قوبل إعلان تركيا تدخلها ومساندتها عسكرية حكومة الوفاق ومليشياتها في طرابلس بحالة من الاصطفاف الشعبي، وإنهاء الخلافات الجانبية، ودعم كبير للجيش الوطني.
وانطلقت احتجاجات في مدن ليبية عدة، من بينها: بنغازي، درنة، طبرق، وبني وليد، تنديداً بالتدخل التركي الذي وصفوه بـ "الاحتلال"، مؤكدين دعمهم الكامل للجيش الليبي، وفق ما أوردت "العين" الإخبارية.
ودعت قوى وطنية ليبية المجتمع الدولي إلى وقف التدخل التركي في الشأن الداخلي، بعد تلويح أنقرة إرسال قوات إلى البلد الغني بالنفط.
وقالت قوى التجمعات الوطنية الليبية (تشمل عدداً من منظمات المجتمع المدني والأحزاب الوطنية وجمعيات حقوقية) في بيان: إنّ "إنزال قوة عسكرية تركية على الأراضي الليبية، يمثل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة، وكلّ أعراف القانون الدولي والإنساني".
قوبل تدخّل تركيا في ليبيا بحالة من الاصطفاف الشعبي وإنهاء الخلافات الجانبية ودعم كبير للجيش الوطني
هذا واجتمع أكثر من ألف شيخ قبيلة من كل مناطق ليبيا، السبت الماضي، في مدينة بنغازي، للتنديد بالتدخل التركي، مؤكدين استعدادهم للالتحاق بقوات الجيش الليبي للدفاع عن أمن وسيادة ليبيا.
وطالبوا الليبيين بـ "نبذ الخلافات والاستعداد للدفاع عن ليبيا ضدّ هذا العدو الذي يحمل له كل الليبيين ذاكرة سوداء وماضياً أليماً".
ودعوا كلّ الجنود والضباط المتخلفين للالتحاق بقوات الجيش الوطني للدفاع عن البلاد، محملاً "كلّ المتواطئين والخونة المسؤولية لجلب المستعمر"، داعية إياهم لمراجعة أنفسهم لأنّ التاريخ لن يرحمهم.
من جانبه، قال المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، أمس: إنّ تركيا فاقمت الوضع في ليبيا، مشيراً إلى أنّ التدخل الأجنبي التركي تحديداً، تسبّب في تأجيج الصراع بطرابلس.
وقال سلامة، خلال مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية: إنّ "تركيا وحكومة فايز سراج في طرابلس أسهما مؤخراً في تصعيد الوضع في ليبيا".
وأوضح؛ أنّ "مذكرتي التفاهم العسكرية والأمنية بين حكومة السراج وأردوغان، وتصريحات الأتراك الأخيرة بشأن إرسال قوات إلى ليبيا، أدى إلى تدويل الأزمة".
وأضاف المبعوث الأممي؛ أنّ التدخل الخارجي أسهم في تفاقم الوضع الذي شهدتها ليبيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، مشيراً إلى أنّ "تركيا سلمت أسلحة وطائرات بدون طيار إلى مسلحي السراج، فضلاً عن وجود مقاتلين سوريين ضمن صفوف حكومة السراج".
غسان سلامة: تركيا وحكومة فايز سراج في طرابلس أسهما مؤخراً في تأجيج الوضع في ليبيا
وأعرب سلامة عن خيبة أمله إزاء التصعيد في ليبيا، قائلاً: "أشعر بخيبة أمل؛ لأنه بعد 9 أشهر من القتال في طرابلس، لم يتوصل مجلس الأمن لقرار يدعو إلى وقف إطلاق النار".
ورأى المبعوث الأممي؛ أنّ مصداقية الأمم المتحدة على المحك في ليبيا، وأنّ المجتمع الدولي بات عاجزاً أمام هذا الوضع، وأمام تسليم السلاح، وانتهاك حظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وكان القائد العام للجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، قد دعا في كلمة وجهها إلى الليبيين، مساء الجمعة، الشعب إلى "التوحّد وحمل السلاح ضدّ المستعمر"، رداً على اعتزام أنقرة إرسال قوات إلى العاصمة طرابلس.
وقرّر مجلس النواب الليبي، السبت، إلغاء مذكرتي التفاهم الموقعة بين الرئيس التركي، رجب أردوغان، ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، الشهر قبل الماضي، معلناً إحالة السراج للقضاء بتهمة الخيانة العظمى.
كما قرّر البرلمان الليبي قطع العلاقات مع الحكومة التركية على خلفية تدخلاتها في الشؤون الداخلية الليبية، وصادق على تفويض القيادة العامة للقوات المسلحة بتعطيل المطارات والموانئ والمنافذ البرية الواقعة تحت سيطرة المليشيات.