كورونا يجتاح مجتمعات العمالة الوافدة.. فهل تتكتم قطر على الأعداد الحقيقية؟

كورونا يجتاح مجتمعات العمالة الوافدة.. فهل تتكتم قطر على الأعداد الحقيقية؟


11/04/2020

يعرّض فيروس كورونا، المنتشر في قطر، التي لديها الآن أكثر من 2000 حالة مؤكدة، حياة العمال الوافدين، البالغ عددهم نحو مليونين، للخطر في ظلّ محدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية.

فورين بوليسي: السلطات القطرية لا تقدم أي أرقام عن نسبة المصابين بفيروس كورونا بين العمال الوافدين

وفي 11 آذار (مارس) الماضي، سجّلت إصابة 238 عاملاً وافداً بفيروس كورونا في مجمع سكني واحد في المنطقة الصناعية خارج الدوحة بقطر، ومنذ ذلك الحين، تم تحديد العشرات من الحالات الأخرى التي يبدو أنّها مرتبطة بالحالات الأولى.

ورغم كافة الإجراءات التي تتخذها السلطات القطرية لحماية مواطنيها، إلا أنّها لا تقدم أي أرقام عن نسبة المصابين من العمال الوافدين، الذين يخشون من التقدم للإبلاغ عن أعراضهم؛ لأن إصابتهم بفيروس كورونا يمكن أن تتسبب في ترحيلهم إلى أوطانهم، مما يضطرهم للعمل وهم مصابون بالفيروس، وفق ما أوردت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية.

ومع تبقّي أقل من 1000 يوم حتى انطلاق كأس العالم 2022 في قطر، فإنّ العمال المهاجرين يستمرون في العمل في الملاعب ومشاريع البنية التحتية التي تقدر قيمتها بنحو 200 مليار دولار، في الوقت الذي أغلقت فيه قطر الآن جميع الأماكن العامة، دون أن تلتفت السلطات القطرية لعمال المونديال، برغم أنّ فيروس كورونا انطلق من مجتمعاتهم غير الصحية في قطر.

ونقلت المجلة عن أحد العمال قوله: "كيف يمكن للعمال "الحفاظ على التباعد الاجتماعي" عندما يضطرون للذهاب إلى المصانع ومواقع البناء حيث "يعمل أكثر من 200 شخص معاً ويتقاسمون نفس الحافلة".

العمال الوافدون يخشون التقدم للإبلاغ عن أعراضهم؛ لان إصابتهم بكورونا ستتسبب في ترحيلهم ما يضطرهم لمواصلة عملهم

منذ بدء بناء كأس العالم قبل ستة أعوام، فقد 34 مهاجراً حياتهم، وتعزو السلطات القطرية موت هؤلاء إلى أسباب صحية تتعلق بالقلب والأوعية الدموية أو "الوفاة الطبيعية".

وفي أسباب الوفاة بحثت دراسة نشرت العام الماضي في مجلة أمراض القلب في العلاقة بين التعرض للحرارة والوفيات في مشاريع مونديال 2022. وجد علماء المناخ وأطباء القلب وجود علاقة قوية بين الإجهاد الحراري والوفاة، مما يؤكد نظرية أنّ العمل المستمر وعدم مراعاة حقوق العمال وعم توفير وسائل راحة لهم في قطر هي أهم مسببات الوفاة بين العمال الوافدين في مشاريع مونديال الدوحة، وفق "فوريس بوليسي".

وتشير المجلة إلى أنّ قطر تتمتع بتاريخ طويل من "إساءة" معاملة العمال المهاجرين واستغلالهم، والذي حظي بإدانة دولية واسعة النطاق في الأعوام الأخيرة، والذي بلغ في بعض الأحيان "عملاً بالسخرة والاتجار بالبشر".

يذكر أنّ في دولة قطر ما يقارب مليوني عامل مهاجر من نيبال وبنغلاديش والهند، الآلاف منهم يعملون في مشاريع النبية التحتية لمونديال 2022.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية