كتاب عن "فيكتور هوغو والإسلام "...هل أسلم؟

كتاب عن "فيكتور هوغو والإسلام "...هل أسلم؟

كتاب عن "فيكتور هوغو والإسلام "...هل أسلم؟


03/10/2023

رندة تقي الدين

فيكتور هوغو، الكاتب والشاعر والروائي والرسام الفرنسي الذي توفي في العام 1885  في باريس واحد من اهم كتاب اللغة الفرنسية وكان مولعا بشخصية النبي محمد. لم يكن هوغو معروفا باهتمامه بالدين الإسلامي واعجابه بشخصية النبي محمد لو لم يكتشف الدبلوماسي الفرنسي المستشرق واستاذ التاريخ الكاتب لوي بلان هذا الجانب في بعض اشعار ومؤلفاته في كتاب له صدر أخيرا عن دار نشر Erick Bonnier بعنوان Victor Hugo et l’Islam.

بلان يدير حاليا برنامج أبحاث الشرق الأوسط في المعهد الجامعي الأوروبي في فلورنسا،"النهار العربي" حاوره حول موضوع كتابه عن هوغو والإسلام وتوقيت صدوره في وقت يستأثر موضوع الإسلام باهتمام كبير في فرنسا، اجتماعيا وسياسيا، وكثيرا ما تحول الى خلافات عميقة داخل المجتمع الذي يعيش فيه نحو 6 ملايين مسلم فرنسي.

يقول بلان ان عمله الدبلوماسي ثم الآن ابحاثه العلمية، كرسها للتفاهم الفرنسي العربي. ويروي انه منذ أربع سنوات كان له كتاب حول مدينة جدة السعودية واكتشف في هذه المناسبة قصيدة لفيكتور هوغو عن مدينة جدة بعنوان "شجرة الأرز"، والأرز هو  رمز الخلود. يربط هوغو الحضارة الإسلامية والغرب من خلال حوار وهمي بين الخليفة عمر بن الخطاب على شاطئ جدة والقديس يوحنا الإنجيلي وقبره في جزيرة باتموس في اليونان. المثال رمزي ولكنه معبر عن عقلية فيكتور هوغو. في عصره كانت علاقات الغرب والشرق معقدة جدا. ألف هوغو القصيدة أيام الاستعمار الأوروبي لكنه قرأ في القرآن وحياة النبي وفي الحضارة الإسلامية.

يضيف بلان ان هوغو كان متدينا بعمق، لكن من المستحيل حصره في دين معين، وقد سعى للتغلب على تناقضاته من خلال الشعر. تتكرر شخصية النبي محمد والقرآن اكثر من مئة مرة في اعمال هوغو الذي رأى في القرآن وسيلة لاكتشاف سر الخلق وفي الإسلام مصدرا لارواء فضوله عن الآخرة. زوده الإسلام بمصادر الهام غنية. يقول بلان ان شعر هوغو يندرج من بين اجمل الاشعار التي ألفها غير المسلم عن روحانياته، ورغم ذلك فإن النقاد لم يعيروا اهتماما للمكانة التي احتلها الإسلام في كتاباته.

يعتبر ديوان "اسطورة العصور" بمثابة ملحمة للإنسانية لا تزال مكانة الإسلام فيها شبه مجهولة، وقصيدة "السنة التاسعة للهجرة" هي اول قصيدة في ثلاثية تحمل عنوان "الإسلام". مدحه للنبي محمد يتحدى تقريع الإسلام السائد في أيامه. قصيدة "السنة التاسعة للهجرة" تهدف الى اثارة الاحترام لشخصية تاريخية شجبت في اوروبا. اظهر الشاعر الفرنسي في هذه القصيدة تعاطفا تجاه النبي ما اثر في المسلمين واعتبر عدد من القراء القصيدة دلالة الى ان هوغو اعتنق الاسلام . وهوغو ادخل الاسلام من اوسع الابواب الى التراث الادبي الفرنسي. يقول بلان ان احترام هوغو للاسلام لا يتوج باعتناقه . فقد وجد بلان في اعمال هوغو سبع قصائد مكرسة للدين الإسلامي وعشر قصائد أخرى مستلهمة منه. ويرى بلان ان ليست مهمته معرفة اذا كان هوغو قد اسلم او لا بل الأهم هو ما قدمه الى الاخوة بين الشرق والغرب .

يقول بلان ان هوغو من ابرز الادباء الفرنسيين وهو رمز الحضارة الفرنسية في الأيام الحالية. فالقراء الفرنسيون لهوغو نسوا انه كان مهتما بالديانة وبالأخص الديانة الإسلامية. يضيف بلان: "درست كل قصائد فيكتور هوغو ووجدت نوعا من درس للتفاهم بين حضارتي الغرب والشرق والفت هذا الكتاب لترويج هذا التفاهم بين المسيحيين والمسلمين لأننا نحتاج حاليا الى امثلة بارزة مثل فيكتور هوغو. ولو ادرك مسلمو فرنسا ان فيكتور هوغو اعتبر النبي مثالا للاخلاق قد يساعد ذلك على اندماجهم في المجتمع الفرنسي، كما ان المناهضين للاسلام في فرنسا لو عرفوا ان هوغو وجد في الإسلام ما وجده قد يهدئ ذلك مشاعرهم المضادة للاسلام .

يصف لوي بلان كتابه بأنه كتاب مناضل يستخدم فيكتور هوغو كما سيفعل عندما سيكتب عن الشاعر الآخر الفونس دو لامارتين، اذ ان شعرهما معاصر يعكس توترات ما زالت موجودة بعد اكثر من قرن من وفاتهما. اللافت ان لامارتين كان سافر وزار الشرق في حين ان هوغو لم يسافر الى الشرق ابدا.

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية