كيف استغلت جماعة الإخوان الحرب الروسية الأوكرانية؟ وما هي أهدافها؟

كيف استغلت جماعة الإخوان الحرب الروسية الأوكرانية؟ وما هي أهدافها؟


09/06/2022

استغلت جماعة الإخوان المسلمين وفروعها الأوروبية، الحرب الروسية الأوكرانية، لمواصلة العمل على ترسيخ وجودها في أوكرانيا وشرق أوروبا عموماً، موظفة في ذلك حالة الفوضى التي عاشتها أوكرانيا والحشد الأوروبي لدعم نظام كييف، وكذلك وسيلتها المعهودة بالانخراط في العمل الاجتماعي، مثل عمليات الإغاثة الإنسانية وجمع التبرعات وإجلاء اللاجئين، وذلك رغم عدم وجود توافق كامل داخل تلك الفروع.

ووفق ورقة بحثية حديثة نشرها مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين (جبهة إبراهيم منير/ جبهة لندن)، بعد نحو شهر من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بياناً مطولاً، دعا فيه منير، المجتمع الدولي إلى التدخل لإيقاف هذه الحرب، والبحث عن حل سلمي للصراع الذي وصفه بأنه أوشك على التحول لحرب عالمية ثالثة.

ورغم أنّ هذه الرسالة مثلت أول موقف رسمي تسجله الجماعة، منذ بدء الجيش الروسي عمليته في أوكرانيا، إلا أنها سُبقت ببيانات ورسائل أخرى أصدرتها جمعيات وكيانات مرتبطة بالجماعة في أوروبا حول موقفها من تلك العملية، بينما انحاز الفرع الأوكراني للجماعة المسمى "مجلس مسلمي أوكرانيا/ منظمة الرائد"، بشكل واضح إلى موقف كييف.

استغلال "الإخوان" للحرب الروسية الأوكرانية

وترصد الورقة البحثية التي أعدها أحمد سلطان، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية المُسلّحة، نشاط الفرع الأوكراني للجماعة المسمى "مجلس مسلمي أوكرانيا/ منظمة الرائد"، والتي عمدت إلى توظيف الصراع الأوكراني- الروسي، لتحقيق مصالحها الخاصة وإظهار نفسها كمنظمة أوكرانية وطنية لا ترتبط بأي جماعة ذات امتداد دولي، في محاولة منها لكسر حالة الحصار والتقييد الذي حاولت أجهزة الأمن والاستخبارات الأوكرانية فرضها عليها بسبب علاقتها بجماعة الإخوان وترويجها لمشروعها وإيديولوجيتها.

 الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية المُسلّحة أحمد سلطان

وتقول الدراسة التي جاءت بعنوان: " الإخوان والحرب الروسية – الأوكرانية.. طبيعة الأدوار والأهداف" أنّ "منظمة الرائد" الإخوانية، كثفت مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في شباط (فبراير) الماضي، من أنشطتها الميدانية والدعائية، مركزةً على أعمال الإغاثة وتقديم الدعم للاجئين الأوكرانيين، والمواطنين الأجانب الذين فروا من مناطق القتال في شرق أوكرانيا.

كما انحازت فروع الإخوان الأوروبية إلى الجانب الأوكراني ضد روسيا، فوصف مجلس مسلمي أوروبا (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا سابقاً)، العملية العسكرية الروسية بأنها "مأساة إنسانية واعتداء على دولة ذات سيادة سيكون له عواقب كارثية على مستقبل العلاقات الإقليمية وبين الشعوب من ناحية أخرى".

كما دان عدد من الجمعيات والمراكز الإسلامية المرتبطة بجماعة الإخوان في دول: ألمانيا، وبريطانيا، ورومانيا وهولندا وإيطاليا وغيرها الغزو الروسي، ودعا إلى المشاركة في حملة الإغاثة وتقديم الدعم للاجئين والمهاجرين من أوكرانيا.

كثفت "منظمة الرائد" الإخوانية، مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من أنشطتها الميدانية والدعائية، مركزةً على أعمال الإغاثة وتقديم الدعم للاجئين الأوكرانيين والمواطنين الأجانب الذين فروا من مناطق القتال في شرق أوكرانيا

وانخرطت فروع الإخوان في هذه الدول أيضاً في أعمال إغاثة اللاجئين، فقد أعلن اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا (الفرع الإيطالي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا)، فتح أبواب مراكزه جميعها أمام اللاجئين الأوكرانيين، وعمل أعضائه في أنحاء إيطاليا على تنظيم مبادرات محلية لجمع الأغذية والأدوية للتبرع بها لأوكرانيا، بالتعاون مع المنظمات الكاثوليكية.

كما شاركت الرابطة الإسلامية في رومانيا في عمليات إجلاء اللاجئين وإيوائهم، وقدّم المركز الثقافي الإسلامي في بوخارست (عاصمة رومانيا) معونات لـ "منظمة الرائد" الأوكرانية، شملت مستلزمات إعاشة للاجئين.

كما وطالب طه عامر، رئيس هيئة العلماء والدعاء في ألمانيا، المرتبطة بالإخوان، المؤسسات الإسلامية/ الإخوانية في الدول التي تستقبل اللاجئين لإظهار بسالة في دعم الأوكرانيين.

ومن الواضح أنّ فروع جماعة الإخوان في القارة العجوز، حرصت على تأكيد تماهيها مع موقف الدول الأوروبية التي تنشط فيها، عبر رفض العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وإدانتها، والانخراط في الأعمال غير القتالية كعمليات الدعم اللوجيستي والإغاثة الإنسانية، لإظهار نفسها كحليف موثوق به للدول الغربية، بما يتيح لها كسب أرضية جديدة، وتخفيف حملة الضغط والتدقيق الذي تقوم بها أجهزة الأمن والاستخبارات ضد الإخوان في عدد من الدول الأوروبية.

خطاب متناقض

ورغم الموقف الرسمي الذي أبدته تلك الفروع، إلا أنّ تصعيد الإخوان ضد روسيا لا يحظى بتوافق كامل داخل فروع الإخوان الأوروبية ذاتها، خشية رد فعل موسكو أو قيامها بالتضييق على فرع الإخوان في روسيا والمسمى "اتحاد المنظمات الإسلامية- فرع روسيا". ولعل التعليقات التي أبداها المجلس الأوروبي للأئمة، وثيق الصلة بمجلس مسلمي أوروبا، على بيان إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا والمنشور على صفحة الأخير عبر موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، والتي طالب فيها المجلس الأوروبي للأئمة من مجلس مسلمي أوروبا أن يكون حيادياً ولا ينحاز  لمواقف الدول الأخرى من الصراع في أوكرانيا، لكيلا تتأثر الجاليات المسلمة في روسيا بهذا الموقف، دليل على تباين مواقف المؤسسات المرتبطة بالإخوان من الصراع الحالي.

 تصعيد الإخوان ضد روسيا لا يحظى بتوافق كامل داخل فروع الإخوان

وعلى المنوال نفسه، التزمت الجماعة الأم في مصر (إخوان مصر)، الصمت طوال شهر، منذ بدء العملية العسكرية الروسية، إلى أن أصدرت جبهة إبراهيم منير (جبهة لندن)، بيانها الذي دعت فيه للبحث عن حل سلمي للأزمة.

ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمقرب من جماعة الإخوان، لبدء حوار بين روسيا وأوكرانيا قائم على روابط الجيرة ومصالح الطرفين، مطالباً الجمعيات والمؤسسات إلى توصيل المساعدات الإنسانية والغذائية والصحية إلى اللاجئين، كما حث الاتحاد الدول التي لها علاقات مع الطرفين المتحاربين كتركيا وباكستان إلى القيام بجهود الوساطة من أجل إنهاء الحرب.

غياب تام لفرع روسيا

ومن الملاحظ، أن فرع الإخوان في روسيا / اتحاد المنظمات الإسلامية فرع روسيا، اختفى من المشهد بصورة تامة، قبيل بدء العملية العسكرية الروسية، ولم يصدر عنه أي بيان لتأييد العملية أو إدانتها، وحذف القائمون عليه النسخة العربية من موقعه الإلكتروني وكذلك صفحاته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بينما جرى إيقاف النشر على النسخة الروسية للموقع منذ أشهر عدة.

 يسعى الإخوان في أوروبا بشكل عام وفي شرق أوروبا بشكل خاص، لتعزيز جضورهم وكسب أرضية جديدة للعمل مستفيدة من الظروف التي خلقها الغزو الروسي لأوكرانيا

وقد تكون هذه الخطوة تمت بضغط من أجهزة الأمن الروسية، بسبب موقف جماعة الإخوان وفروعها الأوروبية، المتماهي مع الدول الغربية والمناهض لروسيا، لكن لا يمكن الجزم بذلك في الوقت الحالي، وفق الورقة البحثية.

ويبدو أنّ الموقف الذي اتخذته جماعة الإخوان وفروعها الأوروبية، أحد الأسباب التي دفعت المنصات الروسية الدعائية، المملوكة والمقربة من الحكومة الاتحادية في موسكو، إلى مهاجمة الجماعة، ملمحة إلى أنها تحالفت مع "كييف" ودعمت الكتائب الشيشانية التي تقاتل ضد روسيا مثل "كتيبة الشيخ منصور"، و"كتيبة جوهر دودايف"، فضلاً عن اتهامها أوكرانيا بتوظيف التكتيكات الدعائية المضللة نفسها للإخوان المسلمين في حربها مع روسيا.

ما هي أهداف الإخوان من الانخراط في هذا الصراع؟ 

وتشير الدراسة، إلى أنّ الجماعة تسعى إلى الاستثمار في الأزمة الحالية لإحراز أكبر مكاسب ممكنة في الوقت الحالي وكذلك في المستقبل، ومع أنّ المكاسب المرجوة يتوقع أن تصب في مصلحة التنظيم/ الفرع المحلي للإخوان "منظمة الرائد"، بالمقام الأول، فإنه يُرجح أن تنعكس المكاسب والإنجازات التي يحققها هذا الفرع على وضع الشبكة الإقليمية للحركة (إخوان أوروبا)، وكذلك على التنظيم الدولي لها.

وبناءً على ذلك، يمكن القول إنّ أهم الأهداف التي تسعى جماعة الإخوان إلى تحقيقها في الوقت الحالي، هي:

1- تعزيز الوجود الإخواني في شرق أوروبا

يسعى الإخوان في أوروبا بشكل عام وفي شرق أوروبا بشكل خاص، لتعزيز جضورهم وكسب أرضية جديدة للعمل مستفيدةً من الظروف التي خلقها الغزو الروسي لأوكرانيا.

 كما يحاول الفرع الأوكراني لجماعة الإخوان "منظمة الرائد" تعزيز حضوره في البلاد مستفيداً من تركيز الأجهزة الأمنية والاستخبارية جهودها على مواجهة التدخل الروسي، كما تهدف جماعة الإخوان إلى كسر القيود والحصار الأمني الذي فرض عليها في العديد من الدول الأوروبية، على مدار الأعوام القليلة الماضية.

وكذلك ترويج أنها منسجمة مع القيم والمصالح الأوروبية للإفلات من حملات التدقيق الرسمية في أنشطتها، وإحراز نصر معنوي بكسر الجمود أو الفجوة النفسية التي وجدت بين بعض فروع الجماعة في أوروبا والمجتمعات المحلية كي تعود من جديد إلى حالة التغلغل داخل المجتمعات المسلمة في الغرب.

من الملاحظ أنّ فرع الإخوان في روسيا / اتحاد المنظمات الإسلامية فرع روسيا، اختفى من المشهد بصورة تامة، قبيل بدء العملية العسكرية الروسية، ولم يصدر عنه أي بيان لتأييد العملية أو إدانتها

كما تحاول الجماعة توسيع شبكتها التنظيمية عبر التعاون مع جمعيات خيرية ومراكز إسلامية أجنبية تحت ستار العمل الإغاثي والإنساني. وفي هذا الإطار تعاونت "منظمة الرائد" بالفعل مع مؤسسة (آفاد) التركية، ومؤسسة "وقف الديانة التركية"، كما تعاونت مع ممثلي الهيئة الديمقراطية المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية مانيتوبا الإسلامية  الكندية في أعمال الإغاثة.

وبالإضافة إلى ما سبق، تعيد الجماعة تقديم قادتها ورموزها إلى المجتمعات الإسلامية المحلية في أوروبا، وترويج هؤلاء الرموز على أنهم قادة دينيون يُقتدى بهم، كما حصل مع القيادي الإخواني المصري جمال عبد الستار الذي استضافته "منظمة الرائد" لإعطاء محاضرة عبر تطبيق "زووم".

2- جمع التبرعات والمساعدات

استغلت "منظمة الرائد"، الصراع الدائر في البلاد لجمع التبرعات بحجة استخدامها في تنفيذ الأعمال الإغاثية، في حين تم توزيع هذه المساعدات، بناءً على رؤيتها الخاصة.

ويُحتمل أن يتم تخصيص جزء من حصيلة الأموال التي جمعت لصالح أعمال الإغاثة لدعم أنشطة الجماعة سواء في أوروبا أو خارجها، لا سيما أن الخبرة السابقة في التعامل معها تشير إلى أن الجماعة وظفت الأموال التي جمعتها في عمليات الإغاثة في العديد من الأنشطة التنظيمية.

3- تجنيد أعضاء جدد واستقطابهم

تركز جماعة الإخوان وفرعها الأوكراني، في الوقت الحالي، على استقطاب أعضاء جدد وتجنيدهم، إذ تولي "منظمة الرائد" اهتماماً خاصاً بتجنيد النساء/ الأخوات، والأطفال/ "أشبال الدعوة"، مستعينة بالوسائل الإخوانية التقليدية التي تشمل استقطابهم من خلال إشراكهم في أنشطة الجماعة، وتلقينهم أيديولوجيا الجماعة بشكل مباشر عن طريق الدروس واللقاءات الدورية.

انحياز تام لأميركا وحلفائها

يذكر أنّ جماعة الإخوان المسلمين، قد انحازت في أكثر من مناسبة، إلى موقف الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً، ضد روسيا ومن قبلها الاتحاد السوفييتي السابق، وارتبط هذا الانحياز بالصراع الجيواستراتيجي بين معسكري الشرق، الذي مثلته روسيا ومن قبل الاتحاد السوفيتي، والغرب الذي مثلته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها.

وقد انخرطت الجماعة في دعم الحركات والمجموعات المسلحة المناهضة لروسيا، منذ الغزو السوفييتي لأفغانستان، عام 1979 بناءً على تفاهمات عقدتها مع الولايات المتحدة ودول إقليمية أخرى، وهي التفاهمات التي ظلت سرية لفترة من الوقت، إلى أن كشفتها العديد من الشهادات والاعترافات التي سجلها قادة الإخوان وغيرهم.

وكان للجماعة الأم في مصر، الدور الأبرز في تسهيل عملية وصول الدعم اللوجيستي للمقاتلين في أفغانستان، بالتنسيق مع الجماعة الإسلامية الباكستانية (فرع الإخوان المحلي في باكستان)، وذلك قبيل تأسيس التنظيم العالمي لجماعة الإخوان (التنظيم الدولي) في عام 1981، وقد التزمت الجماعة في هذا الصراع بالأدوار التي رسمتها لها الولايات المتحدة والأنظمة الإقليمية التي عقدت اتفاقات وتفاهمات مع الجماعة، فلم تنخرط، غالباً، في الأعمال القتالية، واقتصر دورها على إيصال المساعدات والأموال إلى الجماعة الإسلامية في باكستان وإلى قادة الفصائل الأفغانية وعلى رأسهم عبد رب الرسول سياف، رئيس الاتحاد الإسلامي الأفغاني، وأحد أبرز قادة الإخوان في أفغانستان، وفق الورقة البحثية.

وعندما، اندلع التمرد المسلح في الشيشان في كانون الأول  (ديسمبر) 1994، دعمت جماعة الإخوان المجموعة الانفصالية في الجمهورية السوفيتية السابقة، ولعبت دوراً في عمليات التمويل والدعم اللوجستي للمقاتلين الشيشانيين، تحت ستار عمليات الإغاثة الإنسانية، التي تمت بإشراف الجماعة الأم في مصر، التي استغلت وجودها في داخل لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء المصرية، في دعم الجماعة الانفصالية في الشيشان، بحسب تعبير أشرف عبدالغفار، القيادي الإخواني البارز.

جماعة الإخوان المسلمين، قد انحازت في أكثر من مناسبة، إلى موقف الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً، ضد روسيا ومن قبلها الاتحاد السوفييتي السابق

بالإضافة إلى ذلك، تُشير معلومات أجهزة الأمن الروسية إلى أنّ الجماعة تولت تدريب مقاتلين أجانب ونقلهم إلى شمال القوقاز (الشيشان)،كذلك سعت إلى تعطيل المسار السياسي في الشيشان عبر تقديم تمويل بملايين الدولارات لتخريب الانتخابات الرئاسية، وهو ما دفع موسكو إلى حظر الجماعة رسمياً على أراضيها، عام 2003.

ومن اللافت للنظر أنّ انخراط الإخوان في دعم الحركات المناهضة لروسيا، تزامن مع نشاط مكثف للجماعة في شرق أوروبا وفي داخل دول الاتحاد السوفييتي السابق كأوكرانيا وغيرها.

مواضيع ذات صلة:

الحرب الروسية الأوكرانية... هل هناك آفاق للتسوية السلمية؟

"دافوس" انتهى كما ابتدأ: أوكرانيا ووعود تعافي الاقتصاد

كيف توظّف روسيا الحسناوات لكسب العرب في الحرب ضد أوكرانيا؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية