة فيروس كورونا؟

كيف تصدرت الإمارات قائمة الدول الأفضل في مواجهة فيروس كورونا؟


08/06/2020

سجّلت دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال جائحة كورونا التي عصفت بالعالم،  الصدارة في قائمة الدول الأفضل في مواجهة الفيروس؛ بسبب الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة، ومواكبة تعليمات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية، بما يتعلق بإجراء الفحوصات الطبية، ومتابعة المخالطين وتوفير أماكن العزل الصحي المهيأة وتطوير بروتوكولات العلاج المناسب للحالات المصابة.

وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) استعرضت، في تقرير لها، جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع الجهات الصحية الأخرى لحماية المجتمع والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

 

 

وفعّلت الوزارة بالتعاون مع الجهات الصحية الأخرى في الدولة خطة الأوبئة والجائحات قبل وصول الفيروس إلى الإمارات، وتم تحويل بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية إلى مراكز تقدم الخدمة 24 ساعة بما فيها خدمة الحالات الطارئة وإفساح المجال للمستشفيات للحالات الصعبة المصابة جراء الوباء ومراقبة عدد الأسرّة في كل إمارة والتنسيق فيما بينهم وبين الجهات الصحية حول عدد الأسرة المتوفرة.

إنشاء عدد من المستشفيات الميدانية لدعم الطاقة الاستيعابية لـ 130 مستشفى و 150 مركزاً صحياً

كما تم الإسراع في إنشاء عدد من المستشفيات الميدانية لدعم الطاقة الاستيعابية للمنشآت الصحية بالدولة التي لديها أكثر من 130 مستشفى وأكثر من 150 مركزاً صحياً للرعاية الصحية الأولية، فضلاً عن طاقم طبي مستعد من الأطباء والتمريض مدعوم بأكثر من 10000 متطوع من المواطنين والمقيمين أسهموا بمؤازرة جهود خط الدفاع الأول بفعالية، ووفرت أيضاً أكثر من 25 ألف طبيب في دولة الإمارات لعلاج والعناية بالمرضى بمعدل 2.6 طبيب لكل ألف شخص في الدولة مقابل 1.5 عالمياً و2.4 في أوروبا.

وتعد نسبة الوفيات في الإمارات من الأقل عالمياً بحوالي 0.6 % ومعظمهم من حملة الأمراض المزمنة وأمراض القلب، بينما عالمياً بلغت نسبة الوفيات 6% وفي دول مثل إيطاليا والسويد تصل من 10 إلى 13%. في حين بلغت نسبة حالات الشفاء في الدولة حوالي 20% وهي تتساوى مع النسبة العالمية لحالات الشفاء والتي تتزايد يومياً بفعل العلاج المتبع .

 

 

وعلى صعيد إدارة التحدي الصحي إعلامياً، فقد التزمت وزارة الصحة بمعايير الشفافية والإفصاح التام عن البيانات لمنع انتشار الشائعات وتطويق نتائجها السلبية، كما حرصت الدولة على التعامل بحكمة ووعي وعدم تعطيل الحياة الطبيعية من خلال تكريس نظام العمل عن بعد للمؤسسات والتعلم عن بعد للمدارس مستفيدة من البنية التحتية والرقمية المتطورة وتنفيذ برنامج التعقيم الوطني وإطلاق حزمة محفزات للاقتصاد لدعم أنشطة البنوك وقطاع الأعمال وتخفيف العبء والرسوم على الشركات والأفراد.

وفرت أكثر من 25 ألف طبيب في دولة الإمارات لعلاج والعناية بالمرضى بمعدل يفوق المعدل العالمي

كما تم إشراك المجتمع في جهود احتواء المرض من خلال التوعية وتحفيز مبادرات المسؤولية المجتمعية، فيما تميزت جهود الفرق الطبية بإجراء عدد قياسي في معدل الفحوصات الخاصة بـ" كورونا".

وأسست الإمارات أكبر مختبر لتشخيص "كورونا" في العالم خارج الصين إسهاماً في تمكينها من مواصلة المتابعة النشطة وتوفير أعلى معدلات الفحص قياساً بعدد السكان على مستوى العالم وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.

واتبعت الدولة الأسلوب التدريجي في إجراءات تقييد الحركة ولم تطبق إجراءات الحظر الشامل إلا في منطقة واحدة وأطلقت حملات توعية حول "التباعد الاجتماعي" وملازمة المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة آخذة في الحسبان الصحة النفسية للأفراد، وفي هذا الخصوص وفرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خدمة الدعم النفسي عن بعد للمتأثرين نفسياً بتداعيات الفيروس وتقديم الإرشاد النفسي المناسب للأفراد.

اقرأ أيضاً: موجة كورونا ثانية تضرب إيران وسط مخاوف من تفشي الجائحة

وكانت الإمارات ضمن أوائل الـدول التي تسلّمت كميات مناسبة من المستلزمات الخاصة بالفحص المتقدم لاكتشاف فـيروس كورونا المستجد لضمان سلامة المجتمع الإماراتي وتم تعميم أجهزة الكشف الحراري على منافذ ومطارات الدولة واتخاذ الاحتياطات اللازمة وفقاً للبروتوكولات والممارسات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، فيما تمتلك الدولة مخزوناً استراتيجياً من المستلزمات الطبية الأساسية مثل؛ الأقنعة الجراحية والقفازات الطبية والمواد المعقمة والمطهرات.

 

 

وتركزت جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا في الدولة على تعزيز آلية التقصي النشط بكفاءة واستدامة من خلال الارتقاء بأداء خدمات الطب الوقائي في مراكزها الـ 11 المنتشرة في الإمارات مكثفة جهودها لتطوير معايير وآليات عمل جديدة وفق البروتوكولات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية وتحقيق زيادات نوعية في تقديم الفحوصات الطبية لضمان الجاهزية التامة للقيام بالفحوصات المخبرية المتعلقة بالفيروس .

تمتلك الإمارات مخزوناً استراتيجياً من المستلزمات الطبية الأساسية مثل الأقنعة والقفازات والمعقمات

وطوّرت الوزارة خاصية الإنذار المبكر في الملف الصحي الإلكتروني "وريد" الذي يربط بيانات المرضى في 88 منشأة صحية عبر تنفيذ فريق" وريد " بروتوكولات جديدة ضمن السجل الطبي الإلكتروني ما يسهم في تسهيل تحديد المرضى المعرضين بدرجة عالية لخطر الإصابة المحتملة بالفيروس .

ومنذ بدء تفشي الفيروس في العالم ولتعزيز الإجراءات الاحترازية والوقائية رفعت الوزارة جاهزية المنشآت الطبية بالقطاعين؛ الحكومي والخاص، حيث خصصت غرف عزل مهيأة حيث تمتاز المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للوزارة بطاقتها الاستيعابية الكبيرة وامتلاكها أحدث الوسائل العلاجية القائمة على الابتكار والمواكبة للتطورات والمستجدات على الساحة الطبية العالمية والتي تقدم خدمات صحية تخصصية وشاملة ومبتكرة بمعايير عالمية، حيث تحتل دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في عدد المنشآت الصحية المعتمدة وفقاً لتقارير اللجنة الدولية المشتركة "JCI".

اقرأ أيضاً: الإمارات ترسل مساعدات إلى موريتانيا لدعمها في مواجهة فيروس كورونا

كما عززت شبكة مختبرات وزارة الصحة ووقاية المجتمع الأكبر من حيث اعتماد الجودة العالمية آيزو "ISO 15189" على مستوى دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ريادة الإمارات عالمياً في إجراء أعلى عدد اختبارات للكشف عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" حيث تمكنت من القيام بعدد قياسي من الفحوصات متفوقة على أكثر دول العالم تأثراً بالمرض على مستوى حجم إجراء الفحوصات مقارنة بعدد السكان.

 

 

وفي إطار حرص وزارة الصحة ووقاية المجتمع على دعم الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي اتخذتها دولة الإمارات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، عززت الوزارة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والتطبيب عن بعد وذلك بهدف تقليل الإصابة بعدوى المستشفيات وتخفيض ساعات انتظار المراجعين في المراكز الصحية مستفيدة من كفاءة وقدرات مركز عمليات "بيس PaCE" الذكي للرعاية الصحية الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة والنماذج التنبؤية لإدارة المرافق الصحية والحاصل على 10 جوائز محلية وعالمية والذي ساهم في تعزيز التدابير الوقائية والاحترازية للفيروس من خلال مساعدته للطاقم الطبي والتمريضي على مراقبة المرضى عن بعد في أقسام العناية المركزة.

استخدامت تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والتطبيب بهدف تقليل الإصابة بعدوى المستشفيات

وأولت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اهتماماً بالغاً برفع مستوى الوعي المجتمعي حول فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وضمان وصول المعلومات الصحية الصحيحة والحد من انتشار الشائعات، عبر إطلاقها منصة وطنية توعوية تضم مركز معلومات عن الفيروس تحت شعار "صحتكم واجبنا"، حيث تمثل المنصة قاعدة بيانات تتضمن كافة التوصيات والاحتياطات والإرشادات، التي حددتها منظمة الصحة العالمية والجهات الصحية في الدولة للوقاية من الفيروس والحد من انتشاره، بالإضافة لإطلاقها منصة الدكتور الافتراضي "أداة التقييم لفيروس كورونا المستجد".

كما أطلقت الوزارة الاستبيان الوطني الذكي الأول من نوعه على مستوى الدولة المتخصص بقياس مستوى الوعي الصحي بمرض فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وتقييم فاعلية الإجراءات والممارسات التي يتبعها أفراد المجتمع للوقاية من الفيروس، بهدف توفير قاعدة بيانات متكاملة لتعزيز الإجراءات الوقائية وتقييم فاعلية الممارسات التي يتبعها أفراد المجتمع للوقاية منه، حيث يعطي الاستبيان صورة واضحة عن مستوى الوعي العام للمجتمع حول الفيروس، ويقدم دلالات ومخرجات هامة تدعم جهود الدولة في مكافحة الوباء.

هذا وعززت دولة الإمارات من خلال دورها الإنساني الجهود العالمية لمجابهة فيروس كورونا، فقدمت إمدادات طبية إلى الكثير من الدولة حول العالم واستضافت في مدينة الإمارات الإنسانية العديد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة بعد إجلائهم من بؤر المرض كما ساهمت مدينة دبي للخدمات الإنسانية بدعم عمل المنظمات والوكالات الدولية للإغاثة وهو ما كان محلّ إشادة من منظمة الصحة العالمية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية